في شهر المرأة| سيدات مصريات يصلن للعالمية بتفوقهن

شهر المرأة
شهر المرأة

للمرأة دور عظيم فى مختلف المجالات والعصور السابقة، والتى استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة مميزة وتأثيرًا، لتثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على تخطى كل العقبات رغم كثرة الصعوبات التى تواجهها، آمله أن تترك أثرًا يفيد المجتمع على مر العصور والأجيال القادمة، لذا نجدها تخطو خطوات مهنية طالما احتكرها الرجال، بهدف تحرير نفسها من الضغوط الحياتية والمعيشية والعملية..«بوابة أخبار اليوم» ترصد قصص لسيدات يكافحن من أجل الوصول إلى العالمية وترك أثر نافع في مجتمعها: 

منصة سارة للقراء

عشقت سارة إبراهيم ذات 34 عاماً الكتب والقراءة منذ نعومة أظافرها، مما دفعها شغفها إلى محاولة إفادة الآخرين بأهم الكتب التي اطلعت عليها والاستفادة من خبرات القراء الآخرين، حيث تخرجت من كلية تجارة إنجليزي، لتعمل كمديرة مكتب في إحدى وكالات الدعاية والإعلان العالمية بعد الكثير من التدريبات التي مكنتها من منصبها.

ولكن شغفها بالقراءة جعلتها تطلق  منصة BOOKMARK مصدرها الأساسي لنشر القراءة و زيادة الوعي ومعرفة كل أخبار الكتب الجديدة والمهمة في السوق، و ساعدها على ذلك ما يقدمه بعض الروائيين الداعمين من مشاركات حصرية لهذه المنصة.

تقول سارة إن منذ طفولتها كانت شغوفة بالقراءة والكتب فكانت حريصة على القراءة بشكل دوري، فالكتب كانت خير صديق لها، في أوقات الفراغ والإجازات، فلم تذهب لأي مكان إلا باستصحاب كتاب.

مضيفة، أن فكرة إطلاق منصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي  خاصة بالكتب أخذت كثيراً من تفكيرها ولكن خوفها من عدم نجاح المنصة جعلتها تتراجع مئات المرات حتى تم إطلاقها في فبراير عام 2019 .

وتابعت سارة أن منصة BOOKMARK أصبحت كيان خاص للقراء يستطيعون من خلاله مشاركة الكتب الذين يقرأونها وإفادة الآخرين بها لتبادل الخبرات، موضحة إن المنصة تتميز بوجود الروائيين والكتاب الذين يدعمون المنصة بـمشاركات حصرية.

تسعى سارة إلى انتشار وعي القراءة إلى أكبر عدد وتتمنى أن يصبح لدينا على الأقل قارئ واحد في كل بيت، فالقراءة هي الشئ الوحيد القادر على تغيير تفكير و سلوك المجتمع نحو الأفضل.

دكتورة ميكانيكا سيارات
" العبد في التفكير، والرب في التدبير " فبعد رفض والدها في البداية لاستكمال تعليمها وإصرارها على حصول الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة، لم تتخيل أن أحلامها سوف تتحقق، فبعدما كانت تحلم بلقب الدكتورة البشرية، تحولت إلى أول سيدة مدربة ميكانيكا سيارات بمصر.

تقول دنيا اشرف أول مدربة ميكانيكا سيارات بمصر، إن بعد التحاقها بكلية هندسة لم تجد سوى قسم ميكانيكا سيارات أمامها للالتحاق به، بالرغم من رفض أهلها لهذا القسم بإعتباره أحد الأقسام المتخصصة للرجال إلا أنها وجدت ضالتها به.

وتابعت، منذ دخولها للقسم أخذها الفضول في معرفة كل ما يخص السيارات، من مكوناتها وكيفية إصلاحها ومعالجتها وحتى الشعور بها وكأنها كائن يمرض ويحتاج لعلاج، كما لو كانت طبيبة تمارس دورها في الكشف عن المرضى.

بدأت دنيا التدريب في أحد توكيلات السيارات والاطلاع عن قرب على صيانة السيارات حتى تخرجت عام 2017، وحصلت على منحة لدراسة أعطال سيارات بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا بشكل أعمق، ولكن شغفها لم يكتفي بالجانب العلمي فقط، فقررت أن تقوي نفسها بجانب العملي، موضحة أنها طلبت من والدها أن يتوسط لها في إحدى ورش المكيانيكا بالمنطقة للتدريب وبرغم من رفض والدها لهذه الفكرة وخصوصاً لكونها فتاه، إلا أنه وفر لها ورشة لتصليح السيارات.

لحظات من القلق والخوف والتوتر كانت تسيطر على دنيا في أول يوم بورشة جارها " عم جابر " فلم تتوقف نظرات المواطنين حينها من ملاحقتها وباتت التساؤلات السخرية " جبت صبي جديد ولا أي؟ " لكنها لم تلتف سوى تحقيق نجاح كبير داخل الورشة تصليح السيارات حتى أشاد بها كل الزبائن.

وتشير دنيا إلى  دخولها بمسابقة شباب مصر الأولي للمهارات للتعليم الفني  داخل الأكاديمية البحرية والتي كانت تشمل مجال ميكانيكا سيارات ولكن قابلها مسؤول المسابقة بجملة " أنتي بنت إزي هتقدري " لكنها أخذت التحدي على محمل الجد وكانت هي البنت الوحيدة بالمسابقة ومعها 19 رجل، واستطاعت مثل كل مرة أن تحظى بنجاح جديد وتثبت تفوقها لتعيين كأول كمدربة ميكانيكا سيارات بمصر.

دربت دنيا أشرف صاحبة الـ 28عاماً العديد من طلاب قسم ميكانيكا سيارات داخل الأكاديمية، برغم من نظرات الاستهزاء والاستغراب والضحك على كونها سيدة التي تقوم بتدريب لكن نجاحها في تدريب الطلاب جعلها تتغلب على نظرة المجتمع للمرأة وأنها تجيد أي عمل.

أول طبيبة صماء

إصابت "فادية عبد الجواد" بحمى الشوكية وهي في الصف السادس الأبتدائي لعدة أسابيع تسببت في فقد سمعاها لتصبح صماء تماماً، فهي طفلة لأسرة متوسطة الحال مكونة من 6 أفراد وتعتبر هي أصغر أخواتها كان يعمل والدها رجل أعمال حرة ووالدتها ربة منزل.

لم تستلم فادية للواقع لفقدها سمعاها، خاصة أنها كانت متفوقة دراسياً، مما جعلها تتفوق لتصبح أول طبيبة صماء من ذوي الاحتياجات الخاصة للأمراض الجلدية في العالم تلتحق وتتخرج من كلية الطب.

تقول فادية، أنها أصرت على الألتحاق بكلية الطب بجامعة عين شمس، وعملت على تعليم نفسها حركات الشفايف لكي تتقنها ولكي تكون وسيلة تواصل مع الناس.

وتابعت، أنها كانت دؤبة في حضورها للمحاضرات حيث ظلت 3 سنوات قبل تخرجها شبة متعايشة بمستشفى الدمرداش بين المرضى والعنابر، تتعامل معاهم بشكل طبيعي عن طريق قراءة حركة الشفاه موضحة  أنها أتقنت حركة الشفاه  وتعلمت اللهجات المختلفة للمحافظات ولهجة أهل الصعيد، حتى لم يكتشف أحد المرضى أنها صماء وحرصها على التزويد بالعلم والمعرفة للتعامل مع أي حالة جعلتها تتفوق مهنياً.

اقرأ أيضاً| شهر المرأة.. حزمة من القوانين الداعمة للسيدات في عهد السيسي

تتذكر فادية أحد المواقف الصعبة أثناء دراستها قائلة:"  أحد الأساتذة الكبار قرر أن يستثني من استكمال الدراسة بالكلية وتحويلي إلى كلية نظرية، لكني أصريت على استكمال المشوار والامتحانات حتى أقر بأنني متفوقة فالاسئلة التي طرحها علي لم يستطيع أي طالب ماجستير الإجابة عنها".

عملت فادية كطبيبة خارج مصر ولم يعرف أحد أنها صماء إلا بعض المقربين، فأوقات كانت تتطلب إعادة الكلام لفهم المرضى، نظراً لاختلاف بعض معاني الكلمات.

و أضافت فادية، أن حياتها الأسرية كانت قصة كفاح فأكثر الأوقات صعوبة أثناء طفولة أبناءها الأربعة، فكانت تخشى أن يحدث لهم أصابة نتيجة تشاجر أو سقوط من حافة الكرسي أو سرير ولم تسمعهم، لذلك كانت حريصة أن يبقوا أمام أعينها طيلة الوقت.

وأشارات فادية أنها فكرت في إجراء عملية زرع قوقعة فى عام 2000 لكن لم يتيسر الأمر وانشغلت بأسرتها وأولادها وفي عام 2006 وبعد عشرين عاماً على تخرجها من كلية طب عين شمس وممارستها مهنة الطب وهي صماء داخل وخارج مصر إعيد لها سمعها مرة أخرى.


حصلت فادية على العديد من الجوائز منها درع الإنسان فوق العادة وبعض الدروع الأخرى، وكان آخرها جائزة «هيلين كيلر» وهي من أقدم المنظمات الدولية التي تكرس عملها لمكافحة العمى والوقاية منه وتعتبر فادية أن هذه الجوائز هي بداية مشوار جديد في العمل العام.

وحدة تعليم المكفوفين
حصلت هبة خليف مؤسسة ومديرة أول وحدة للتدخل المبكر لتعليم الأطفال المكفوفين على درجة الماجيستير في إدارة التعليم الخاص في الدول النامية من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة، بعد حصولها على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الإسكندرية، وبدأت العمل في مكتبة الإسكندرية عام 2002 وقامت بتأسيس مكتبة طه حسين للمكفوفين.

تقول هبة أنها شغفت بكيفية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع بعد تخرجها من كلية الآداب ودخولها مجال الناشطين الحقوقيين في مجال ذوي الأعاقة، خصوصاً أنها واحدة منهم،  جعلها تشارك في الأعمال المجتمعية لمساعدة المكفوفين فعملت كمدربة لتكنولوجيا برامج المكفوفين لكل من المستفيدين والعاملين بمكتبة طه حسين لمدة 15 عاما.

وتابعت بعد حصولها على الماجستير قامت بمشاركة خبرتها في تأسيس وحدة للتدخل المبكر لتعليم الأطفال المكفوفين و ذوي الاحتياجات الخاصة المتعددة في عام 2013، ثم في عام 2017 قامت بتأسيس أول مركز متكامل متخصص للتدخل المبكر للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تعليم الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر وغيرها، وزيادة مهاراتهم لتكون قادرة على العمل بشكل مستقل قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً| في شهر المرأة| تعرف على دور الدولة لمواجهة العنف ضدها 

وأضافت هبة أنها تقوم بملاحظة الأطفال وتقويم سلوكهم وإعاقتهم سواء طفل كفيف او طفل توحد، او طفل كفيف ويعاني من التوحد، حيث يقبل المركز الأطفال من بداية سنة فيما فوق، مضيفة أنها تقوم بتدريب الأهالي على كيفية التعامل مع أطفالهم.

لم يكن فقد هبة لنظرها وأنها من المكفوفين إعاقة لها في التعامل مع الأطفال، فهي تعتمد في التواصل على الموسيقى والفن وقراءة لغة الجسد، قائلة:" الأمهات لما بتيجي بتشوف اني كفيفة ووصلت لأي بيكون دافع لأبناءهم أن يصبحوا مثلي" حصلت هبة على جائزة التأثير الاجتماعي عن مشروع التدخل المبكر وذلك من المجلس الثقافي البريطاني عام 2016.