منصور الرفاعي عبيد: إساءة معاملة البسطاء مخالفة لسنة النبي وتعاليم الإسلام

منصور الرفاعى عبيد
منصور الرفاعى عبيد

فى كل فترة تتجدد المناقشات حول مشروع لتنظيم العمالة المنزلية، بسبب مواجهة هذه العمالة لكثير من المشاكل فى المعاملة السيئة والسلوكيات السلبية، والإسلام منذ 14 قرنا نظم هذه العلاقة بشكل يحفظ للعامل حقه وواجبه، ويعطى صاحب العمل أيضا حقه وواجبه، فماذا قدم الإسلام؟

يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد من علماء الأزهر: التعامل الإنسانى الراقى مع الضعفاء والبسطاء وخاصة الخدم والاهتمام بكل ما يوفر لهم حياة كريمة من الآداب التى أقرها الإسلام وحرص عليها لأنه دين الرحمة.

وأكمل: الرحمة مطلوبة فى كل شىء حتى مع الحيوانات فمن باب أولى تكون مع الإنسان قال تعالى: (ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات) هذا التكريم من رب العزة يجعل صاحب العمل يراعى الله فى هؤلاء الضعفاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إخوانكم خولكم أى خدمكم فمن كان أخوه تحت يده فيطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) بل لا يقف الأدب الإسلامى عند حد وإطعامهم وتقديم الأجر العادل لهم والتعامل الكريم معهم بل يتجاوز كل ذلك إلى الحماية لهم من كل صور الاستغلال والاهانة فكل البشر فى ميزان الإسلام سواسية لا فرق بين غنى وفقير ومخدوم وخادم فلا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى".

ويضيف: "فكل من لا يلتزم بهذه الآداب ويتجاوز فى السيئات كما نشاهد ونسمع يمثل خروجا على قيم وأخلاق الإسلام والمجتمع والعرف التى جاءت بكل صور الرحمة والعفو والرأفة والحلم والرفق فى التعامل معهم".

ويؤكد: "علينا أن ندرك ان هؤلاء الخدم ليسوا أقل إنسانية او كرامة فهو اخ فى الإسلام لو كان مسلما قد سخره الله لمساعدتنا فى مهام بيوتنا وأعمالنا". 

وتابع: "ننبه بأنه يجب عند تكليفهم بالأعمال أن تكون فى إطار المستطاع وإن كان العمل يحتاج مساعدة نساعدهم فهذا السلوك يشعره بآدميته ويقوى روحه وعزمه ويجعله مخلصا فى عمله، عن انس بن مالك رضى الله عنه أنه قال: انه خدم فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم ١٠سنوات فما قال لشيء صنعته لم صنعته وما قال لشيء تركته لما تركته وإذا أراد صلى الله عليه وسلم تأديب أحد ضربه بالسواك ويقول: لولا ضعفك لأوجعتك ضربا وكان صلى الله عليه وسلم رغم وجود خادم فى بيته إلا أنه كان فى قمة التعاون فى مساعدة زوجاته فى أعمال البيت فكان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويحلب شاته".

ويقول: "لا بد أن تختفى كل مظاهر الإساءة للخدم والعمال والسائقين وتحل محلها الإنسانية فيطمئن صاحب العمل على أحواله الأسرية ويساعده فى حل مشكلاته الأسرية قدر المستطاع وأيضا يناديه بألفاظ رقيقة مهذبة ويفضل أن يناديه باسمه وليس بعبارات مهينة مهما كان نفوذ صاحب العمل وسلطته ومكانته لأن المعاملة القاسية والجافة للمخدومين على أنهم فئة متدنية من البشر دفعت البعض منهم لارتكاب جرائم مثل السرقة والقتل انتقاما منهم فكل معاملة مهينة للخادم مرفوضة قال تعالى: «نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون".

وأكمل: "إذا أخطأ يجب محاسبته محاسبة معقولة على قدر الخطأ لا تتجاوز فيها طالما الخطأ غير مقصود مع الصفح والنصح بهدوء".

وقال ابن مسعود البدري رضى الله عنه إنه ضرب غلاما له بالسوط وغضب عليه غضبا شديدا فسمع صوتا يناديه من خلفه اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود فالتفت وراءه فإذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام.. فقال ابن مسعود يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أضرب مملوكا بعده أبدا وهو حر لوجه الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اعلم إما لو لم تفعل للفحتك النار، وأخيرا لا بد من إعطاء الفقير أجره دون مماطلة أو نقص.

أما الخادم فيجب عليه الإخلاص فى عمله المكلف به ولا يبالغ فى طلب الأجر والأمانة فى المحافظة على البيت والأطفال إذا كانوا فى رعايته ومراعاة حرمة البيت وأهله فلا يكشف لهم سرا ولا يهتك لهم أمرا أو عرضا".

إقرأ أيضاً|هل يجوز للمسلم الاحتفال بيوم ميلاده؟.. «الافتاء» تُجيب