صور| شاهد ما خلفته الحرب على أوكرانيا في 11 يوم 

هروب سيدة أوكرانية من القصف الروسي
هروب سيدة أوكرانية من القصف الروسي

يعيش الأوكرانيون أزمة إنسانية على مختلف الأصعدة جراء القصف الروسي على أوكرانيا، الذي يدخل اليوم الأحد 6 مارس، يومه الحادي عشر.

ومع تقدم الجيش الروسي في جميع أنحاء أوكرانيا قام الشعب الأوكراني من الهروب من منازلهم إلى الملجئ والأنفاق في محاولة للنجاة بحياتهم من القصف الروسي، بينما هرب الآلاف للدول المجاورة .

وأعلن رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدورس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الأحد 6 مارس، إن المنظمة أكدت "عدة" هجمات على مراكز رعاية صحية في أوكرانيا، كما أنها تحقق بشأن مراكز أخرى.

وأضاف جيبريسوس في تغريدة له على موقع "تويتر" أن "الهجمات تسببت في سقوط العديد من القتلى والجرحى".

وأكد أن "الهجمات على منشآت الرعاية الصحية أو العاملين فيها انتهاك للحياد الطبي وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني".

وبحسب آخر إحصائيات نشرتها وكالة أنباء يونيان الأوكرانية، اليوم الأحد 6 مارس، وفقًا لبيان المركز الصحفي لخدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، أدى القصف الصاروخي في منطقة زيتومير وعدة مدن آخرى إلى تدمير 25 منزلًا، مشيرا إلى أن الهجوم على مدينة أوفراتش أدى إلى تدمير 15 مبنى سكني خاص، 5 منها بشكل كامل ولم تقع إصابات بينما في مدينة كوروستين، أدى الجهوم إلى مقتل شخص وإصابة اثنين وتدمير 10 منازل خاصة وحرق مبنى واحد، إضافة إلى إنقاذ 5 أطفال من القبو.

تحذيرات من أزمة غذاء عالمية

وحذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في وقت سابق، من وقوع أزمة غذائية حول العالم، خاصة في قارتي أفريقيا وآسيا، كأحد تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأشار التقرير إلى أن أوكرانيا، التي تمتلك أكثر الأراضي خصوبة على وجه الأرض، عُرفت باسم سلة غذاء أوروبا لعدة قرون، وتشكل صادراتها الزراعية السريعة النمو، مثل الحبوب والزيوت النباتية ومجموعة من المنتجات الأخرى، عاملا رئيسيا في إطعام السكان في أفريقيا وآسيا.

وأوضح التقرير أن جزءا كبيرا من أكثر الأراضي الزراعية إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقها الشرقية، وهي المناطق الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل. وبينما تتجمع غيوم الحرب على طول حدود أوكرانيا، فإن أحد المخاوف التي لم يلاحظها أحد نسبيًا هو السؤال عما يحدث لهذه المناطق، وهو ماذا سيحدث لدول العالم التي تعتمد على أوكرانيا للحصول على الغذاء في حالة الهجوم الروسي.

وتعتمد أوكرانيا على تصدير الذرة والشعير والجاودار، لكن القمح هو صاحب التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، ففي 2020 صدرت أوكرانيا نحو 18 مليون طن قمح من إجمالي 24 مليون طن ما يجعلها خامس مصدر للقمح على مستوى العالم.. وتضم قائمة عملائها الصين والاتحاد الأوروبي، لكن العالم النامي يشكل أهم مصدر لواردات القمح الأوكرانية.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، وانتهت كلتا الجولتين دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

اقرأ أيضا: رئيس الوزراء الإسرائيلي: مساوئ الاتفاق النووي «تفوق فوائده بأضعاف مضاعفة»