محنة المرض| كل هذا الحب لـ«سمير صبرى.. سفير الإنسانية»

سمير صبرى
سمير صبرى

فى مداخلة هاتفية مؤثرة للغاية بأحد البرامج منذ بضعة أيام، تحدث النجم الكبير سمير صبرى «سفير الإنسانية» كما يطلق عليه جمهوره ومحبوه، مُشيرًا إلى حاجته للمساعدة لاستكمال علاجه، وبصوت حزين ومخنوق، قال: «اقفوا جنبى وساعدونى فى علاجي»، وعقب إذاعة الحلقة، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعلاج صبرى على نفقة الدولة.
 

غرد الفنان صلاح عبد الله عن سمير صبرى قائلًا: «هذا الفنان الشامل الرائع عمره ما اتأخر عن حد محتاج وطول عمره داعم بقوة لكل زملائه وقت العوز ووقت المرض»، بينما قال الناقد الفنى طارق الشناوى، على فيسبوك، إن صبرى هو «أكثر نجم مصرى عرفته يمنح الخير للمحتاجين  لمن يعرف أو لا يعرف».


الدكتور زاهى حواس، قال عنه «أروع ما فى سمير صبرى رعايته لقدامى الفنانين وعشقه لفنه واحترامه لجمهوره. إنه فارس نادر من فرسان الزمن الجميل»، فى حين لقّبه الإعلامى مفيد فوزى بـ«سفير الإسكندرية المتعدد المواهب»، ولقبه الأديب الراحل أنيس منصور بـ«سفير الحب».


ووصفه الكاتب والروائى الراحل يوسف إدريس بـ«صديق الكاميرا» و«ملك الأفراح، برنس الشاشة الصغيرة، سفير البهجة والسرور والإيجابية فى الحياة». واعتبر الروائى خيرى شلبى أن صبرى هو «عاشق الفن الذى لا يهدأ».


وُلد صبرى فى الإسكندرية فى 27 ديسمبر 1936، وتخرج فى «فيكتوريا كوليدج» التى درس فيها عمالقة فى الفن والسياسة، من بينهم عاهل الأردن الراحل الملك حسين، وقضى الـ50 عاماً الأخيرة من عمره فى العمل الفنى والإعلامي، وانفصل والد ووالدة صبرى وهو صغير، واصطحبه والده ليعيش معه فى القاهرة وبقى شقيقه الوحيد مع والدته فى الإسكندرية حيث غدا طيّاراً حربياً واستشهد فى حرب أكتوبر 1973.


تزوج صبرى مواطنة إنجليزية قبل أن يكمل عامه العشرين وأنجب منها ابنه الوحيد جلال، وأبقى خبر زواجه سراً ولم يكشف عنه إلا قبل سنوات، معترفا بندمه على أنه فضل الفن على حياته الشخصية وتخلى عن زوجته ونجله الذى ترعرع مع والدته وعاش كل حياته فى لندن.
ويمكن أن نطلق على صبرى لقب «الفنان الشامل»، أو الفنان «الفلتة»، أى الذى لا يتكرر، إذ أجاد الاستعراض، والغناء، والعزف على عدة آلات موسيقية، والتمثيل الكوميدى والدرامى والأكشن، وقدم أدواراً فارقة فى السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، وتولى تقديم برامج فى التلفزيون والإذاعة، وأنتج 20 فيلماً سينمائياً.


وقف صبرى أمام الكاميرا للمرة الأولى ضمن المجاميع خلال تصوير أغنية «بحلم بيك» لعبد الحليم حافظ فى فيلم «حكاية حب»، وهى صوُرت خلال مشهد مع الإذاعية الراحلة آمال فهمى.


اشتُهر بعدد من الألقاب منها «سفير الحب» و«ملك الأفراح» و«برنس الشاشة»، تزوج سراً وفضل الفن على زوجته وابنه، واستُشهد أخوه فى حرب أكتوبر، قدمه جاره فى نفس المبنى عبد الحليم حافظ إلى الفنانة لبنى عبدالعزيز، ليظهر معها فى برنامج «ركن الطفل» الذى كانت تقدمه عبر إذاعة البرنامج الأوروبي، ومنه كانت انطلاقة صبرى فى الإذاعة حيث قدم برامج «هذا المساء» و«كان زمان» و«البرنامج» و«مشوار» ومن ثم فى السينما مشاركاً فى 138 فيلما، أشهرها «التوت والنبوت» و«جحيم تحت الماء» و«البحث عن فضيحة» و«الإخوة الأعداء» و«أبى فوق الشجرة» و«زقاق المدق».


وفى التلفزيون، شارك صبرى فى عدة مسلسلات تعد من علامات الدراما الاجتماعية مثل «قضية رأى عام» و«حضرة المتهم أبي» و«حق مشروع». ومثّل فى فوازير «إحنا فين» و«ألف ليلة وليلة»، وفى سيرته الذاتية «حكايات العمر كله» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية العام الماضى فى 304 صفحات، روى قصصاً ومواقف مع 36 شخصية فنية وثقافية وسياسية متعددة، مثل السلطان قابوس والشيخ زايد آل نهيان والإمام موسى الصدر والكاتب توفيق الحكيم وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسعاد حسنى وميرفت أمين وغيرهم.