عامر أبو حطب
توفي الكاتب الكبير يسري الجندي، منذ ساعات قليلة، بعد صراع مع المرض، وترك خلفة العديد من الأعمال الفنية التي مازالت عالقة في أذهان المشاهدين، إلا أنه ولم يسلم من النقد والهجوم عليه بسبب الأفكار الجديدة التي كان يتناولها في أعماله، والتي وضعته في مواقف محرجة كثيرة، منها التي كادت تتسبب في وقف تصوير مسلسل "نهاية العالم ليست غداً"، والذي تم تقديمه عام ١٩٨٣، وحقق نجاح كبير وقت عرضه، ولكن ما الذي تعرض له العمل وقتها.
أثناء تصوير المسلسل قرر أبطاله وقف التصوير بسبب قصته التي رأوها تتنافى مع الدين من وجهة نظرهم، حيث كان وقتها حسن عابدين بطل العمل يتخوف من حرمانية القصة التي كانت تروج لوجود كائنات فضائية سوف تأتي لتنقذ العالم من الهلاك، وقتها قال له حسن عابدين أن السماء لا يوجد بها سوى الملائكة، واعترض على فكرة احتمالية انقراض الجنس البشري وأن هناك احتمالية لوجود كائنات أرقى من البشر، وقد تكون هناك حياة أخرى.
وقتها استشهد الجندي بالقرآن الكريم وذكر لأبطال العمل الآيات التي تؤكد وجود كائنات بخلاف الملائكة، واقتنعوا وقتها واستانفوا التصوير، وكان هذا العمل بداية انطلاقه بالتلفزيون والدراما.
وكان مسلسل "نهاية العالم ليست غداً" أول عمل درامي يناقش قضية العالم الثالث، وأنه يجب أن يعتمد على نفسه ولا ينتظر مساعدات من أحد،
وسعى الكاتب الراحل لتمييز نفسه وكتاباته وكان أول من أدخل التراث الشعبي في الدراما وقرر أن يكون هو مشروعه مع التلفزيون وكان هذا موضع ترحيب من المنتجين والمشاهدين مثل السيرة الهلالية، وعلى الزيبق، وجحا، وغيرها من الأعمال.
الجدير بالذكر أن الكاتب الراحل قدم أكثر من ٦٠ عمل فني ما بين السينما والدراما، ولكنه بدأ مشواره مع الكتابة من خلال المسرح، إذ ألف في نهاية ستينيات القرن الماضي عدة مسرحيات حققت نجاحا كبيرا مثل "بغل المدينة" و"حكايات جحا مع الواد قلة"، وفيلم "ناصر"، كما كتب العديد من المسلسلات التلفزيونية منها "جمهورية زفتى" و"التوأم" و"شارع المواردي" و"سامحوني مكنش قصدي" و"من أطلق النار على هند علام" و"سقوط الخلافة"، لكن شغفه الأكبر ظل معلقا بالتراث الشعبي الذي استقى منه الكثير من أعماله مثل مسرحية "علي الزيبق" التي حولها لاحقاً إلى مسلسل تلفزيوني، ومسرحية سيرة بني هلال، ومسلسل السيرة الهلالية، ومسلسلي الطارق، وجحا المصري، وغيرها من الأعمال التي علقت في أذهان الكثيرين.
