رؤيــة

أنيسة حسونة فى رحلة الوداع

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- عاشت سنوات قوية والخبيث يهدد حياتها وسلامها وأمنها، ولكنها كانت عنيدة معه تبتسم للحياة وترفع يدها الى السماء تستغيث برب الكون أن ينصرها عليه، فقد وهبت حياتها للطفولة البريئة التى كانت تعانى من مرض السرطان، لم تخجل يوما أن أزالت شعر رأسها وخرجت الى الناس تقول: أنا أعترف.. أنا مريضة سرطان، قالتها فى شجاعة وبشاشة وجه، فقد كانت تخفى دموعها عن الناس وكانت تدمج حياتها فى العمل الانسانى حتى لا تتذكر آلامها، عملت فى بداية حياتها مع طبيب الإنسانية السير مجدى يعقوب، فكانت أول داعية لمستشفى قلب الأطفال، طرقت جميع الأبواب فى مصر والصعيد وهى تحمل هذه الرسالة، وكون ان مجدى يعقوب يختار أنيسة حسونة فكان اختياره صح، فقد كان يعرف جيدًا أن هذه السيدة تدخل قلوب المصريين من أبوابها، وفجأة انفصلت عنه بعد أن داهمها المرض الخبيث وأرادت أن تتفرغ له ولا يكون عقبة فى رسالتها مع مجدى يعقوب.


- من حسن حظى أننى تعرفت على أنيسة وهى طالبة بالثانوية العامة بمدرسة القومية بالعجوزة وكانت مديرة المدرسة الفاضلة سعدية الخواص تتباهى بطالبتين فى المدرسة، الأولى أنيسة حسونة والثانية حنان جميعي، الاولى كان والدها عصام حسونة وزيرا للعدل ومع ذلك لم تستثمر أنيسة اسم ابيها فى أى عمل وكانت عادية جدًا، ويوم أن عملت مع مجدى يعقوب قصدتها فى خدمة لابن سائقى لإجراء عملية قلب وهو طفل عمره سبع سنوات وهو يعانى من ضيق فى صمام القلب،

وعلى الفور تبنت حالته حتى أجرى له السير مجدى يعقوب عملية جراحية فى مستشفى القلب بأسوان وأعاده للحياة معافى وهو الآن بكامل صحته، من حق أمهات مصر أن يبكين رحيل أنيسة حسونة، ختمت حياتها بتأسيس مستشفى الناس فكانت تسابق الزمن وكبار الأطباء لديها يتنافسون لاجراء عمليات القلب للأطفال، كم من الأسر أسعدتها أنيسة حسونة وأكيد ان الذى اسعدها قبل وفاتها بأيام هو تكريم حرم السيد الرئيس لها فى يوم المرأة العالمى يوم ان سلمتها درع التكريم وهى جالسة على كرسى متحرك، فى ذمة الله يا أنيسة، نسأل الله أن يتغمدك برحمته ويلهم أسرتك الصبر والسلوان ويثلج قلوب محبيك.