امتحان الألمانى «بعبع» جديد لطلاب الثانوية العامة

امتحان الألمانى لطلاب الثانوية
امتحان الألمانى لطلاب الثانوية

أحمد جمال

فى الوقت الذى تستعد فيه وزارة التربية والتعليم للإعلان عن تفاصيل خوض امتحانات الثانوية العامة وما إذا كانت ستجرى الامتحانات بنظام أسئلة الاختيار من متعدد أم ستكون هناك أسئلة مقالية، وكذلك حسم مسألة خوضها بالتابلت أم عبر ورقة «البابلشيت» كما الحال فى العام الماضي، أثار معلمو رابطة اللغة الألمانية أزمة ترتبط بامتحان اللغة، وهى اختيارية لدراستها كلغة ثانية وذلك على خلفية الأخطاء والصعوبات التى جاءت فى امتحان العام الماضي.
وتقدمت الرابطة بشكاوى عديدة إلى المركز القومى للامتحانات والدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم وكذلك لجهات حكومية عديدة تطالب بإعادة تشكيل لجنة وضع الامتحان وتنقية بنوك الأسئلة من الموضوعات التى شملت بعض الأخطاء التى جرى رصدها من جانب أساتذة قسم اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عيش شمس.

 

وقال أحد أعضاء رابطة معلمى اللغة الألمانية - رفض ذكر اسمه - إن أزمة اللغة الألمانية بدأت منذ العام الماضى بعد أن احتوى امتحان المادة على أسئلة تقيس مستوى «A2»، وهى أسئلة تعد خصيصاً لامتحانات اللغة الأجنبية الأولى وليست الثانية التى تنص قواعد الوزارة على أن تكون أسئلتها مطابقة لمستوى «A1»، مثلما الحال للغات الأجنبية الثانية كالفرنساوى والإيطالى والإسبانى والصيني.


وأضاف أن صعوبة امتحان العام الماضى تسببت فى عدم تكافؤ الفرص بين كافة الطلاب لأن هناك مواد لم يكن بها شكاوى من صعوبتها فى حين أنه كان هناك إجماع على صعوبة امتحان الألماني، والذى احتوى أيضًا على أكثر من ثلاثين خطأ لغوياً جرى رصدها من جانب معلمى اللغة الألمانية وقسم الألمانى بكلية التربية جامعة عين شمس، مشيراً إلى أن بعض أسئلة الامتحان كانت تقيس مهارات طلاب المرحلة الأولى من كلية الألسن قسم الألماني.


وأوضح أن وزارة التربية والتعليم رفضت الاعتراف بوجود أى أخطاء فى امتحان العام الماضي، وهو ما رد عليه معلمو اللغة الألمانية بتقديم طلب رسمى للتعرف على «المعيار الإحصائي» لدرجات الطلاب فى كافة مواد اللغة الثانية، غير أن الوزارة رفضت الإفصاح عنه أو عن عدد طلاب اللغة الألمانية الذين خاضوا امتحان الدور الثاني، وبحسب المعلم ذاته، فإن رابطة معلمى اللغة الألمانية اعترضت العام الماضى على الامتحان التجريبى الذى أجرته الوزارة فى شهر مارس من العام الماضى بعد أن احتوى على أسئلة تفوق مستويات الطلاب وفى ذلك الحين التقى إسماعيل قاسم رئيس الرابطة برئيس عام امتحانات الثانوية العامة الدكتور رضا حجازى ورئيس المركز القومى للامتحانات الدكتور رمضان محمد رمضان وسلم شكاوى من صعوبة الامتحان، غير أن الامتحان التجريبى الثانى جاء بنفس الصعوبة، قبل أن يتكرر الأمر للمرة الثالثة فى امتحان نهاية العام الذى شهد شكاوى عديدة من الطلاب إلى جانب وجود أخطاء لغوية فى الامتحان.


وأكد أن هناك مشكلة فنية ترتبط بواضعى امتحان اللغة الألمانية تتمثل فى أن أسماءهم أضحت معروفة للجميع بعد مشكلات العام الماضي، إلى جانب أن جميع المشاركين فى وضع بنوك الأسئلة ومن ثم الامتحانات ينتمون لمحافظة القاهرة، كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بأن القائمة بأعمال مستشار اللغة الألمانية فى الوزارة، نجلاء زكريا، تخصص لغة إسبانية وليست ألمانية، وهو أمر ترد عليه الوزارة بأن المنصب إدارى وليس فنياً!!، وتتركز مطالب معلمى اللغة الألمانية فى الوقت الحالى على أن يجرى فحص بنوك أسئلة الامتحانات الموضوعة منذ العام الماضى من جانب أساتذة كلية التربية قسم الألماني، وأن يكون هناك تقرير شامل ونهائى بمدى توافقها مع مستويات تعلم اللغة الثانية، وأن يكون هناك لجنة جديدة لوضع امتحان هذا العام بديلاً للتى وضعت امتحان العام الماضى بعد أن أضحت معروفة للجميع وهو ما يشكل خطراً على إمكانية تسريب أسئلة الامتحان.


وقال عبدالرحمن ناجي، أستاذ اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عين شمس، إن امتحان اللغة الألمانية شهد العام الماضى وجود أخطاء لغوية عديدة إلى جانب أن أسئلة القطعة والفهم جاءت فى مستوى طلاب كلية التربية قسم الألماني، وأن تأكيدات الوزارة على أن الامتحانات السابقة جاءت من بنوك الأسئلة فإن ذلك يعنى أنها معيبة وبحاجة إلى تنقيتها وإدخال تعديلات عليها، لأنه قد يكون من الوارد تكرار الأخطاء هذا العام أيضًا.


وأضاف أن الوزارة مطالبة بالتأكيد على تطبيق معايير وضع امتحانات اللغة الثانية فى كافة المواد والتأكد من عدم وجود فروق جوهرية فى التطبيق بين كل لغة على حدة، وأن نتيجة العام الماضى وفقًا للطلاب المتقدمين إلى أقسام اللغات أثبتت أن هناك انخفاضاً فى معدلات درجات مادة الألمانى مقارنة باللغة الفرنسية وباقى مواد اللغة الثانية، مشددًا على أن كتاب اللغة الألمانية المرفوع على موقع الوزارة مدون عليه جملة «مصنف طبقاً للإطار الأوروبى المرجعى المشترك للغات»، وهو الإطار الذى يضعه الاتحاد الأوروبى ويقسمه إلى مستويات عديدة وتلتزم الوزارة بتدريس مستوى «A1»، وبالتالى فإن محتوى الكتاب يجرى على أساس هذا التصنيف الذى يجب أن ينتقل بدوره إلى أسلوب التقييم، حتى وإن لم يكن ذلك صراحة من محتوى الكتاب المدرسى فالمهم أن يكون فى نفس المستوى.


وأشار إلى أن القائمين على امتحان اللغة الألمانية تداركوا الأخطاء التى وقعت فى امتحان الدور الأول فى دور أغسطس، سواء على مستوى الصعوبة أو الأخطاء وبالمقارنة فإن هناك فارق كبير بين المستويين وهناك مخاوف من أن يكون ذلك تهدئة مؤقتة لحالة الغضب التى انتابت الطلاب وليس تحسيناً للأمور بشكل كامل.


وقالت نجلاء زكريا مستشار اللغة الألمانية بوزارة التربية والتعليم، إن هناك معايير محددة يسير عليها واضعو امتحان اللغة الألمانية والأمر ذاته بالنسبة لكافة المواد وأن هناك لجاناً تقوم بالتأكد من الالتزام بتلك المعايير، كما أن واضع الامتحان يضع فى اعتباره مصلحة الطلاب، مضيفة: «نطمئن الطلاب بأنه لن يكون هناك مشاكل فى امتحان اللغة الإلمانية».


وأوضحت أن تحديد القائمين على وضع الامتحان ليس شأن مستشار المادة وكذلك الوضع بالنسبة لبنوك الأسئلة، وأن المهم فى النهاية هو التأكد من الالتزام بمعايير وضع الامتحان، ويشير حجم التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم والجهات التعليمية الألمانية إلى أن هناك رغبة فى الارتقاء بتدريس المادة التى استقطبت قطاعات واسعة من الطلاب خلال السنوات الماضية، ولعل توقيع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مذكرة تفاهم مع معهد جوتة، المركز الثقافى التابع لجمهورية ألمانيا الاتحادية، لترسيخ التعاون بين وزارة التربية والتعليم ومعهد جوته فى مجالات دراسة وتدريس اللغة الألمانية، بحضور سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية فى القاهرة فرانك هارتمان، الشهر الماضى أكبر دليل على ذلك.


تهدف مذكرة التفاهم إلى ترسيخ التعاون بين وزارة التربية والتعليم ومعهد جوته فى مجالات دراسة وتدريس اللغة الألمانية، والتأهيل والتطوير المهنى لمعلمى اللغة الألمانية، وكذلك تأهيل المعلمين والقيادات المدرسية، وتوفر مذكرة التفاهم كذلك الفرصة للطلاب المتميزين الحصول على المنح المخصصة لتعلم اللغة الألمانية، والمشاركة فى برامج التبادل للطلاب والمعلمين، وإيفاد الخبراء فى مجالات التربية والتعليم.


وأكد الدكتور طارق شوقي، أهمية العلاقات المصرية الألمانية خصوصا فى مجال التعليم، مشيرًا إلى أن هناك مجالات كثيرة للتعاون المشترك، ومنها مذكرة التفاهم التى نوقعها مع معهد جوته فى العديد من المشروعات التعليمية لتدريب المعلمين من خلال برنامج رفع الكفاءة اللغوية لمعلمى اللغة الألمانية على مستوى الجمهورية، وتدريب القيادات التربوية، وتطوير مناهج اللغة الألمانية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من التعاون من خلال تفعيل برامج جديدة؛ لخدمة وتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واستراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.