د.هاجر سعد الدين: الرجال أصبحوا متفهمين لدور المرأة فى المجتمع

هاجر سعد الدين
هاجر سعد الدين

هاجر زيدان

موسوعة إسلامية ذات نبرة صوت مميزة عرفها مستمعو إذاعة القرآن الكريم وأحبوا برامجها.. استطاعت باجتهادها وخبرتها الإذاعية أن تنتزع كرسى رئيس إذاعة القرآن الكريم على الرغم من أنه كان ولسنوات طويلة حكرا على الرجال، إنها الإذاعية د. هاجر سعد الدين التى كانت ولازالت تقوم بإعداد وتقديم برامج للمرأة وما يختص شئون دينها على مدار سنوات طويلة.. الإذاعية الكبيرة توضح كواليس رحلتها داخل أروقة إذاعة القران الكريم.

كونك أول امرأة تتولي منصب رئاسة إذاعة القران الكريم.. ما الاستراتيجية التي اتبعتينها حينها؟

 في هذا الفترة وضعت لنفسي أسسا وقواعد كنت حريصة علي تنفيذها فمن أهم هذه القواعد تطبيق العدل بين جميع العاملين بشبكة القرآن الكريم بجانب العمل على طرح أفكار مبتكرة باستمرار، فدائماً كنت اتطلع لتقديم برامج دينية يكون لها بريق وتعلق في أذهان الجمهور وبالفعل حققت تلك الأهداف قبل حتى أن أتولى منصبي هذا عندما قمت بالمشاركة في الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، فنقلنا صلاة العشاء بث مباشر من الكعبة المشرفة، وفي نفس الليلة أيضاً قمنا بنقل بث مباشر لصلاة الفجر من المسجد الأقصى، لتكون هذه أول مرة على مستوى الإذاعة يتم الاحتفال بهذه المناسبة وأيضا أتذكر من الاحتفالات التي لا تنسى بمناسبة مرور 14 قرونا على نزول الإسلام ودام الإحتفال بهذه المناسبة  لمدة أربع سنوات على التوالي عن طريق نقل الصلوات من مساجد في الدول التي فتحها المسلمون.


هل واجهت صعوبات حتى وصلت لهذا المنصب؟

 لم يكن هناك صعوبات بفضل الله، بل نشأت في أسرة محبة للدين والعلم.. وبعد أن حصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراة من جامعة الأزهر عملت في إذاعة القرآن الكريم وقدمت أول برنامج لى بعنوان «دين ودنيا» عام 1972 واجتهدت في العمل حتى وصلت لمنصب رئيس إذاعة القرآن الكريم.


يصعب على الرجل في مجتمعنا الشرقي أن ترأسه امرأة... كيف تعاملتِ مع هذا المنطق؟

 لم أواجه هذا مطلقاً خلال فترة رئاستي للإذاعة لأنني تعمدت أن أعامل جميع المذيعين كأبنائي بجانب أن فترة تواجدي في المنصب كانت قائمة على أساسين هما الحب والعدل بين جميع أعضاء الشبكة.. بفضل الله أذكر أن جميع العاملين سافروا كمرافقين في رحلات عمرة فلم أفرق بينهم أبدا.


فى رأيك هل من الصعب أن تتولى المرأة منصب قيادي؟

 أعتقد أن تولى أى منصب قيادي لا يصعب أبدا على المرأة، وهذا انتصار لها بدليل وجود نساء في القضاء، ودخول المرأة في البرلمان أيضا لذا أرى أنه لم يعد شيئا صعبا على المرأة والجميل أن الرجال أصبحوا متفهمين لدور المرأة في المجتمع. 


خلال مسيرتك في الإذاعة.. ما الرسالة التي أردتِ أن توجهيها للمرأة؟

 قدمت عدة برامج لها علاقة بالمرأة منها «مسلمات حول الرسول» و«فقه المرأة»  و«نساء ذكرن في القرآن» وكان مضمونها أن الله عز وجل كرم المرأة في الإسلام وجعل لها شخصيتها المستقلة، كما أوضحت على مدار مجموعة من الحلقات دور وشخصية المرأة في الإسلام، وكان يحدث مع زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فكان ينادى عليهن بأسمائهن، كما أنه لم تقتصر دور المرأة كزوجة أو أم فقط ولكن كان لها دور في الحروب والغزوات، ففي غزوة أحد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن أم عمارة: «ما إلتفت يمينا ولا يسرا إلا وأنا أراها تقاتل دوني»، أي أنه يوجد نساء في الإسلام تحارب أيضاً.. هذه هي المكانة التي اصطفى الله بها المرأة ومنحها حريتها كاملة على عكس النساء في أوروبا، فالمرأة هناك دائما ما تنسب لزوجها، وفي وقت ما لم يكن لها ذمة مالية مستقلة.


إذا ما المعاير التي تحكم حرية المرأة؟

 من وجهة نظري لابد من الإلتفات للشرع والدين قبل المطالبة بالحرية، لأن الإسلام أعطى للمرأة حريتها في جميع مراحل حياتها قبل أن تخرج علينا عادات الغرب، فإذا أرادت المرأة المسلمة أن تطالب بحرية سليمة يجب أن تنظر جيداً للإسلام أولاً.


كيف تري تطور شخصية الزوجة بين الماضي والحاضر؟

 معرفة المرأة لحقوقها كما ينص الإسلام يكون في صالحها بالطبع وأيضاً أن يعرف الزوج حقوق زوجته وواجباتها يسهل الحياة الزوجية بينهم، فكل هذه الأمور تجعل بينهم المشورة دائماً وتنير لهم جانب يغفل عنه البعض، وهو أنهما يكملان بعضهما في اتخاذ القرارات، وفي الحياة الزوجية بأكملها فلا يكون الرأي أو القرار من جانب واحد فقط.


حصلتِ على جوائز عالمية و محلية.. ما الجائزة التي لها ذكرى مميزة ؟

 جائزة «رسول السلام» من الأمم المتحدة، فهي أول جائزة أحصل عليها وبالطبع كانت مميزة جداً بالنسبة لي وكنت في غاية السعادة وخاصة أنها تضم عبارات تشيد بدوري في إثراء ثقافة المرأة العربية، وأيضاً أعتبر هذه الجائزة تقدير لوالدي لأنه توفي بعد حصولي عليها بفترة قليلة ثم توالت الجوائز بعد ذلك.