أزمة وانكسار.. ألم وحيرة.. شتات وضياع.. عيون لامعة تحاول الصمود والتماسك.. تأبى الانهيار فى أصعب اللحظات التى يمكن أن تمر علينا نحن البشر.. وأخرى تنهمر خوفًا من المجهول، ومعها صوت يئن من شدة الوجع.. مشاهد تتكرر مع الصعاب التى تمر على سكان الأرض من حروب وصراعات، أوبئة وكوارث طبيعية، محن ألمت بأفراد مقربين أو غرباء.. المشاهد واحدة، إلا أن الألم لم يعد واحدا؛ نجلس ونتابع، نتأثر ونحزن ولكن للحظات.. حتى أصبح الألم فى هذا الزمن لصاحبه فقط.. وإن واساهُ أحد سيكون للحظات ويمضي؛ كما تمر عقارب الساعة.. لم يعد هناك وقت للإنسانية، والإحساس بالآخرين، الذى من المفترض أن يتحلى به الإنسان ولكن ربما صخب الحياة وضجيجها وسرعتها، قلص هذا الشعور.
مر على العالم خلال الفترة الماضية، أزمات عدة مثلما حدث مؤخرًا مع محاولة الأوكرانيين الفرار من دوى المدافع.. بدأ العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى السخرية مما يحدث سياسيًا من خلال الكوميكس، أو التساؤل عن تداعيات هذه الأزمة عليه، هل سيتأثر بها، أسعار القمح والغاز والسلع الاستراتيجية الأخرى.. الكثيرون اهتموا بكل ما هو مادى زائل وأغفلوا الإنسانية الباقية.. الإحساس أن قويا يمكن أن يصد أى معتدٍ، يمكن أن يتحول إلى عامل سياسى يؤخذ فى عين الاعتبار، يمكن أن يجعل من يتصارعون، يختلفون دون أن تدفع الشعوب الثمن.. الوضع الإنسانى فى أوكرانيا لا ينفصل عما حدث فى سوريا واليمن وفلسطين، وركض الخائف الباحث عن ملاذات آمنة تاركًا وطنه.. الإنسانية، تنقذ الأرواح التى لا نعرفها.. لسنا بحاجة إلى سحر لتغيير العالم، فنحن نحمل القوة داخل أنفسنا حتى يستعيد كل بنى آدم إنسانيته.
Email: [email protected]