بدون أقنعة

شهادة متأخرة

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

استوقفتنى التصريحات التى أدلى بها الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى السابق بخصوص محمد مرسى وجماعة الإخوان.. هى بالفعل تصريحات مثيرة احتفظ بها طوال 10 سنوات وأطلقها فى حوار مع برنامج «الصندوق الأسود» على تطبيق صحيفة القبس الكويتية وكذلك مع برنامج «نيوز ميكر» على قناة روسيا العربية.. تصريحات عنوانها المناسب والطبيعى أنها تصريحات جاءت متأخرة كثيرا بعد زوال حكم الإخوان عن مصر بينما كان يلعب دورا كبيرا فى محاولات تمكينهم من حكم مصر والحمد لله تم الإطاحة بهم وتمكن الجيش المصرى العظيم والعريق من مواجهة المؤامرة الإخوانية.. وهو كذلك كان يعرف أن الإخوان لا يصلحون لإدارة «دكان» ورغم ذلك ظل يدعمهم بكل السبل الممكنة.


 كان الإخوان يريدون تقسيم مصر بأى ثمن ومن ثم تقسيم العالم العربى إلى دويلات صغيرة وضعيفة مثلما كانت إمارات الأندلس يوما ما حتى قضوا عليها وأصبحت ذكرى من الماضى السحيق.


حمد بن جاسم مهندس العلاقات القطرية من 2007 وحتى 2014 خرج علينا بما كان يعلمه ويخفيه عن رأيه فى إدارة الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته «الإخوان الإرهابية» خلال فترة توليه الحكم، واصفا إياههم بأنهم يصلحون «لإدارة دكان وليس لإدارة دولة بحجم مصر».
وقال: إن الدوحة استضافت اجتماعا بين مساعدين لمرسى وممثلين للإدارة المصرية فى عهده مع ممثلين للإدارة الأمريكية، للتعارف والتقريب بين الطرفين فى النواحى الاقتصادية، وكان الأمريكان يريدون من خلال هذا الاجتماع التعرف على اتجاهات مساعدى مرسى ولكنهم صدموا.


وتابع رئيس الوزراء القطرى الأسبق: «خرجت من الاجتماع بانطباع سلبي، وكان مساعدو مرسى الموجودون بالاجتماع أقل بكثير من المتوقع ولا يرتقون للمستوى»، معلقًا: «جماعة مرسى يصلحون لدكان وليس للرئاسة.. مساكين».
وأوضح بن جاسم أن قطر ساعدت فى تهدئة الوضع بمصر وعقدت اجتماعات لمسئولين من فريق مرسى مع الأمريكيين بالدوحة لاستكشاف أفكارهم، مشيرا إلى أن وصول مرسى كان صدمة للإسرائيليين وجهاز المخابرات كان من يتعامل معهم فترة حكم مرسي.
وقال بن جاسم: «لم يسعدنى وصول الإخوان للحكم فى مصر ولكن أسعدنى حدوث الانتخابات ولم يدعم الأميركان فى أى وقت الإسلاميين بأى دولة».. وهنا لا يقول الحقيقة لأن الموقف الأمريكى كان واضحا وضوح الشمس فى تمكين الجماعة الإرهابية من الحكم.
وآخر ما قاله حمد بن جاسم: «مرسى لم يكن ذكيا ولم يصلح للحكم ودخل فى معركة مع الخصوم، وحكم مرسى كان رمزيا».


أنا لن أشكرك على شهادتك التى جاءت متأخرة لكنها تصلح أن تكون دليلا مؤكدا أن هذه الجماعة الإرهابية إلى زوال ليس فى مصر فقط لكنها فى أقطار أخرى كثيرة فى عالمنا العربي؛ لأنهم أغبياء وليسوا أذكياء وينظرون إلى الأمور من منظور ضيق جدا لا ينفع فى حكم الدول وخاصة الكبرى منها مثل مصر التى وصفها بن جاسم فى حوار آخر مع برنامج «نيوز ميكر» على قناة روسيا العربية بأنها دولة إقليمية وعربية كبرى يعمل حسابها عندما توضع خطط السياسة الخارجية لدول المنطقة.. أما نصيحة بن جاسم التى قال عنها: لو استشارونى يقصد الإخوان لقلت لهم خليكم فى البرلمان أحسن لكم.


شهادة بن جاسم تأتى بعد 10 سنوات لتؤكد حقيقة واحدة أن هذه الجماعات كشفت عن ضعفها سياسيا وأنها تسعى إلى حكم الدول بالقوة وأنهم لا أرضية لهم فى الشارع الذى لفظهم وهناك مثال لذلك الآن فى الشقيقة تونس التى تخلصت من هيمنتهم على البلاد فى خطوة تصحيحية كان لابد أن تحدث لتقوم من كبوتها. أما الغرب الذى كان يشجعهم وما يزال فكان يستخدمهم ورقة ضغط عندما يريد أن يمارس ضغوطا على أى دولة وهم مستعدون دائما للقفز على السلطة واستغلال الأزمات!