فيلم “Marry me” .. رومانسية لا تناسب عيد الحب

فيلم “Marry me”
فيلم “Marry me”

إنچى ماجد

هي قصة رومانسية لا يمكن تصديق أي كلمة منها، لكن مع ذلك قد يكون فيلم “Marry me” - الذي يعرض حاليا بقاعات السينما وعلى منصة “Peacock” - خيارك الوحيد لمشاهدة فيلم رومانسي في موعد غرامي بالتزامن مع أجواء عيد الحب، وكذلك دون تجاهل الأداء الممتع لبطلة الفيلم النجمة جينيفر لوبيز، والتي ترغب في إقناعك بأن الحب هو الجواب الوحيد لتلك القصة التي لا يصدقها عقل.

تلعب لوبيز في الفيلم شخصية لا تختلف عن نفسها بالواقع، حيث تجسد دور “كات فالديز”، وهي نجمة كبيرة تمتلك 200 مليون متابع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إلى جانب فريق يلبي جميع احتياجاتها. 

كما أعادت لوبيز في الواقع قصة حبها الرومانسية مع النجم بن أفليك، حيث تخطط “كات” في الفيلم للزواج من المطرب “باستيان” الذي يلعب دوره المغني الكولومبي مالوما في أولى تجاربه بعالم التمثيل، وتسير الأمور بشكل صادم قبل أن يبدأ حفل الزفاف ببث مباشر عالمي على خشبة المسرح، وعندما تدرك “كات” أن “باستيان” يخونها مع مساعدتها الشخصية، وهي بفستان الزفاف وجاهزة لتبادل وعود الزواج أمام جمهورها العريض، حينها تخرج لتصارح جمهورها على خشبة المسرح بما فعله بها “باستيان”، لكنها كيف ستنقذ كبريائها الذى أضاع؟، لم تجد سوى اختيار معجب من الجمهور وتتزوج منه.. أخبرتكم أن القصة يصعب إبتلاعها.

يلعب دور المعجب النجم الكوميدي أوين ويلسون، وهو مدرس رياضيات مطلق يعيش مع أبنته الوحيدة التي كانت السبب في ذهابه إلى حفل زواج “كات”، وهو لا يعرف عنها شيئا من الأساس.

تطلب مننا الأفلام الرومانسية الكوميدية أن نصدق المستحيل، وأن نستوعب أن “ميجا ستار” مثل “كات” تقع في حب رجل مغمور لم يكن يعرفها من الأساس، لكن ما حدث أن “تشارلي” و”كات” وقعا في فخ الحب بعد أن أعجبت بحياته البسيطة الهادئة، حتى مدير أعمالها “كولين” يعتقد أن “تشارلي” رجل لائق عليها.

قد يكون “تشارلي” بارعا في تدريس الرياضيات، لكن المشكلة الظاهرة كوضوح الشمس أنه لا يوجد بينه وبين “كات” أي “كيمياء”، ليس هناك أي شرارة في قصة حبهما اللامنطقية، على الرغم من الجهد الملحوظ لمخرجة العمل ومؤلفته كات كويرو لتوليد أجواء مماثلة للثنائي الذهي ويتني هوستون وكيفين كوستنر في فيلم “The Bodyguard”، وهو الأمر الذي من المستحيل حدوثه لإختلاف مقاييس كل ثنائي عن الآخر.

تقول “كات” خلال الأحداث: “لم يتم ترشيحي لأي شيء”.. فهل تشير لوبيز بتلك العبارة إلى تجاهل “الأكاديمية الأمريكية” المانحة لـ”الأوسكار” لأدائها الدرامي القوي في فيلم Hustlers””، وعدم ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة عن ذلك الدور، وهذا المشهد تحديدا جعلني أشعر بأن جينيفر تشفق على نفسها لأن مسيرتها الفنية لم تحتوي أي ترشيح لجوائز “الأوسكار”.

يثير الفيلم الخط الفاصل بين الواقع والخيال، لكن لأي غرض؟، هل تستطيع “كات” العيش بدون كاميرات تتبعها في كل حركة تقوم بها؟، وهل يستطيع “تشارلي” النجاة في حياتها الصاخبة؟، هل يمكنهما إيجاد منطقة وسط بحيث يمكن لكليهما العيش بسعادة؟، دعوني أطرح سؤالا أفضل: “من يهتم من الأساس بهذا القصة الغير واقعية؟”. 

لوبيز وويلسون - اللذان عملا سويا لأول مرة في فيلم Anaconda”” عام 1997 - يعرف كل منهما طريقه نحو أفلام الزفاف الكوميدية، لوبيز قدمت سابقا”The Wedding Planner”، وهو قدم فيلم “Wedding Crashers”، لكن في “Marry Me” لا نجد من نجمة ونجم تجاوز كل منهما الخمسين من عمره سوى العديد من الكليشيهات الرومانسية التي لا تتناسب مع طلتهما الساحرة.

هل سيستمر فيلم “Marry Me” في البقاء كفيلم عيد الحب الذى يذهب لرؤيته المتحابين، نصيحتي لكم شاهدوا بدلا منه فيلم “أسوأ شخص في العالم” الذي رشح لجائزة “الأوسكار” مؤخرا، والذي سيكون لنا حديث معه الأسبوع المقبل، أما “Marry Me” فلا عزاء له سوى بالحالة الساحرة المترتبة على وجود الجميلة جينيفر.