الأزمة الأوكرانية تضع بايدن فى موقف صعب

الأزمة الأوكرانية تضع بايدن فى موقف صعب
الأزمة الأوكرانية تضع بايدن فى موقف صعب

كتبت : سميحة شتا

من المتوقع أن يكون لطريقة تعامل الرئيس الأمريكى جو بايدن مع الأزمة الأوكرانية، تداعيات شديدة على مصيره السياسى.. تتباين الآراء حول طريقة تعامل بايدن مع أكبر أزمة دولية يواجهها خلال رئاسته، فتحركاته ستكون مكبلة دائماً لأن إدارته أوضحت أنها ستفعل كل ما فى وسعها لمساعدة أوكرانيا فى الدفاع عن نفسها ولكنها لن ترسل قوات على الأرض.


ويعكس تفضيله للدبلوماسية والعقوبات تراجع رغبة الأمريكيين فى التدخل بعد مستنقعى أفغانستان والعراق.
ويدرك بوتين تماماً أن بايدن لن يخوض حرباً ضد قوة نووية أخرى لحماية دولة تشترك فى حدود طويلة مع روسيا ولا يربطها اتفاق دفاعى مع واشنطن.
فى البداية كانت استراتيجية بايدن تتمثل فى التحذير من الغزو الوشيك لإظهار أنه على علم بما سيفعله بوتين، حتى إن لم يستطع منعه.


كانت النتيجة المباشرة هى بث الحيوية فى أوصال التحالف العسكرى الغربى الذى كان فى وضع سيئ فى عهد سلفه دونالد ترامب الذى شكك فى قيمة الحلف.
وأشادت الحكومات الغربية بتمسك بايدن «بالباب المفتوح» لحلف شمال الأطلسى أمام الطامحين فى عضويته، لكن بعض المنتقدين قالوا إن بايدن كان ينبغى أن يكون أكثر وضوحاً بشأن ضعف احتمالات انضمام أوكرانيا للحلف، نظراً لأن أحد مطالب بوتين الرئيسية كان امتناع الحلف عن المزيد من التوسع نحو الشرق.


وقد يكون لرد بايدن أيضًا تداعيات على العلاقات الأمريكية الصينية، فهناك قلق من أنه إذا بدا بايدن متساهلاً للغاية مع موسكو، فقد تعتبره الصين إذعاناً تتحرك بموجبه ضد تايوان المتمتعة بالحكم الذاتى والتى تعتبرها بكين إقليماً منشقاً عنها.


وقد يمنح تحدى بوتين الجمهوريين الفرصة للتغلب على بايدن وزملائه الديمقراطيين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس والتى ستحدد توازن القوى فى واشنطن.. فقد استغل الجمهوريون الهجوم الروسى ضد أوكرانيا لتوجيه المزيد من الانتقادات للإدارة الديمقراطية، حيث يلقى الجمهوريون ويقولون إنها مهدت الطريق أمام العدوان الروسى بسلسلة من الأخطاء الفادحة فى السياسة الخارجية مثل الانسحاب الكارثى للقوات الأمريكية من أفغانستان»..

وقد استغل ترامب التحركات الروسية لتوجيه انتقادات لبايدن، وطريقة إدارته للأزمة  متحدثاً عن العلاقة المتينة التى كانت تربطه بالرئيس الروسي، ومؤكداً أن «بوتين ما كان ليتصرف على هذا النحو فى ظل إدارته».. ويقود الجهوريون والمستقلون التيار الذى يدعو إلى أن تكون الولايات المتحدة بعيدة عن الصراع، بينما يدعو الديمقراطيون إلى ضرورة أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا، بما يعنى أن الأمريكيين يدعمون العقوبات الاقتصادية ضد روسيا مقابل إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

إذا كان يُنظر إلى بايدن على أنه متعثر فى تعامله مع هذه القضية، فمن المرجح أن يضاعف الجمهوريون -الذين ركزوا على إعاقة سياسات بايدن بشأن كوفيد- محاولاتهم لتصوير الرئيس على أنه ضعيف وسلبى للغاية لمواجهة بوتين.. كما أن الغزو الروسى لأوكرانيا من شأنه أن يشجع الصين على اتخاذ إجراءات ضد جزيرة تايوان الديمقراطية، التى تعتبرها أراضى صينية، فى صراع من المرجح أن يجر الولايات المتحدة إلى حرب كبرى أكثر من غزو أوكرانيا.

اقرأ ايضا | تحالف عسكري غربي يعلن عن مناورات عسكرية مرتقبة في بحر البلطيق