كوريا جنوبية: بيونج يانج تعيد بناء أنفاق تحت الأرض في موقع نووي 

زعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون
زعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون

كشفت مصادر حكومية في كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة 11 مارس، أن جارتها الشمالية شرعت في إعادة بناء أنفاق تحت الأرض في موقع "بانجي ري" للتجارب النووية.

وقال المصدر، إن تلك الأنفاق تم تدميرها في وقت سابق، حسبما نشرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وذكرت المصادر الحكومية لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية الرسمية اليوم الجمعة 11 مارس، أن هناك مؤشرات على أن بيونج يانج تعمل على إعادة بناء النفقين الثالث والرابع في الموقع النووي.

يُذكر أن تلك الأنفاق تم تدميرها آبان تجارب كوريا الشمالية النووية الأولى التي تمت عام 2006، والنفق الثاني تم استخدمه في خمس تجارب نووية تحت الأرض في وقت لاحق لتجارب عام 2006.
أما عن النفقين الثالث والرابع قد يكونا جاهزين للاستعمال من جديد عقب انتهاء أعمال إعادة البناء.

اقرأ أيضًا: الكرملين: الناتو يحشد قواته بالقرب من حدودنا الغربية

وأمر زعيم كوريا الشمالية في وقت سابق اليوم بتوسيع موقع إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، خلال زيارته لموقع اختبار الأقمار الصناعية على الساحل الغربي لبيونج يانج.

وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية (KCNA) عن زيارة كيم إلى قاعدة إطلاق الأقمار الصناعية في سوهاي، تزامنا مع توصل سيول وواشنطن بشكل مشترك إلى أن اختبارات تطوير بيونج يانج المزعومة لـ "قمر الاستطلاع" كانت تلك الخاصة بنظام الصواريخ الباليستية الجديدة العابرة للقارات.

يُذكر أن الحزب الحاكم في كوريا الشمالية  طلب جميع المسؤولين، بالاستعداد للتعبئة وحتى للحرب، عقب تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وقالت إذاعة "آسيا الحرة" نقلا عن مسؤولين حكوميين في بيونج يانج، إن السلطات الكورية الشمالية انتظرت أياما لتخبر المواطنين بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا، التي تهدف إلى نزع سلاح كييف ودرأ تهديداتها.

وأضاف المسؤولون، أن السلطات أخبرت أعضاء حزب "العمال" الكوري الحاكم فقط في البداية، خلال اجتماعات خاصة، ثم نشرت المعلومات لاحقا عبر الأعضاء الذين عادة ما يكونون من العسكريين والشخصيات البارزة.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم السادس عشر على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.