إنها مصر

الصــدمــة !

كرم جبر
كرم جبر

صراحة الرئيس التى وصلت «حد الصدمة» فى مداخلته أثناء إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة تحتاج:


 أولاً:  إعلان حالة التأهب القصوى، على مستوى الدولة والحكومة والمجتمع كله، للوصول إلى «حالة الرضا» التى هى مفتاح الاستقرار وعموده الفقرى.


 ثانياً:  لن يتحقق الاستقرار إلا بالعمل الشاق بلا نوم ولا راحة من أجل تحقيق التنمية، والوصول إلى معدلات تعالج الفقر والمشكلات التى طرحها الرئيس بصراحة متناهية.


 ثالثاً: عندنا موروث قديم عبر عنه فيلم سينمائى بعبارة «اللى ملوش أهل الحكومة أهله» ويجب أن يسقط هذا الشعار، لأن الناس والحكومة والدولة والجميع عليهم نفس المسئولية.


 رابعاً:  الناس والتعليم.. ليست المسألة الحصول على شهادة لا تصلح حتى للتعليق على الجدران، بل تعليم حقيقى يرتبط جذرياً بسوق العمل، ليس بالكلام ولكن بالفعل، وإجراء حوار مجتمعى موسع يضع الأجندة الحقيقية لإصلاح التعليم وليس الكلام الإنشائى.


 خامساً:  الناس والتعليم.. البطالة مسئولية مشتركة بين الحكومة والناس، لأنهم يريدون الشهادة ولو بالغش فتكون النتيجة هى بطالة حملة الشهادات، بينما يحتاج سوق العمل تخصصات لا يجدها.


 سادساً:  الناس والتعليم.. لم تختف مافيا الدروس الخصوصية ولا الهروب من المدارس ولا تردى مستوى المبانى والبشر، لأن «الأفكار العميقة» أقوى من أى تغيير.


 سابعاً:  السكان.. الزيادة فى كل سنة 2.5 مليون نسمة، بحجم دولة، ولم تحقق برامج تنظيم الأسرة الأهداف المأمولة، لعدم الوصول إلى الأسباب الحقيقية للانفلات.


 ثامناً:  السكان.. مهما بلغت معدلات التنمية فلن يشعر الناس بالتحسن، لأن الأفواه المفتوحة تلتهم كل شيء، والسبب «خلف وارمى فى الشارع».
 تاسعاً:  السكان.. من يولد اليوم يحتاج بعد 6 سنوات إلى مدرسة ورعاية صحية، وبعد 25 سنة إلى مسكن مستقل وفرصة عمل، وبعد 20 سنة سيصل سكان مصر إلى 150 مليونا، يعنى كارثة محققة إذا لم يتم تداركها من الآن.


 عاشراً:  الصحة.. كلما تم التوسع فى الخدمات الصحية تزداد الحالة صعوبة مثل زيادة قوائم العمليات الجراحية، ونحتاج لــ 1000 مستشفى جديد، تكلفة إنشاء كل واحد 20 مليون جنيه غير التشغيل وأجور الأطباء والعمالة.


ونقاط أخرى كثيرة تضمنها خطاب الصدمة، الذى يحتاج برنامج عمل حقيقيا، لإعادة دراسة المشاكل التى طرحها الرئيس بعيون واقعية، والانطلاق وفق أجندة تنمية بلا نوم ولا راحة.


نحتاج تفكيراً بأسلوب «الصدمة» بنفس مستوى الصراحة التى طرحها الرئيس بفلسفة «تطويع المستحيل».