«المرأة والابتكار والصحة» نحو بناء وتنمية القدرات التكنولوجية الطبية للسيدات في الدول العربية

جانب من ا لمائدة
جانب من ا لمائدة

انطلقت صباح اليوم  فعاليات المائدة المستديرة حول المرأة والابتكار والصحة.. نحو بناء وتنمية القدرات التكنولوجية الطبية للمرأة في الدول العربية، التي عقدتها منظمة المرأة العربية بمقرها بالقاهرة.

استهدفت المائدة إلقاء الضوء على أهمية التعليم التكنولوجي المرتبط بالمهن الطبية، وتشجيع الفتيات والطبيبات للالتحاق بهذا المجال في الدول العربية، وبناء المهارات التكنولوجية الطبية للفتيات في القطاع الطبي، وكيفية خلق بيئة تمكينية تشجع وتحضن الإبتكارات والأبحاث التي تقودها النساء في المجال الطبي.

رحبت الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، بالحضور الكريم وأعربت عن بالغ سعادتها بأن تستقبل في رحاب المنظمة نخبة من العالمات العربيات المميزات، ورحبت بشكل خاص بالدكتورة شيخة الشامسي أستاذة التنمية الاقتصادية وخبير المناهج والبرامج التعليمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي شغلت في وقت سابق منصب المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، وأوضحت الدكتورة كيوان أن فكرة المائدة المستديرة قد ولدت خلال نقاش مع الدكتورة شيخة الشامسي في إطار التواصل الدائم معها، كما وجهت الدكتورة كيوان عميق التحية لدولة الإمارات العربية المتحدة أحد أهم الدول المؤسسة للمنظمة.

وأوضحت أن المائدة المستديرة مهداة لروح الدكتورة فرخندة حسن العالمة المصرية المتميزة والتي شغلت في وقت سابق منصب عضو المجلس التنفيذي للمنظمة عن جمهورية مصر العربية والتي ربطتها بالمنظمة دائما علاقة وطيدة على المستويين الإنساني والمهني.
كما وجهت  تحية خاصة للدكتور أيمن صالح، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون الدراسات العليا والبحوث الذي قبل أن يقوم بإدارة المائدة، وفي كلمته الافتتاحية وجه الشكر لمنظمة المرأة العربية على عقد هذه الفعالية .

وأكد على دور المرأة الرئيس في مجتمعنا فهي الأم والأخت والزوجة والإبنة والزميلة، موضحًا أنه تتلمذ في الجامعة وفي بداية عمله كطبيب على يد طبيبات بارزات منهن الدكتورة آمال أيوب والدكتورة منى أبو السعود المتخصصات في أمراض القلب.
واشار أن النساء يشغلن مكانة متميزة في المجال العلمي وأن 49% من قيادات جامعة عين شمس سيدات وآنسات و52% من منتسبي الجامعة سيدات وآنسات..
وأكد الدكتور أيمن صالح على أهمية تشجيع مجتمع المعرفة وإتاحة المعرفة للجميع وتمكين المواطنين العرب نساء ورجالا من المعرفة.
وقد شهد الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن المبتكرات العربيات المعاصرات اللاتي حققن إنجازات علمية في مجال الابتكار الطبي، تخللته رسائل مصورة من عدد من أبرز العالمات العربيات اللائي يعرف بهن الفيلم.
عقب الافتتاح تواصلت أعمال المائدة المستديرة عبر جلستي عمل.
استعرضت الجلسة الأولى تجارب متنوعة، فقامت الدكتورة شيخة الشامسي من دولة الإمارات العربية والمديرة العامة لمنظمة المرأة العربية سابقا، باستعراض (تجربة دولة الإمارات في مجال تنمية المهارات التكنولوجية الطبية للنساء)، ثم تحدثت المهندسة منية شوشان، مديرة الهندسة البيوطبية بالمستشفى الجامعي شارل نيكول عن (الهندسة البيوطبية وجودة الخدمات الصحية) في الجمهورية التونسية، ثم قامت الدكتورة نادية زخاري أستاذة الكيمياء الحيوية الطبية والبيولوجيا الجزيئية – المعهد القومي للأورام جامعة القاهرة، وزيرة البحث العلمي سابقا وعضوة المجلس القومي للمرأة حاليا بتقديم عرض عن الطبيبات المصريات في مجال البحث العلمي، ثم عرض الدكتور وليد عبد الناصر، رئيس المكتب الإقليمي العربي للملكية الفكرية (WIPO)  كلمة مسجلة عن الابتكار عند المرأة العربية.
في الجلسة الثانية قدمت الدكتورة جينا الفقي، المشرفة على قطاع العلاقات العلمية والثقافية أكاديمية البحث العلمي بمصر، ورقة بعنوان "أهمية التعليم التكنولوجي المرتبط بالمهن الطبية وكيفية تشجيع الطالبات على الابتكار في المجال الطبي.

وقدمت الدكتورة وجيدة أنور، أستاذة الصحة العامة بطب عين شمس ورئيسة قسم البحوث الطبية بكلية الطب بالقوات المسلحة ورقة بعنوان "الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه الباحثات في مجال الابتكار والأبحاث في القطاع الطبي"، ثم تناولت الدكتورة حنان جويفل، عميدة كلية العلوم الصحية التطبيقية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا موضوع "نحو خلق بيئة تمكينية تشجع الابتكارات والأبحاث التي تقودها النساء في المجال الطبي." وأخيرا قامت الدكتورة هدى فريد، أستاذة طب المسنين ونائبة مدير المستشفى الإلكتروني بعرض تجربة المستشفى الالكترونية في مصر.
وأوضحت المداخلات أهمية مسائل مثل الدعم السياسي الذي تقدمه الدولة، وتوافر الثقافة الاجتماعية المشجعة للمرأة والتي يمكن أن يلعب الإعلام القومي دورا في تعزيزها، فضلا عن توافر سياسة عامة لتشجيع البحث والتطوير من خلال توفير التمويل والتدريب والتأهيل والتعاون الدولي وإدماج الابتكار العلمي في المناهج التعليمية  في تعزيز فرص المرأة في مجال الابتكار العلمي .
وفي كلمتها الختامية شددت دكتورة فاديا كيوان على أهمية  العمل على تغيير الثقافة المجتمعية وتغيير الصور النمطية حول أدوار الجنسين، وذلك لكي يشعر الرجل بالمسؤولية تجاه رعاية الأسرة والأطفال مثله مثل المرأة مما يخلق للمرأة الوقت والفرص العادلة لكي تنخرط في المجال العام، ومنه مجال البحث العلمي، بطريقة تتسم بتكافؤ الفرص. 
وأكدت على ضرورة تربية الأبناء من الجنسين على الشراكة لكي يتم إعادة تشكيل الصور النمطية حول الأدوار التقليدية ومهام الرعاية.
وفي نهاية اللقاء أهدت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا متمثلة في الدكتورة حنان جويفل، درع تقدير ووفاء إلى الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة.