أسامة الأزهري: التشكيك فى الدين «مخطط بعيد المدى» وليس عشوائيًا

أسامة الأزهرى خلال محاضرته لطلاب جامعة المنيا
أسامة الأزهرى خلال محاضرته لطلاب جامعة المنيا

أكد الدكتور أسامة الأزهري، أن موجات التشكيك التى يتعرض لها الإنسان المصرى ليست أمرًا عشوائيًا وأن هناك حربًا من نوع آخر بدأت عقب انتصارات أكتوبر تهدف إلى تشكيك وتفريغ الإنسان المصرى من مضمونه ومن عوامل بطولته.

وتابع: "أنه عقب انتصار حرب أكتوبر وعلى وجه التحديد منذ عام 1974 كانت هناك رؤية وأطروحة معينة أن خوض حرب مسلحة سيكون مرتفع التكلفة فبدأت الفكرة تسعى لحرب من مدخل مختلف وهو العمل على تفريغ الإنسان المصري من مضمونه، ومن عناصر صناعة بطولته، وعلى نحو صبور ومدروس ليس عنده غضاضة أن يظل على مدار عقود وهو يحارب الإنسان المصري".

جاء ذلك فى محاضرته لطلاب جامعة المنيا بعنوان: «الإسراء والمعراج.. والرد على الشبهات المثارة حولها».

وأوضح الأزهرى أن المسار الأول: تشكيك الإنسان المصري في مؤسسات وطنه، والمستهدف منها شرخ ثقة المصري في هذه المؤسسات وبالتحديد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والأزهر الشريف، والمسار الثاني: تشكيك المصري في تاريخه الذي يستمد منه ثقته ونجاحه، وأن المصري ليس هو الذي بنى الهرم".

وأكمل: "على سبيل المثال ظهر ذلك على لسان مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، حيث كان يلقى خطابات أن مَن بنى الهرم اليهود وهو كلام غريب، إضافة إلى ذلك: التشكيك فى صلاح الدين الأيوبي، والتشكيك فى الزعيم أحمد عرابي، والتشكيك فى انتصار أكتوبر العظيم، وأخيرًا التشكيك فى معجزة المعراج، فهى دائرة مفرغة من الشك فى كل شيء، بحيث يتحول كل ما هو ثابت إلى محل شك وريبة".

وتابع: "الموجة الثالثة من التشكيك: تشكيك الإنسان فى ذاته، وفى مقدرته على حماية وطنه، ومقدرته على تجاوز الأزمات، وصولا إلى محاولة إيهام الإنسان المصرى أنه محبط حزين ويائس وليس قادرًا على صنع شيء".

وأكد أنها ليست قضية إسراء ومعراج، لكن حربًا تستهدف المصرى حتى تجعله عازفًا يائسًا ومتحيرًا فى كل شيء ليس عنده شىء ثابت يستند إليه، ولو أنه وقع فريسة لهذه الموجة العارمة من التشكيك ستصل به إلى الإدمان، أو الانتحار، أو الإلحاد والإرهاب والتطرف أو الانهيار السلوكى والأخلاقى إذا فقد الإنسان البنية النفسية المتماسكة التى تمده بالثقة والوقوف على أرض صلبة فتلقى الإنسان فى دائرة مفرغة تدفعه لأى كارثة.

وشدد على أن المعراج ثابت فى القرآن كثبوت الإسراء ولا مجال للتشكيك فى الإسراء والمعراج قال تعالى: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا  طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى» «النجم ١٣-١٨»، مشددا على أن الآية واضحة وصريحة فى قوله: «عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى».

وأوضح أن أسباب التشكيك فى الدين ليس أمرا عشوائيا بل تخطيط بعيد الأمد، فعليك أن تتسلح له بالعلم والوعى فالقضية هى قضية علم.