حكايات| الرزق يحب «عم حسين».. نصف قرن في بيع القلل والفخار بالصعيد

الرزق يحب «عم حسين».. نصف قرن في بيع القلل والفخار بالصعيد
الرزق يحب «عم حسين».. نصف قرن في بيع القلل والفخار بالصعيد

كتب: حمد الترهوني


أمام التكنولوجيا المتزايدة نجح عم حسين بالمنيا في الحفاظ على مساحة واسعة لبيع الفخار بكل منتجاته.. فمع كل صباح يوم جيد يشد الرجل الصعيدي الرحال بتروسيكله بين قرى المحافظة لبيع أدوات الطهي بالأفران والتي تعطي للطعام مذاقا خاصا.

 

وعم حسين هو واحد من أقدم البائعين «السريحة» في الصعيد؛ حيث يعمل في مهنة يدوية منذ أكثر من 50 عاما أصبحت تجري في دمه ولا يستطيع الابتعاد عنها.

 

في قرية عربة حمدي التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، ولد حسين عبدالمالك في أسرة ريفية بسيطة كان يعيش حياة هنيئة إلى أن شاء القدر بوفاة والده وسنده في الحياة وهو في عمر صغيرة جدًا ما دفعه للعمل مبكرًا من أجل الإنفاق على أخوته الصغار.

 

 

عم حسين يبلغ من العمر (64 عامًا)، توارث هذه المهنة أبًا عن جد منذ أكثر من 100 عام لدرجة أن شهرته في قريته حسين الفخار، إذ يقول: «بيع الفخار يجري في دمي لغاية ما أموت وعمري ما أسيبه طول ما في نفس.. هي أكل عيشي وكل حياتي في مهنة بائع الفخار اليدوي بالصعيد».

 

ولدى عم حسين ولدان وهم محمد ومحمود ويعملان «أرزقية باليومية» لكنه لا يزال متمسكا بمهنته في بيع جميع أنواع الفخار البلدي الذي يصنع من الطين وكذلك الفخار الإفرنجي الذي اشتهرت تجارته قديمًا لكونه أحد الأدوات الرئيسة لإعداد وطهي الطعام لدى القليلين الذين يفضلون شراء هذا الفخار.

 

أما عن أكثر الأدوات بيعا، يقول عم حسين: «القلل تعد الأشهر مبيعًا وطلبا من المواطنين بالقرى، وهي من أفضل أدوات حفظ المياه وتثليجها خلال فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة».

 

 

وأسعار أدوات طهي الطعام تتراوح ما بين 20 إلى 40 جنيهًا للواحدة، كما أن جودة المنتج وحجمه هي التي تحدد سعره بداية من القلل البلدي التي يبلغ سعرها حوالي 10 جنيهات إلى أطقم الفرن والتي يجد إقبالا كبيرا من الفتيات المقلبات على الزواج رغم أن سعرة يزيد عن 300 جنيه».

 

وكل حلم عم حسين في الحياة هو توفير محل له للبيع فيه بدلا من تجوله بالقرى مستقلا تروسيكله الأزرق بعد أن أتعبه تقدم عمره وارتفاع أسعار إيجار المحال في المنيا.