بدون تردد

شروط لوقف الحرب «٢-٢»

محمد بركات
محمد بركات

تشير الدلائل القائمة فى ساحات المعارك المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حاليا، إلى غيبة الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتورطة فى الحرب، لوقف القتال وانتهاء المعارك والركون إلى الحل السياسى والطرق الدبلوماسية لحل الصراع.

وهناك من الشواهد الطافية على السطح، ما يؤكد غياب السعى الجاد من الطرفين الأوكرانى والروسى للتوصل إلى حل وسط توافقى، يمكن أن يكون مقبولا من كل منهما لوقف القتال وإنهاء الحرب.

وفى ظل عدم المرونة البادية من الطرفين، يصبح من الصعب التنبؤ بموعد قريب أو متوقع لإنهاء الحرب،...، وهذا ما تشير إليه المواقف المعلنة والمعطيات القائمة على الجانبين، التى تؤكد إصرار كل منهما على موقفه وعدم استعداده للتنازل عنها حتى الآن.

وفى هذا السياق أعلن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» أنه لن يتم وقف العمليات العسكرية فى أوكرانيا، دون تلبية مطالب بلاده كاملة سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، وهى اعتراف أوكرانيا بشرعية ضم روسيا شبه جزيرة القرم، والاعتراف باستقلال «دونيتسك» و»لوجانسيك». هذا بالإضافة إلى عدم انضمام «أوكرانيا» إلى حلف الناتو، وإزالة كل الأسلحة الاستراتيجية القريبة من أوكرانيا، نظرا لتهديدها للأمن القومى الروسى.

وفى مواجهة ذلك يرفض الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» كل المطالب والشروط الروسية، وأعلن هو الآخر شروطه ومطالبه لوقف القتال، وهى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية، وعودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، ورفض الاعتراف باستقلال «دونيتسك» و»لوجانسيك» وانشقاقهما عن أوكرانيا.

وغنى عن البيان أن الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» يستند فى موقفه المتشدد ورفضه للمطالب الروسية، إلى وقوف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأعضاء فى حلف الأطلنطى معه ودعمهم ومساندتهم القوية له فى مواجهة روسيا، ودفعهم القوى والمستمر له لرفض المطالب الروسية، فى إطار سعيهم الدائم لاستمرار القتال وعدم وقف الحرب، بل إطالة أمدها كلما أمكن ذلك حتى تصبح نزيفا مستمرا لروسيا، يؤدى إلى تكبيدها أعلى خسائر ممكنة.
وفى ظل ذلك أصبح من الصعب حتى الآن التنبؤ أو التوقع بموعد قريب لوقف القتال.. أو إنهاء الحرب.