حسين فهمي: «الأقصر الأفريقي» مهرجان جاذب سينمائيا وفرصة لتعريف ضيوفه بالمصريين القدماء  

محررة البوابة خلال حوارها مع الفنان حسين فهمي
محررة البوابة خلال حوارها مع الفنان حسين فهمي

لا اقتنع بالظهور في أي عمل "ضيف شرف"


بعدما حققت نجاحات كبيرة به.. لن أعود لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي


وسامتي كانت تذكرة دخولي مجال التمثيل..


ثنائيات السينما تحقق تنافس ومباراة تمثيلية ممتعة
 

تمنيت المشاركة في "خلي بالك من زوزو" والقدر حققها لي
 

عاد الفنان حسين فهمي مؤخرا للسينما بشكل كثيف، ويعيش حالة من النشاط السينمائي خلال الفترة الماضية بمشاركته في 3 أفلام عرضت في السينمات، وينتظر عودة تصوير فيلم "الملحد"، كما أنه يحرص على التواجد في المهرجانات الفنية بمصر المختلفة، حيث يرى أن الفنان المصري واجب عليه دعم مهرجانات بلده، وفي نفس السياق يكرم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الـ11، التي تفتتح اليوم، الفنان حسين فهمي بمنحه جائزة إنجاز العمر حيث قدم أكثر من 120 فيلما سينمائيا على مدار مشواره الفني ونجوميته التي حافظ عليها لعقود عديدة وأجيال مختلفة.


التقت "بوابة أخبار اليوم" بالفنان الكبير حسين فهمي، في حوار خاص ومميز تحدث فيه عن تفاصيل كثيرة فنية.
 
 
ماذا عن اختيارك من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية للحصول على تكريم إنجاز العمر؟


سعدت جدا بهذا الاختيار، فقد تحدث معي صديقي الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان، وأبلغني باختيار إدارة المهرجان واللجنة العليا لتكريمي في الدورة الحادية عشرة، ووافقت على الفور لأني أعرف حجم وقدر هذا المهرجان كما أنني أحب الأقصر والتاريخ المصري القديم، وأحب السينما الأفريقية، واختيار صناع المهرجان لتخصصه في السينما الأفريقية أمر هام جدا، فهو مهرجان جاذب وموعده مناسب، ويمنحه أهمية كبيرة جدا إلى جانب أهمية إقامته في مدينة الأقصر، وبالنسبة لي أجد أن المهرجان فرصة عظيمة كي نشرح من خلاله تاريخ المصريين القدماء وحضارتهم وإنجازاتهم وعظمتهم.
 
كيف ترى السينما الأفريقية؟


شاهدت من قبل أفلاما أفريقية، حيث تتميز هذه السينما بأنها نابعة من مجتمعاتهم، ولا تشبه أي سينما أخرى، فهي مثل السينما اليابانية والصينية والكورية، فهذه السينمات لها شخصيتها وطريقتها، ومخرجيها أثبتوا وجودهم في العالم ونافسوا وحصدوا الجوائز في المهرجانات العالمية.
 
يحتفل مهرجان الأقصر هذا العام بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حدثنا عن تجربة تقديمك فيلم "البحث عن توت عنخ آمون"؟
 
كانت تجربة ممتعة جدا وأحببتها كثيرا برغم تخوفي منها لأنني لم أكن أعرف شيئا عن عالم الآثار الإنجليزي "هوارد كارتر" ولكني قرأت عنه فقد أحب هذا الرجل "توت عنخ آمون" قبل رؤيته وكان يطلق عليه "الأمير الصغير" وظل 25 عاما يحاول البحث عنه، واستهوتني الشخصية وانبهرت بها وتحمست لتقديمها.
 
هل يعتمد نجاح المهرجانات السينمائية في المقام الأولى على مدى استقطابه النجوم؟
 
بكل تأكيد وجود النجوم في المهرجان مهم، ولكن لابد مع وجودهم من اختيار أفلام جيدة يعن، بمعنى أن النجوم تمنح للمهرجان الشكل الجمالي، والاختيار الجيد للأفلام والفعاليات يشكل المضمون، وعندما كنت رئيسا لمهرجان القاهرة كنت دائما أحرص على دعوة النجوم العالميين مثل "داني جلوفر" الذي جاء لمهرجان الأقصر فيما بعد، كما دعوت "آلان ديلون" وحضر أيضا "جون مالكوفيتش"، و"مايكل انجلو أنطونيونى" ودعوت معه الممرضة الخاصة به وطبيبه المعالج لأنه كان في تلك الفترة مريضا ومصابا بالشلل ولكنه حرص على الحضور، كما حضرت "صوفيا لورين" والفرنسية "كاترين دينيف"، و"بيتر أوتول" الذي قاسم عمر الشريف بطولة الفيلم الشهير "لورانس العرب" وبرغم أنه كان يخاف ركوب الطائرات ولكنه غامر من أجل مصر وحضر المهرجان ووقتها لم يصدق العالم أنه سافر إلى مصر.
 
انطلقت مؤخرا مهرجانات في بعض الدول العربية ويرى البعض أنها قد تؤثر سلبا علي مهرجان القاهرة السينمائي هل توافق هذا الرأي؟


بالعكس، لا يؤثر أي مهرجان وليد سلبا على مهرجان القاهرة، بل التأثير إيجابي حيث أن تلك المهرجانات تدعم الفن المصري وأغلبية ضيوفها من النجوم المصريين، ولا ينجح مهرجان في المنطقة العربية إلا بالتواجد المصري، وقيل في فترة من الفترات أن الدراما السورية سحبت السجادة من مصر، فقلت لهم: المصريين سيظلون موجودين لأن السجادة التي لدينا سجادة "عجمي" اسحبها إلى أي مكان.. لكنها ستظل في مصر والريادة ستظل مصرية.
 
وما تقييمك لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الفترة الأخيرة؟


أتعاطف دائما مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فهو من أهم المهرجانات الـ11 الدولية، حيث يقام كل شهر مهرجان دولي مهم، ومصر لها مكانتها بمهرجانها ولابد من الحفاظ على هذا التصنيف ولا نضيعه لأن مهرجاننا بدأ قويا واستمر قويا، ولابد أن نحافظ على هذه القيمة، وهناك فترات حدث بها كبوات وضعف في المهرجان لأسباب خارجة عن إرادتنا ولكن لابد أن نحافظ علي التصنيف، ويجب علينا أيضا كفنانين أن ندعم كل مهرجاناتنا المصرية.
 
 
بعد رئاسة حسين فهمي لمهرجان القاهرة السينمائي 4 سنوات.. هل يوافق على العودة مرة أخرى لهذا المنصب حال عرض عليه؟


الحقيقة أنه بالفعل قد عرض عليَ من قبل رئاسة المهرجان بعد أن تركت المنصب، ورفضته لأنني في المهرجان أكتفي بالفترة التي توليت فيها رئاسته وما حققت فيه من نجاحات كثيرة لمصر وجددت في شكل ومضمون المهرجان، وأفضل أن تتاح الفرصة لوجوه أخرى.
 
ماسبب ضعف أو عدم مشاركة الأفلام المصرية في المهرجانات العالمية؟


السبب يعود إلى أن الأفلام المصرية تهتم بالجانب التجاري بشكل أكبر من الفني أو المناسب للمشاركة في المهرجانات، وعندما نقدم فيلما نابعا من المجتمع بصدق ستكون هناك الفرصة أكبر للمشاركة والحصول على الجوائز أيضا، لأن الأفلام التي تشارك بالمهرجانات تتحدث عن مشاكل وهموم مجتمعاتهم.
 
 
لـ«حسين فهمي» وجهة نظر خاصة في فكرة رفضه المشاركة في أي عمل كضيف شرف.. فماهي؟
 
أرفض تمام أي أدوار أظهر بها ضيف شرف في العمل، لأني غير مقتنع بها، والمرة الوحيدة التي قدمت فيها ذلك كان في فيلم "مافيا" حيث تلقيت مكالمة هاتفية من مخرج الفيلم شريف عرفه، وعرض عليَ أن أكون ضيف شرف بالفيلم، ورفضت في البداية، ولكنه أصر أن اطلع على المشهد، وطلب من المؤلف د.مدحت العدل قراءة المشهد لي في التليفون لأني كنت في هذا الوقت خارج مصر، وعندما انتهى من قراءته قلت له: موافق على تقديم المشهد، وكان سبب تراجعي عن الرفض أنني وجدت زاوية جديدة في المشهد وسوف يحدث تغييرا كليا في الفيلم والكلام كان مكتوب بشكل جيد، وكان وراءها توصيل رسالة حب البلد والوطن للشاب الذي كان مصمما على الهجرة وترك مصر، كما أنني لم أظهر في الفيلم كضيف شرف بل ظهرت بشخصيتي الحقيقية وقدمت النصائح للشاب أثناء مقابلتي له في المطار بالصدفة.
 
هل الوسامة التي يتمتع بها حسين فهمي كانت تذكرة دخوله مجال التمثيل؟


بالتأكيد كان لها دور مهم في البداية، ولكن ما بعد الظهور الأول وكيفية الاستمرار لايمكن أن يكون بالوسامة، الحقيقة قبل قبل ظهوري الأول في السينما كان لدى رصيد خبرة ودراسة 10 سنوات مابين معهد السينما ودراسة السيناريو والإخراج في أمريكا، وتتلمذت على يد أساتذة كبار مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وحلمي حليم وعبد العزيز فهمي، وعملت في السينما الأمريكية لمدة 3 سنوات، وشاهدني المنتج الكبير رمسيس نجيب عند عودتي إلى مصر، وقال لي: "تعالى اعمل تيست أمام الكاميرا"، ونجحت فيه وطلبوا مني المشاركة في أحد الأفلام ووقتها ذهبت للمخرج يوسف شاهين لاستشارته في الأمر وهل أخوض تلك الخطوة أم لا، وشجعني على ذلك، ففي النهاية إذا لم تمتلك الموهبة فلن تساعدك وسامتك على الاستمرار.
 
.. ولماذا لم تفكر في خوض تجربة الإخراج أو كتابة سيناريو بما أنك دارسا لهما؟


فكرت في الإخراج كثيرا، ولكن الموزعين والمخرجين زملائي نصحوني بالابتعاد عن الإخراج لأنني حققت نجاح في التمثيل، وهناك أمثلة كثيرة من الفنانين قدموا تجارب إخراجية ولكنها لم تحقق النجاح مثل أعمالهم كممثلين، منهم أحمد مظهر وكمال الشناوي ونور الشريف وغيرهم، أما السيناريو فأنا لا امتلك القدرة على الكتابة ولكن لدى حرفية التصليح والتعديل على سيناريو مكتوب.
 
 
هل ترى الأعمال التي تضم أكثر من نجم تحقق للفنان المتعة والاستمتاع على مستوى التمثيل والأداء بخلاف سيطرة نجما واحدا على العمل؟
 
حقيقي، تلك الأعمال تحقق حالة من التنافس في الأداء والشد والجذب ويكون هناك مباراة تمثيلية بين النجوم المشاركين بنفس العمل، والأعمال التي قدمتها مع نور الشريف ومحمود عبد العزيز كانت من أمتع التجارب السينمائية، وحاليا أستمتع كثيرا بالعودة للسينما مع الجيل الحالي، لدى 4 أفلام هامة في الفترة الأخيرة منها ما تم عرضه ومنها مازال في مرحلة التصوير، وهي "الملحد" وفيلم "الكاهن" و"الفارس" و"الكويسين" وكل فيلم مختلف عن الآخر.
 
 
مشاركتك في فيلم "خلي بالك من زوزو" كانت لها كواليس خاصة، نود معرفتها..؟
 
حكاية مشاركتي في "خلي بالك من زوزو" كانت قدرية وغريبة جدا، أثناء عودتي من المطار بعد انتهاء تصوير فيلم في بيروت، وأنا أسير في شارع رمسيس، وقعت عيني على يافته إعلانية مكتوب عليها "خلي بالك من زوزو" بشكل مبهج ورائع وكل حرف بلون مختلف، ولا يوجد بالإعلان ما يكشف عن المنتج أو عن ماذا هذا الإعلان، وقلت لنفسي "يارب لو ده فيلم أشارك فيه"، وبعد أيام قليلة القدر يسوق لي الأمنية، وأتلقى مكالمة هاتفية من منتج الفيلم بعد 4 أيام ويقول لي: "أنا داخل فيلم جديد وعايزك معايا، ومعانا في الفيلم سعاد حسني"، قلت له: "اسمه إيه الفيلم"، قال لي: "خلي بالك من زوزو"، فكانت مفاجأة بالنسبة لي ولم استوعب الأمر وسقطت سماعة الهاتف من يدي، لدرجة أنني طلبت منه أن يكرر لي اسم الفيلم أكثر من مرة حتى أتأكد أنه هو ما رأيت إعلانه، وعندما ذهبت للاجتماع وجدت صلاح جاهين وكمال الطويل وحسن الإمام وسعاد حسني، وبعدها شاركت سعاد حسني أكثر من فيلم منها "أميرة حبي أنا" و"موعد علي العشاء".
 
استطاع حسين فهمي الحفاظ على نجوميته على مدار عقود كثيرة.. ما نصائحك لشباب الفنانين من أجل الاستمرارية في النجاح؟


السر في كلمة "لأ"، بمعنى أن يكون لدى الفنان القدرة على قول "لا" ورفض الأعمال التي تكون دون المستوى والقدرة على انتقاء ما يقدمه مما يعرض عليه، وأرى أن ذلك صعبا جدا لأن الإغراءات شديدة وقوية في بعض الأعمال، ولكن النجم الذي يبحث عن التميز لابد أن يتمتع بالذكاء والقدرة على حسن الاختيار، كما أنه مع تقدم العمر يجب على الفنان أن يغير نوعية الأدوار التي يقدمها وتكون مناسبة لمرحلته العمرية، لأن الاختيار الخطأ للممثل يؤثر على نجوميته.
 
 
ماذا عن العودة للوقوف على خشبة المسرح؟
 
أعود قريبا بمسرحية "إمسك حرامي" مع المخرج عصام السيد ونقدمها من خلال مسرحا خاصا وهي ليست إنتاجي، وسعيد جدا بالتعاون معه مجددا، حيث قدمت معه من قبل عدة مسرحيات منها "أهلا يا بكوات" و"زكي في الوزارة"، وتدور المسرحية حول "حرامي" دخل منزلا لكي يسرقه، ولكن يشاهده صاحب المنزل الذي يعاني من الزهايمر، وعندما شاهده ظن أنه ابنه وعائد إلى المنزل في وقت متأخر وبدأ في نهره وقرر أنه لن يخرج من المنزل عقابا على تأخيره، والحرامي لم يتمكن من الخروج ويعيش معه لفترة على أنه ابنه وتدور الأحداث في هذا الإطار.
 
 هل من الممكن استكمال فكرة إعادة "أهلا يا بكوات" بعد وفاة شريكك فيها الفنان عزت العلايلي؟
 
بالفعل كنا نخطط قبل وفاة عزت لإعادة "أهلا يا بكوات"، ولكن الفكرة انتهت طبعا بوفاة عزت العلايلي، وصعب أن يأتي فنان آخر بديلا له في الدور.
 


ما سبب توقف تصوير فيلم "الملحد"؟


الفيلم توقف منذ فترة بسبب انشغال عدد من الفنانين بالأعمال الرمضانية، وكذلك قيام المخرج ماندو العدل بإخراج مسلسل تليفزيوني يعرض في شهر رمضان المقبل، وبمجرد انتهاء بالتزاماتهم بتلك الأعمال نعود لاستكمال التصوير.
 
هل تتوقع أن يثير فيلم "الملحد" جدلا عند عرضه؟

فيلم "الملحد" يتحدث عن الإلحاد الذي زاد في مجتمعاتنا بشكل كبير وكذلك في العالم العربي بل والعالم كله، كما يناقش فكرة التكنولوجيا التي سيطرت على أفكار وعقول الشباب.