«طابية الترابين».. آخر قلاع سيناء الشاهدة على عظمة المصريين 

 "طابية الترابين"
"طابية الترابين"

 قلعة الترابين تقع فى نويبع والطريق إلى نويبع من عين حضرة محفوف بالمخاطر حيث الوصول إلى ميناء نويبع يتطلب السير في طريق شديد الصعوبة حيث يتطلب للوصول إليها النزول حوالي 22 كيلو متر فى طرق دائرية ومنحنيات خطيرة فى الوديان وبين الجبال التي تشعر خلالها بضغط شديد على أذنك وكأنك داخل طيارة على ارتفاع كبير في السماء أو أنك تغطس تحت الماء بأمتار عديدة وتضطر لسد أنفك وطرد الزفير من أذنك بالإضافة إلى بلع ريقك للتخلص من هذا الضغط، وعندما تصل لنويبع تجد نفسك أمام مشهد ساحر على البحر وفى طريقك لقلعة الترابين قد تجد جملا يسير بمفرده على الطرق دون أن يكون بصحبته احد ولا يستطيع أحد سرقته هو يذهب لتناول الطعام ثم يعود بمفرده !!

الترابين

تقع قلعة الترابين بمنطقة الترابين بمدينة نويبع محافظة جنوب سيناء على بعد 75 كيلو متر من طابا شمالا 75 كيلو متر من دهب جنوبا وتبعد 500 مترا عن شاطئ خليج العقبة وتبلغ مساحة القلعة 1000م2 والقلعة مسجلة طبقا للقرار الوزاري رقم 61 لسنة 1999م 
وارتبط بنائها بقصة طريفة ارتبطت بأسرة محمد علي عندما تسلم حكم مصر 1805م استولى على قلاع الحجاز وجعل من نفسه حاميا للحرمين الشريفين وحدث نزاع بين محمد علي والدولة العلية "تركيا" أيام السلطان عبد الحميد الذي انتصر على محمد علي واسترجع منه الحجاز ورغم ذلك ظلت العساكر المصرية بقلاع الحجاز المويلح وضبا والوجه وقلعة العقبة وقلاع سيناء كقلعة نخل لحماية درب الحج ولما أهمل درب الحج البري عبر سيناء بعد تحوله للطريق البحري عام 1885م طالبت الدولة العلية محمد علي باسترجاع قلاع الحجاز فسلمها.

 

وكان آخر القلاع التي سلمت قلعة العقبة عام 1892م وخرجت العساكر المصرية من قلعة العقبة وعسكروا ثمانية أشهر في وادي طابا بسيناء تحت قيادة سعد بك رفعت وحفروا هناك بئر للمياه ولصعوبة الحياة في هذه المنطقة أرسلوا لوزارة الحربية بالقاهرة يشتكون ظروفهم وصعوبة تنقلهم في هذه الوادي فأرسلت الحربية لجنة لاختيار مكان مناسب للجنود فوقع الاختيار على هذه المنطقة التي بنيت بها القلعة عام 1893م على مساحة 1000م مربع في عهد الخديوي توفيق وانتقل إليها الجنود المصريين لوفرة المياه وسهولة المواصلات وقربها من البحر والتجمعات السكانية وكان يوجد بها عدد من رجال البوليس الهجانة وعرفت بقلعة نويبع نسبة للمكان وكذلك قلعة الترابين لقربها من منطقة مساكن قبيلة الترابين.

 

اقرأ ايضا :- بدء أعمال ترميم وتنقيب جديدة بمعبد حتحور «سيدة الفيروز» بسيناء

وصف القلعة

باب خشبي ضخم هو أول ما يقابلك وأنت أمام قلعة الترابين ثم جدران تشبه جدران الأديرة وقد علمنا أن القلعة بنيت في عصر عباس حلمي الثاني 1896 م وساهمت في تحديد الحدود بين الدولة المصرية والعثمانية وتم بعدها اتفاقية 1906 التي حددت أن طابا تقع ضمن الحدود المصرية وأن العلامة 91 الموجودة في طابا داخل الحد الفاصل بين حدود الدولتين المصرية والعثمانية آنذاك بين 91 علامة تبدأ في رفح وتنتهي في طابا. 

والقلعة مربعة الشكل وطولها من الشمال للجنوب 32.75 متر وعرضها من الشرق للغرب 23.50 متر ولا تحوي أي أبراج دفاعية واستخدم في بنائها الأحجار الجرانيتية والرملية والجيرية والمرجانية والطوب الطفلي المتوفرة في المنطقة دليل على التفاعل بين الإنسان والبيئة وتتوسط كتلة المدخل الواجهة الشرقية المطلة على خليج العقبة ارتفاعها 4 متر وعرضها 4 متر وهي مبنية من الأحجار الجيرية المنتظمة الشكل وفتحة المدخل ارتفاعها 2.95 متر وعرضها 2.75 متر يعلوها عقد موتور الذي انتشر في العمارة العثمانية المتأخرة، أما الواجهة الشمالية فيبلغ ارتفاعها 3.55 متر بها عدد 19 فتحة مزغل لإلقاء السهام على المعتدين من فتحة المزغل 13سم وارتفاعها 50 سم والواجهة الجنوبية أكثر ارتفاعا عن كل الواجهات، والقلعة مكونة من طابقين ومن العناصر المعمارية الرئيسية داخلها صحن أوسط مكشوف طوله من الشرق للغرب 29.70 متر وعرضه من الشمال للجنوب 12.72متر يتوسطه بئر للمياه مبنية من الأحجار الجيرية قطرها 1م بها سلم للهبوط لتنظيف البئر وماءه ضارب للملوحة يصلح لسقي الماشية ويوجد في أركانه الأربعة مطالع ترابية تصل إلى الممشى العلوي الذي يدور أعلى الأسوار الخارجية للقلعة ويبلغ عرض خذا الممشى 1م ويبلغ طول المطلع بالركن الشمالي الشرقي والمقابل له بالركن الجنوبي الشرقي 5.20م وعرضه 4.5م وأصبحت الآن المطالع الترابية مطالع حجرية بعد عملية الترميم والتطوير التي شهدتها القلعة من قبل قطاع المشروعات بوزارة الآثار.

وبالجهة الشمالية يقع الإسطبل والمخازن والأخرى بالجهة الجنوبية وهي مجموعة الحجرات الخاصة بالجنود وتتكون المجموعة الشمالية من مبنيين الأول مستطيل الشكل طوله 20.17 متر وعرضه 6 متر له بابين يفتحا على الصحن عرض فتحة الباب 104متر وارتفاعها 2 متر وبه خمسة شبابيك تفتح على الصحن عرض الشباك 104م وارتفاعه 1.60متر أما الجزء الثاني فيقع في الركن الشمالي الغربي ونصل إليه عبر مدخل منكسر على شكل حرف على الصحن عرضه 1.4متر طوله 7متر يؤدي لممر يفضي لحجرة مربعة طول الضلع 4 متر لها فتحة باب تفتح على الممر ويحتمل استخدام هذا الجزء كمخزن للقلعة، وقد تم تطوير القلعة فيما بين 2004 إلى 2009 وللأسف تم تحويل سجن القلعة إلى دورة مياه لخدمة السياح كما تم تغطية سقف إسطبل الخيل ببراطيم خشبية ضخمة وتركيب نظام إضاءة حديث لا تتناسب مع تاريخها، مما حول الإسطبل إلى أشبه بصالة ديسكو.


حالة المبنى 

ووفقا لتقرير مقدم لمدير منطقة أثار نويبع ودهب عن حالة القلعة فالقلعة أضيرت سقوط أمطار غزيرة على محافظة جنوب سيناء حيث تساقطت بعض أجزاء من طبقات الملاط من جدران القلعة نتيجة لتأثير مياه الأمطار والمياه الجوفية كما أدى هطول الأمطار بشكل غزير إلى تجمع المياه على الأسطح من أعلى مما أدى إلى نزول هذه المياه من المزاريب وقد أدت هذه المياه إلى تساقط أجزاء من طبقات الملاط أسفل هذه المزاريب وذلك بشكل ملحوظ في مزاريب الجدار الجنوبي وأيضا الجدار الشمالي.

وأوصى التقرير بسرعة مخاطبة قطاع الترميم بالوزارة وذلك لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لترميم ما أحدثته هذه الأمطار والسيول من أضرار حفاظا على هذا الأثر التاريخي المهم .. حيث شهدت القلعة عملية تطوير وترميم شاملة من قبل قطاع المشروعات بوزارة الآثار وقد سلمت القلعة للمنطقة بعد عملية التطوير والترميم بتاريخ 8/6/2012 لكن بعدها ضربت السيول المنطقة بتاريخ 8 مايو 2014 وخاطبت المنطقة قطاع المشروعات لسرعة ترميم ما أحدثته السيول، ويجرى حاليا تطوير القلعة والإعداد لتحويلها إلى متحف يعرض الآثار التي تعبر عن التاريخ الحضاري لسيناء والعصور التاريخية التي مرت بها المنطقة ويمكن تزويد المتحف بمقتنيات من ناتج الحفائر المناطق والمكتشفات الأثرية بسيناء وفتحها للزائرين بسعر رمزي بهدف زيادة ميزانية الوزارة عن طريق السياحة الوافدة للقلعة.