الفن لم يمنح حق شهداء الوطن | المبدعون يبحثون عن الكنز المفقود فى مقابر الشهداء

يعترفون بأن الفن لم يمنح حق شهداء الوطن | المبدعون يبحثون عن الكنز المفقود فى مقابر الشهداء
يعترفون بأن الفن لم يمنح حق شهداء الوطن | المبدعون يبحثون عن الكنز المفقود فى مقابر الشهداء

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالفقرة التمثيلية التى تم تقديمها خلال الندوة التثقيفية الـ 35 للاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، قائلا: عيشتونا الحقيقة اللى بتعيشها أسر كثيرة، فالكثير من الأسر تقدم أبناءها للوطن سواء شهداء أو مصابين.. وطالب الرئيس السيسي، بالتركيز على عرض حياة ضباط الجيش والشرطة،مشيرًا إلى أن العمل الدرامى ينقل للجميع كم المعاناة التى تعيشها الأسر وتحدث الرئيس السيسي،عن حياة الضباط واستعدادهم للشهادة، قائلاً: روحوا شوفوا الوحدات دي، سواء الموجودة فى مصر،أو فى سيناء، الكلام ده حقيقي، والأفلام والدراما تعكس واقع الشباب اللى عايشين».. وطالب الرئيس بضرورة تقديم سير الشهداء فى أعمال درامية يفتح المجال لانتاج عدد من الأعمال خلال الفترة القادمة.
فكيف يتم تجسيد بطولات شهدائنا فى الأعمال الدرامية ؟ هذا ما سيجيب عنه مؤلفون ومخرجون ومنتجون .

الديك: تقديم قصص التضحيات بمثابة كتابة للتاريخ
أكد الكاتب بشير الديك أن فكرة تقديم قصص الشهداء على الشاشة لها بعد اجتماعى وتاريخى وليس بعداً  إنسانيا، فتقديم تلك النماذج على الشاشة سوف يجعل الأعمال الدرامية تلقى الضوء على الفترات التى مرت بها مصر، ففكرة الشهادة مرتبطة بالظرف التاريخى الذى مر به البلد.

ولهذا السبب ضحى الشهيد بحياته، فعلى سبيل المثال الشهيد عبد المنعم رياض استشهد فى حرب الاستنزاف، وحين نقدما كمنوذجة  على الشاشة فإننا سوف نشرح ونسرد للمشاهد ماذا تعنى تلك الحرب فى تاريخ الوطن  وما حدث فيها.


وأضاف بشير الديك: مصر مليئة بقصص الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفعة هذا الوطن وعلوه شانه، ومن خلال قصصهم سوف نروى للجميع خاصة من لم يعاصروا تلك الفترة أو من الأجيال الجديدة ما حدث لمصر على مدار التاريخ.


 ويستكمل بشير الديك : لابد حين نقوم بتقديم تلك النماذج على الشاشة أن نظهر الفترة التاريخية بعمقها، فالأمر لا يقتصر على كونه ليس شهيد دولة، ولكن يجب تعبر  قصة كل شهيد عن الشعب وأحلامه. 


ويتابع بشير الديك  قائلاً: بلاشك ان هناك تقصيراً فى تقديم قصص الشهداء على الشاشة، ولكن هذا لا يجعلنا نغفل ان هناك أعمالا درامية بالفعل قدم بعض قصص الشهداء ببراعة شديدة، وتظل عالقة فى وجداننا حتى يومنا هذا.. ويضيف الكاتب بشير الديك: نحتاج إلى تقديم مزيد من تلك القصص على الشاشة خلال الفترة القادمة، لأننا من خلال تلك القصص نقدم تاريخ مصر.

ناصر: على موعد مع «إبراهيم الرفاعى»

الكاتب والسيناريست ناصر عبدالرحمن فيؤكد أن البحث عن بطولات شهداء الوطن والقوات المسلحة لتقديمها بالدراما والسينما أمر مهم جدا لتخليد ذكرى هؤلاء الابطال الذين ضحوا بأرواحهم فداء الوطن، مؤكدا على وجود عمل من تأليفه بعنوان «ابراهيم الرفاعي».

 

وهو فيلم سينمائى ينتظر تنفيذه والذى يخلد بطولات الرفاعى الكبيرة..  وأضاف ناصر عبدالرحمن قائلا:«فيلم ابراهيم الرفاعى مختلف عن فيلم الممر وانتهيت من كتابته قبل فيلم الممر بسنوات وأتمنى تنفيذه قريبا، واحببت العمل كثيرا وقت كتابته وشعرت بالفخر بالكتابة عن أحد ابطال مصر وهو إبراهيم الرفاعي».

 

عبد الخالق: قصص وبطولات خالدة لابد من تقديمها

يرى المخرج الكبير على عبد الخالق أن الفن لابد ان يستوعب كل جوانب الحياة سواء الوطنية أو الاجتماعية أو الإنسانية، ولعل الأعمال الوطنية التى قدمت قليلة للغاية ولا تليق بشعب لديه تاريخ، وخاض العديد من الحروب واستشهد منه الكثير، ولكن الفن لم يمنحه حقه.


ويضيف المخرج على عبد الخالق: الاحداث الوطنية مهمة فى حياة الشعوب فمن خلالها يكتب تاريخ الشعوب الحقيقى، وما قدمنا من أعمال فنية فى هذا الجانب يكاد يكون معدوداً على أصابع الأيدى الواحدة. 

 


ويستكمل عبد الخالق: لعل عودة الاعمال التاريخية من خلال مسلسل الاختيار باجزائه الأول والثانى والثالث الذى من المقرر أن يذاع خلال شهر رمضان القادم أمر إيجابى للغاية وعلينا أن نقدم المزيد من تلك الأعمال. 


ويتابع المخرج عبد الخالق حديثه قائلاً: فى كل بيت مصرى يوجد شهيد ضحى بحياته من أجل الوطن، لذا تلك القضية لابد من تقديمها لانها تلمس قلوب الجميع، وحين نقدم عملا مثل ذلك لابد وأن يكون هناك نسيج وطنى إنسانى إجتماعى، وبذلك يتمكن هذا العمل من التاثير فى المشاهدين، ويعون جيداً ان هناك أشخاصا قد ماتوا فى سبيل أن نعيش، فحتى وقت قريب كان هناك من يقدمون أرواحهم لحمايتنا من العمليات الإرهابية. 


وأضاف المخرج على عبد الخالق: من  الأدوار التى يلعبها الفن هو يؤرخ ماحدث ولكن دون المباشرة وذلك حتى يكون تأثيره إيجابيا على المشاهد بشكل كبير. 


ويختتم المخرج على عبد الخالق حديثه قائلاً: هناك قصص عديدة وبطولات لشهداء من القوات المسلحة لابد من تقديمها على الشاشة، والمثير فى الأمر أن هناك سيناريوهات بالفعل جاهزة عن هؤلاء الأبطال وتلك القصص ولكن لابد من تحمس أكبر من جهات الإنتاج لتقديمها على الشاشة.

باهر: الدراما أعادت صورة الشهيد للشاشة 
يرى الكاتب والسيناريست باهر دويدار أن الدراما المصرية استعادت صورة الشهيد خلال السنوات الأخيرة مع ظهور الأعمال الدرامية الوطنية التى تناولت معركة الدولة ضد الإرهاب.


ويقول باهر دويدار: طوال تاريخنا الفنى وهناك تقدير خاص لشخصية الشهيد فى الأعمال الدرامية والتليفزيونية، ولكن انحسار الأعمال الفنية الوطنية لسنوات طويلة ادى بالتبعية لتقلص ظهور شخصية الشهيد على الشاشة..

وتابع: عندما قدمنا شخصية الشهيد أحمد منسى فى «الاختيار ١»، كان رد فعل الجمهور عظيما، وحالة التوحد بين الجمهور وشخصية بطل مصرى عظيم مثل «منسى» أثبتت أن المشاهد يبحث عن أبطاله الحقيقيين، وفخور ببطولاتهم.


ويضيف: الصدق أهم عنصر فى صناعة العمل الفني، وقضايانا الوطنية الكبيرة والمهمة وعلى رأسها قضية الأمن القومى مليئة بأسماء الشهداء الابطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم وبالتالى لدينا قصص كثيرة صالحة لصناعة عشرات الأعمال الدرامية التى تتناول قصص الشهداء .

أيمن: تناولت قصص شهداء الوطن بعملين وهذا شرف كبير

قال الكاتب أيمن سلامة إنه بالفعل قدم مسرحية بعنوان «الوصية» فى العام الماضى على المسرح القومى وقمت بتقديم شخصية أحد الشهداء وهو مجند اسمه «محمد رشاد» الذى استشهد فى سيناء وتم نقله لمستشفى المعادى والذى يصادف بأن والده طبيب يعمل بنفس المستشفى.

والذى يرى نجله الشهيد يلتقط أنفاسه الأخيرة امام عينيه من خلال قصة مأساوية لأب وابنه الذى ذهب لسيناء بطلب منه بدون علم والده، كما أن العرض من إخراج المبدع خالد جلال والمسرحية لاقت نجاحا كبيرا وقتها.


وأضاف سلامة: «قدمت أيضا منذ سنوات مسلسلا كرتونيا للأطفال عن الشهداء وتناولت فيه ست قصص لستة شهداء من بينهم المنسى ورامى حسانين وعبدالحميد الدرديري، فأنا بالاساس مهتم بالكتابة بهذا المجال من خلال أعمالى الفنية.

وكان لى الشرف ان اقدم سبع سنوات متواصلة من خلال مسلسل البرنامج العام بالاذاعة المصرية وكنا كل عام نحتفل بانتصارات اكتوبر، وكان المسلسل دائما وأبدا يسلط الضوء على بطولات شهداء الوطن، كما أننى واحد من الذين تأثروا بحرب اكتوبر وخصوصا أنه صادف اول يوم لى بالمدرسة يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ وتم إلغاء المدارس بعد خروجنا من المدرسة ومن وقتها بدأت اتساءل ما هى الحرب؟ ومصر؟واسرائيل؟ وبدأت أستوعب ما يحدث حتى نشأت وتأثرت بهذه الروح الوطنية منذ طفولتي، وسأواصل الكتابة عن الشهداء بأعمالى الفنية لان هذا شرف لأى كاتب ان يؤرخ إنجازات ابطال ضحوا بارواحهم فداء الوطن».

هانى: تقديم تضحيات الأبطال ضرورة مهمة

أما الفنان هانى رمزى فيرى انه لابد من تقديم قصص شهداء مصر البواسل خلال الفترة القادمة على الشاشة بشكل كبير ومكثف، خاصة ان تلك الاعمال تجد صدى واسعا من قبل الجمهور..

ويستكمل هانى رمزى حديثه قائلاً: إذا بحثنا فى ملفات وقصص الشهداء فسنجد عشرات القصص الثرية التى من الممكن ان تتحول الى اعمال فنية مميزة سواء من خلال أفلام سينمائية أو مسلسلات درامية، فهناك بطولات رائعة حدثت على أرض مصر على مدار سنوات طويلة..

ويتابع الفنان هانى رمزى قائلاً: فى الفترة الحالية لابد وان يعرف الجميع قصص هؤلاء الابطال فهذا الأمر يؤثر فى المشاهدين بشكل كبير، وفى رأيى الشخصى ليس من الضرورى ان تتوافر فى كل تلك الاعمال فكرة المتعة الترفيه، فهناك أعمال يكون الهدف منها هو العلو بروح الانتماء والوطنية حتى وان كانت موجهة..

 

ويضيف الفنان هانى رمزى: الاعمال الوطنية المصرية تحقق نسب مشاهدة عالية فى الوطن العربى،فقد لاحظت ان غير المصريين يقبلون على متابعتها بكل كبير للغاية، إما بالنسبة للمغتربين المصريين فلا يمكن وصف مدى تعلقهم بتلك الاعمال، فحين أسافر خارج مصر أجد صدى تلك الاعمال عليهم كبيرا للغاية.

اقرأ ايضا | حوار مفتوح عن الشهيد  مع طلائع قصر ثقافة بورسعيد