بإختصار

الحل عند الكبار

عثمان سالم
عثمان سالم

أظهرت أزمة نادى الزمالك مع لاعبيه المنتهية عقودهم بانتهاء الموسم.. ورفض بعضهم التجديد مدى الحاجة لرؤية جديدة لإدارة ملف كرة القدم المصرية بعد أن ارتفعت العقود إلى أرقام فلكية.. ربما لا يقدر على مواجهتها غير النادى الأهلى الذى يسدد التزاماته عبر ما يحصل عليه من عائدات البطولات وشركات الرعاية وغيرها من مصادر التمويل..

ويبقى الزمالك مع الأندية الجماهيرية يتجرعون معاناة توفير المبالغ المالية الكبيرة المطلوبة لعقود ورواتب وحوافز الأجهزة الفنية واللاعبين خاصة الأجانب. ولا أدرى إن كان هذا التوجه يدخل ضمن اختصاصات رابطة الأندية المحترفة أم أنها بعيدة عن هذا الملف الشائك.. ولا أعلم إن كانت وزارة الشباب يمكنها القيام بأى تحرك كأن تجمع الأندية خاصة الكبار لاتخاذ موقف موحد تجاه عملية اغتراف أموال الأندية بدون عائد فنى أو مادى مقابل ما تتحمله خزائن الأندية المجهدة من سداد الفواتير المختلفة.. أصبح من الضرورى تناسى الخلافات الشخصية بين مسئولى الأهلى والزمالك والجلوس على مائدة تفاوض برعاية الوزارة لوضع سقف محدد لعقود اللاعبين وأجور المدربين لا يتجاوزه أحد حتى وإن ادعى البعض أن نظام الاحتراف لا يعترف بهذا السقف إلى جانب المنافسة التقليدية على البطولات التى تحتاج لدعم الفرق بأفضل العناصر.. وهذه المسألة يمكن التغلب عليها لو توافر حسن النية بين كافة الأطراف من أجل الصالح العام..

ومن الممكن أن يقبل اللاعبون ـ على الأقل بالحد الأقصى للعقود التى أتصور ألا تزيد على عشرة ملايين جنيه للفئة الممتازة من العناصر الاحترافية القادرة على صنع الفارق.. وإذا حدث هذا فيمكن أن تعود أوضاع العقود والأجور إلى ما كانت عليه قبل دخول المستثمر العربى لإشعال الأسعار فى سوق اللاعبين عند شراء نادى الأسيوطى وتحويله إلى مسمى بيراميدز.. والغريب أن هذا النادى لم يحقق بطولة محلية أو قارية رغم الأموال الضخمة التى صرفت عليه حتى الآن.. الموقف جد خطير ويحتاج إلى توجه موحد من الكبار المتضررين فعلا من حالة الانفلات فى سوق اللاعبين والمدربين.. وإذا اتفقوا على توحيد المواقف فمن المؤكد أن تراجعا كبيراً سوف يحدث فى السوق حتى وإن لم يعد لحالة  ما قبل الأزمة.. وأتصور أن ثبات الزمالك على موقفه من عدم التجديد للكبار يمكن أن يساهم فى حل جزء من المشكلة.. لكن بدون التوافق مع الأهلى لن تحل بالشكل الذى يخدم الجميع ويرفع المستوى الفنى ويحفظ للكرة المصرية ثوابتها.. ويحسب للأهلى رفضه الدخول فى تفاوض مع نجوم الزمالك حتى لا تزيد الأمور تعقيداً.