ننشر حكايات من دفتر «الخاطبة» في حوار خاص

حكايات من دفتر «الخاطبة»
حكايات من دفتر «الخاطبة»

«يا بخت من وفق راسين فى الحلال».. عبارة كانت ترددها الخاطبة قديما عندما تدق الباب لإدخال السعادة على قلب شخصين قد يجعل الله لهما نصيبا فى أن يكملا حياتهما سويا.. وبمرور الأيام اختفت مهنة الخاطبة وأصبح الزواج يتم بأشكال عديدة أخرى.


عبير حسن، سيدة أرادت أن تعيد لمهنة الخاطبة رونقها، لكن بشكل يتماشى مع وسائل التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت لغة العصر، فقررت أن يصبح الزواج إلكترونياً، تحدثت عبير لـ«آخرساعة» لتروى حكايتها مع مهنة الخاطبة وكيف أصبحت هى الأشهر على صفحات السوشيال ميديا وكشفت عن أغرب قصص الخطوبة والزواج التى قابلتها طوال فترة عملها.
 

تقول عبير: حكايتى مع الخاطبة بدأت منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ فترة زواجى، فكان عندما يتقدم لى بعض الأشخاص ولم يتم التوفيق بيننا، كانت والدتى ترشحه لإحدى قريباتى، وبدأت بعد ذلك تسعى لزواج أشقائى، وظلت هكذا حتى وفاتها، هنا قررت استكمال المسيرة بدلا منها، وبدأت أبحث عن عرائس لأشقاء زوجى حتى استطعت تزويج أصغرهم بفتاة تعمل مدرسة لابنتى، وبعد إتمام عقد القران انتشر الخبر بين الأصدقاء والمعارف بأننى كنت السبب فى جمع العروسين، وبدأت الدائرة تتسع وزاد الطلب علىّ بأن أمارس مهنة الخاطبة بشكل أوسع، وبالفعل بدأت الفكرة تشغل بالى لكنى رفضت أن أكون الخاطبة التقليدية التى تدق الأبواب، خاصة أننى زوجة وأم ولن يناسبنى الوقت للخروج بشكل متكرر، فاستعنت بالتكنولوجيا الحديثة لممارسة عملى من المنزل وإشباع هوايتى المفضلة بدون أى أجر.


الزواج إلكترونيا

وأضافت: ظهرت بعد ذلك فى وسائل الإعلام عام 2016، بعدها أنهالت علىّ الاتصالات من عدد كبير من الراغبين فى الزواج، فكان الأمر شاقاً علىّ فى البداية، حيث كنت أتواصل مع جميع المكالمات يوميا، فعملت على تغيير اسم صفحتى الشخصية على موقع «فيسبوك» إلى عبير الخاطبة لتكون هى الصفحة الرسمية ليتم التواصل من خلالها.

وبالفعل بدأت إعداد المتابعين للصفحة فى الزيادة يوما بعد يوم، وكنت أعرض مواصفات العريس عليها مع التأكيد على التواصل معى لمن ترى أنه مناسب لها، وبالفعل كان يتم التواصل بين الطرفين وفى أحيان كثيرة كنت أذهب مع العريس فى أول مقابلة، حتى جاءت جائحة كورونا التى قلبت الأمر رأسا على عقب، وأصبح التواصل بينى وبين العروسين عن طريق الهاتف والبث المباشر على صفحات التواصل، ومع طول وقت الحظر الذى تعدى الثلاثة أشهر، شعرت أننى أصبحت فرداً من أفراد عائلات مصرية كثيرة وأصبحنا نتناقش يومياً فى كثير من الأمور والقضايا المتعلقة بالأسرة والحياة الزوجية ونقل التجارب والخبرات بين الجميع.


شروط الزواج

وأوضحت أنه لابد أن يكون هناك شروط لإتمام الزواج، أهمها التكافؤ بين الطرفين، وضمان موافقة العروس على مقابلة العريس بنسبة 100% بدون ضغط عليها، وكذلك التأكيد على عرض المواصفات لكل من الطرفين بكل صدق وصراحة، ومهما كانت أسباب الرفض لا يتم عرضها على الطرف الآخر، كما أنها ترفض اللوم على العروس التى ترفض الشخص المتقدم للزواج، ولا يوجد لديها أى مانع من توفير أكثر من عريس حتى يتم القبول، والأهم الحفاظ على الخصوصية وممنوع منعاً باتاً تحميل صور أو معلومات عن الحالات التى تتم لها الزواج أو الخطبة، علما بأن طبقة التعليم المتوسط والجامعى من أكثر الفئات التى تتردد بطلبات التواصل، وكذلك طلبات الزواج من أخرى وهناك كثير من الفتيات والسيدات اللواتى أصبحن يوافقن على ذلك.


الخاطبة والصالونات

وترى عبير أن زواج الخاطبة لا يختلف كثيرا عن زواج الصالونات، فالاثنان يجمعهما وجود وسيط يحقق التواصل بين الطرفين، لكن ما تراه مختلفا فى زواج الخاطبة أنه زواج عقلى جدا، فالطرفان يبحثان عن مواصفات محددة تجعلهما يعيشان حياة زوجية سعيدة وتكوين أسرة صغيرة، لذا لا يوجد احتمالات للطلاق عند الزواج عن طريقها، كما أنها تعمل – كما تقول - لوجه الله ولمساعدة الفتيات والأهل ورؤية الفرحة فى أعينهم ويكفيها سماع «دعوة حلوة» يقدمها لها أحدهم.
وأكدت أن لديها العديد من طلبات الزواج من قبل المصريين المقيمين بالخارج، ويكون التواصل معهم عن طريق البث المباشر وغالبا يكون لهم شروط ومواصفات ومدة محددة يضعها العريس نتيجة لظروف عمله.


العريس المرفوض

وتقول الخاطبة إن ما ترضاه لبناتها ترضاه للجميع، لذا فهى تضع مواصفات للعريس المرفوض وذلك يكون بالنظر إلى علاقته بأهله وملاحظة مدى الاحترام المتبادل بينهم، وأيضا الرجل البخيل مرفوض تماما بالنسبة لها لأنها صفة لا يمكن علاجها، و«البصباص» الذى يرهق زوجته طوال حياته وأيضا الكذاب كونه يعد من أسوأ ما يكون وليس له علاج، وأشارت إلى أنه يجب الابتعاد عن المقولة الشهيرة «هيتغير بعد الزواج» فالطبع دائما يغلب التطبع، وفى النهاية لابد من السؤال جيدا عنه قبل إتمام أى خطوة للارتباط.

ونصحت بضرورة التأكد من الاختيار لكل من الطرفين، ووجود الرضا الكامل بالشخص بكل مميزاته وعيوبه، ومعرفة أن الصراحة واجبة فى كل الأوقات وفى بداية العلاقة بالأخص، ويجب الرجوع للدين وتعليماته الخاصة بالزواج، وليس بضرورة أن تكون الوسامة شرطا حتى يتم القبول حيث تقوم كثير من الفتيات بالحكم على العريس من صورته الشخصية، لكن يجب النظر للأخلاق والتدين، أما الأهل فيجب عليهم إرساء مبادئ شريك الحياة منذ فترة المراهقة وتعليم الأبناء بها للحد من المشاكل الزوجية التى تحدث بكثرة هذه الأيام.. تتابع: هناك العديد من الحكايات والتى أذكر منها اتصال والدة العروسة بى لتخبرنى بأن ابنتها بلغت من العمر 28 عاما وحتى الآن لم يدق أحد على باب المنزل لخطبتها، لدرجة أنها ذهبت لبعض الدجالين خوفا من وجود أى أعمال لها.. فقمت بطلب بياناتها ورقم الهاتف لعرضهم على الصفحة وبالفعل تلقى الطلب تفاعل وطلبات كثيرة من العرسان حتى حدث النصيب وتم الزواج.


الرجل الستينى

وجاء طلب زواج مؤخرا من رجل يبلغ من العمر 60 عاما ظل طول حياته مع زوجته ولم ينعم الله عليهما بالإنجاب وحين توفيت ظل هذا الحلم يراوده فتواصل مع الخاطبة لتوفير عروسة صغيرة فى السن ليحقق أمنية حياته وينجب الطفل الذى يحلم به.

أما عروسة الـ20 يوما، فبدأت حكايتها باتصال منها لتخبر الخاطبة بأنها اليوم ستكمل عامها الـ29، وقالت لها بالنص :«تفتكرى يا مدام عبير هاكمل الـ30 وأنا لسة فى بيت أهلى».. فقالت لها إن اليوم الجمعة وهناك دعوة مستجابة وبمشيئة الله ستكونين العام القادم فى عش الزوجية، وقد كان، فيشاء القدر بعد إنهاء المكالمة مباشرة أن يتواصل معها رجل مقيم فى السعودية ويخبرها بأن إجازته الآتية فى الشهر القادم ويريد أن يرتبط بعروسة ليتزوج خلال إجازته، وبالفعــل تواصـــلت مع الفتــــــاة وأخبرتها بمواصفات العريس وتم التواصل بينهم وحدث ارتياح وتوافق وخلال أيام تم الاتفاق على كل ترتيبات الزفاف، وبمجرد عودته للقاهرة قام بشراء الشبكة وحجز قاعة الزفاف وتم الزواج فى 20 يوما ثم اصطحبها معه للسفر مرة أخرى وأنعم الله عليهم بطفلين.


عروس القطار

وهناك أيضا حكاية العروس التى تم استبدالها فى القطار، فكان العريس فى طريقه للعودة من الإسكندرية بالقطار والأمور على ما يرام، ثم فوجئت بوالدة العروس تتصل بالخاطبة وتعتذر لها وتؤكد رفض ابنتها للعريس، فقالت لها «حصل خير بس أنا لازم أروح أقابل العريس واعتذر له»، وقبل خروجها من المنزل فوجئت بمكالمة أخرى من أم تريد زواج ابنتها، فأخبرتها بمواصفات العريس ثم اتصلت به وأخبرته بأن كل الأمور على ما يرام لكن يوجد شيء واحد تم استبداله هو العروس، وبالفعل تم الاتفاق بين الطرفين وحدث الارتباط.


وتسرد الخاطبة: تمت دعوتى لحفل خطوبة لعروسين كنت السبب فى تعارفهما، وكان من ضمن الحضور ابن خال العروس الذى كان مغتربا ولم يرَ العروس منذ سنوات، وعندما رآها أخبر والدتها بأنه أولى بها كما أن إمكانياته المادية أفضل من العريس المتقدم، وبالفعل وافقت الأم على خطبتها له وتم فسخ خطوبتها بعد أسبوع واحد من الحفل، ويشاء القدر أن الحياة الزوجية بينهم لا تكتمل وكذلك العريس الأول يفقد زوجته ويصبح أرملاً، وقامت الأم بالتواصل معى مرة أخرى للمشاركة فى عودة المياه لمجاريها بعد مرور سنوات والتوسط عند العريس لكننى رفضت وتمسكت برأيى بعدم التوسط لهم ثانية.


الخجولة

فتاة خجولة عمرها 33 عاما، خجلها الزائد يجعلها تنسحب بمجرد رؤية العريس وتشعر بالخجل والقلق الشديد بمجرد الجلوس معه ويظهر ذلك عليها باحمرار وجهها وبرودة أطرافها ورفضها للحديث مع كل الموجودين فتفضل الانسحاب، وقامت الأم بالتحايل عليها كثيرا وبمقابلات عديدة دون علمها لكن كانت النتيجة واحدة فى كل مرة، فأخبرتها الخاطبة بضرورة إعطائها مساحة لإعادة حسابتها وتركها عدة أشهر بدون التحدث فى هذا الأمر تماما حتى تستوعب ما تقدم عليه وتكون لديها الرضا الكامل بذلك والتأكيد عليها بأن الرأى الأول والأخير لها فقط بدون أى تدخل من الأهل، وبالفعل نجحت الخطة وتواصلت الفتاة بنفسها مع الخاطبة لتخبرها بأنها مهيئة نفسيا للمقابلة وبالفعل تواصلت مع شاب بعد معرفة مواصفاته جيدا وتمت الخطبة وحفل الزفاف سيكون قريبا بمشيئة الله.