مع كل فجر يوم التاسع من مارس من كل عام، يستعيد المصريون الاحتفال بـ«عيد الشهيد»، وهو اليوم الذي اختير منذ عام 1969 إحياء لذكرى استشهاد البطل عبدالمنعم رياض، والذي مات فداء للوطن.
والشهيد عبدالمنعم رياض، هو رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف 1967، وسقط شهيدًا خلال إشرافه على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف؛ إذ غادر القاهرة عند الساعة الحادية عشر من يوم 9 مارس 1967 بطائرة هليكوبتر قبل استهدافه بساعات متجها إلى جبهة القتال.
وهبطت الطائرة واستقل عبدالمنعم رياض سيارة عسكرية إلى مواقع الجبهة، وعندما علم الفريق عبدالمنعم أن العدو يتركز في مناطق بالإسماعيلية والسويس قرر التوجه إلى الإسماعيلية يتابع سير المعركة ضد العدو.
لكن فجأة سقطت قنبلة مباشرة عليه وأصيب الفريق رياض؛ حيث استشهد فور وصوله إلى مستشفى الإسماعيلية وعندما علم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر باستشهاد الفريق أثناء تواجده في اجتماع مجلس الوزراء، فقرر تأجيل الاجتماع، وتوجه والفريق أول محمد فوزي وزير الحربية حينها إلى القصر الجمهوري، واستمع إلى تفاصيل كاملة فأصدر بيانا بنعي الفريق عبدالمنعم رياض، وقرر إهداء وسام نجمة الشرف له.
وأطلق اسم الشهيد عبدالمنعم رياض على نفق بالإسكندرية، وأحد ميادين القاهرة، وميدان بالجيزة، ووضع نصب تذكاري له بميدان الشهداء في محافظتي بورسعيد والإسماعيلية، وسميت باسمه العديد من المدارس والشوارع والأماكن الهامة الأخرى، وأطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة الأردنية والكويت.
يذكر أن الشهيد عبدالمنعم رياض، واحد من أشهر العسكريين العرب الذي شاركوا في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين عامي 1941 و1942، كما شارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر 1956، ثم حرب 1967.
وولد عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر 1919، وكان الأول على دفعته من خريجي الكلية الحربية، ثم أكمل علومه العسكرية في إنجلترا، ثم درس في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يلتحق بإحدى الكليات العسكرية في الاتحاد السوفيتي.
