في شهر المرأة| شيماء تصل للعالمية من جزيرة «شندويل» بالتلى

شيماء عبده النجار
شيماء عبده النجار

قصص نجاح سطرتها أيدي سيدات مصريات من مختلف المحافظات، استطعن أن يروجون لمنتجاتهم ومشغولاتهم اليدوية حتى تغزو الأسواق العالمية وتحقق نجاحا كبيرا لمنتجاتهم المختلفة، لتكون قصص ملهمة لأخريات من النساء كى يضعن قدمهن على أول طريق النجاح لتمكين المرأة المصرية اقتصادياً من خلال الحرف اليدوية المختلفة ومواجهة البطالة وتحسين دخل الطبقة البسيطة..«بوابة أخبار اليوم» ترصد قصص نجاح لسيدات مصريات أحتفالاً بشهر المرأة:

حلمت الفتاة الصعيدية «شيماء عبده النجار» بالذهاب إلى القاهرة لتحقيق أحلامها والألتحاق بمعرض المشغولات اليدوية في الملابس لكن وقفت العادات والتقاليد حاجز أمام حلم السفر، خارج الصعيد.

بدأت شيماء وهي في مرحلة الأعدادية تتعلم أصل صناعة "التلي" وهو إحدى الصناعات اليدوية النسائية النادرة التى تقاوم الاندثار، وهي عبارة عن شكل خاص من أشكال التطريز على الملابس لخيوط مصنوعة من الفضة أو الذهب.

وفي سن الـ 18 عاماً أصبحت لها ورشة صغيرة ولكنها فشلت في تسويق قطع "التلى" التي نسجتها واستمرت على هذا الوضع ثلاث سنوات متتالية، لم تيأس فيهم من المحاولة والتجديد والابتكار في المهنة.

تقول شيماء عبده النجار أحد الرائدات في حرفة التلي، أن أحد أصدقائها أقترحت عليها الذهاب إلى أحد المعارض بالقاهرة والذي كان يتبع وزارة التنمية المحلية حينها لعرض وتسويق منتجاتها ولكن عادات والأعراف بقريتها بجزيرة «شندويل» بسوهاج جعلت والدها يرفض سفرها متحججاً أن السفر للأولاد فقط، ولكن بعد محاولات عديدة في الأقناع من صديقتها ورؤوسها في العمل، وافق والدها ولكن حذرها من تكررها مجدداً قائلة:" أشترط عليا أخذ أخي معي، وأنها ستكون أول وأخر مرة أسافر".

وتشير شيماء إلى أن معرض القاهرة كان أول خطوة للنجاح فاستطاعت أن تبيع كل قطعة من منتجاتها بهذا المعرض بالإضافة إلي ثناء كل القائمين على المعرض بأعمالها المبتكرة والغير تقليدية.

أقرأ أيضاً : في شهر المرأة | مصريات حفرن أسمائهن في سجلات التاريخ

تكرار السفر مرة أخرى أهم صعوبات اللي كانت تواجهة شيماء حينها حيث أصر والدها على رفض سفرها مرة أخرى إلى القاهرة أو المشاركة في أي معرض، ونصاحها أن تكتفي بالعمل في ورشتها بسوهاج فقط، ولكن شغفها وحبها للتطريز والوصول للعالمية لم يجعلها ترضخ لتلك القناعات والرفض، فاستمرت في أقناعه حتى شاركت في مرة أخرى بالمعارض.

 وتضيف شيماء، أنها كانت تسافر باكراً لكي تشارك بالمعرض وتعود إلي سوهاج في نفس الليلة، متحملة أعباء سفر 16 ساعة ذهاب وإياب لتصل إلى حلمها.

وتوضح شيماء أن طموحها بدأ يكبر وكبر معه المشغل الصغير وساعدت بنات قريتها بجزيرة شندويل في تعليمهم أصول حرفة " التلي" وغزل المنسوجات اليدوية فأصبح لديها أكثر من 150 فتاة وسيدة تعمل في المجال يخرجون قطع لا مثيل لها.

سفر شيماء عبده بنت جزيرة «شندويل» إلى القاهرة فتح أمامها المجال للتعرف على جميع خطوط الموضة وتكوين علاقات مع الخبراء لتطوير مهارتها وتجديد  مشغولاتها اليدوية فبعدما كانت تغزل الشال والجلاليب، أصبحت تغزل البلوزات والجيبات وجميع الملابس.

لم تتوقف السيدة الصعيدية عند ذلك بل بدأت تسوق لمنتجاتها في الخارج وتتعاقد مع دول أجنبية وتصدر منتجاتها إلى  الهند امريكا فرنسا الإمارات السعودية الكويت البحرين.
 

أقرأ أيضاً: في شهر المرأة| سيدات مصريات يصلن للعالمية بتفوقهن