ساعة عصاري | أغنام الحاج مُريد ترعى مكان ما تريد

رعى الأغنام
رعى الأغنام

عمر يوسف

مع انتهاء آخر دفعات الليل، يبدأ النهار فى نشر غطاءه الفضفاض على الكون..

فى تلك الأثناء يستيقظ جميع من فى منزل الحاج مريد الجزار، بداية من الطفل إبراهيم الذى ما زال فى الخامسة من عمره، حتى الحاج مريد رب المنزل الكبير..

تعمل الأسرة منذ الجد الأول فى رعى الأغنام، وتوارثها الأبناء من بعده جيلاً بعد جيل، حتى وصلت إلى مريد..

تحضر الأم طعام الإفطار، ثم تطل برأسها فى حوش الأغنام الدافئ لتتأكد من استيقاظ جميع الأغنام، ولا توجد غنمة تعانى من مرض أو سعال غريب.


بعد الإفطار تتوزع مهام العمل على الأبناء، وتبقى مهمة السير أمام الأغنام حتى تعرف قبلتها للطفل إبراهيم الذى يعشق الأغنام، يعتبرهم أصدقاءه، حتى انه أطلق عليهم أسماء يناديهم بها كلما شردوا إلى مكان بعيد، والغريب فى الأمر أن الأغنام تستجيب له وكأنها تعرف أسماءها..

فى مشهد جسدته عدسة المصور نادر سعد الله.


ويقول الحاج مريد، ابن البرلس، «مهمة رعى الغنم دى كلنا مفطورين عليها من صغرنا، والغنم دى كلها مش بتاعتنا، دى غنم أهالى القرية اللى على وشك التزاوج، يجيبها صاحبها عشان تنضم للقطيع كله وتبدأ تتزاوج مع الخروف الذكر اللى تحس بانسجام ناحيته، وبعد شهر ترجع النعجة لصاحبها تانى ويدفع اللى يقدر عليه».


أما عن توفير طعام الأغنام، لا مشكلة فى هذا الأمر على الاطلاق، تخرج الأغنام فى الصباح، ثم تنزل فى الأرض التى على وشك تغيير زرعتها، مثل أرض تتحول من زراعة البرسيم للذرة، حتى تأكل ما تبقى فى الأرض من برسيم لتصبح ممهدة لزراعة الذرة، وليس من حق فلاح الاعتراض على نزول الأغنام أرضه، لأنها أغنام جميع أهالى القرية.

اقرأ أيضاً|حكايات| عم صادق «خليفة الأنبياء».. رحلة 50 عاما في رعي الأغنام