بدون تردد

مفاجآت الغزو الروسى

محمد بركات
محمد بركات

حقيقة واضحة ومؤكدة أثبتتها الحرب المشتعلة فى أوكرانيا حاليا، مثلما أثبتتها من قبل كل الحروب التى نشبت على مر التاريخ فى كل المواقع وكل الدول على خريطة العالم بطول وعرض الكرة الأرضية.


 هذه الحقيقة تقول ببساطة، إنك تستطيع أن تحدد توقيت وموعد بدء المعارك واشتعال الحرب، لكنك لا تستطيع أبدا تحديد موعد انتهاء المعارك وتوقف الحرب.


 وكما انطبقت هذه الحقيقة وتلك القاعدة على كل المعارك والحروب فى السابق، فهى أيضا المرشحة للتطبيق والسريان على ما يجرى الآن على الأراضى الأوكرانية.
 ليس هذا فقط، بل لعلى لا أبالغ إذا ما قلت، إن هناك من الشواهد ما يشير بوضوح، إلى وجود أطراف دولية ذات تأثير تعمل بجدية على إطالة أمد الحرب، وتسعى لاستمرار أوارها وزيادة التورط الروسى فى أوكرانيا.


 وذلك يعنى أن هذه الدول تسعى لوضع العراقيل أمام الفرص، التى يمكن أن تتاح لإنهاء الحرب عن طريق المفاوضات، بهدف الحيلولة دون تمكين الجانب الروسى من تحقيق أهدافه، والخروج الآمن من أوكرانيا دون أن يصاب بأضرار جسيمة على المستويين المادى والمعنوى.
 وفى اعتقادى أن هذه المحاولات وتلك المساعى، قد بدأ تطبيقها مع الساعات الأولى للغزو، وفقا لخطة معدة سلفا من الجانب الغربى ـ الأمريكى الأوروبى ـ قبل بدء الغزو، وتم الاتفاق على تنفيذها فور توغل القوات الروسية فى الأراضى الأوكرانية، وهو ما حدث بالفعل.


 وفى تقديرى أن ما جرى هو تهيئة الظروف التى تدفع بالروس للغزو ودخول قواتهم، ثم مفاجأتهم بالمقاومة وحجم القتال الذى يواجههم على الأراضى الأوكرانية، نتيجة ما تم من دعم أوروبى وأمريكى عسكرى مسبق، بهدف إعاقة القوات الروسية ومنعها من تحقيق أهدافها من الغزو بالسرعة التى كانت مقررة، وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر الممكنة، وهو ما لم يكن متوقعا.


 فإذا أضفنا إلى ذلك.. الكم والحجم الكبير من العقوبات الاقتصادية، التى قررتها أمريكا وأوروبا على الجانب الروسى، والآثار المتوقعة لها، نجد أننا أمام مخطط متكامل لجر روسيا إلى فخ أعد سلفا للإيقاع بها، فى إطار الصراع بين ديناصورات وقوى العالم،..، فهل هذا صحيح؟،...، أم أن هناك مفاجآت أخرى؟!
«وللحديث بقية»