عصـام عـطــية
يخلق من الشبه أربعين وأيضًا يخلق من الشبه فنان، المتابع لتطبيق تيك توك سيُشاهد بسهولة نُسخ طبق الأصل للعديد من أشباه النجوم، فهناك شبيه الفنان الراحل رشدى أباظة، وشبيهة الفنانة عبلة كامل، وشبيه الفنان أمير كرارة، وغيرهم تطول القائمة بأسمائهم.
الظاهرة ليست جديدة علينا، فمنذ زمن بعيد ونحن نجد أشباها لكل الشخصيات العامة سواء فى مجال التمثيل أو الرياضة أو الغناء وغيرها من المجالات، لكن الغريب أن الظاهرة مؤخرًا نالت مساحة أكبر من حجمها خصوصًا بعد ظهور هؤلاء الأشباه فى برامج وحوارات مع القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية.
ويبقى السؤال: هل هؤلاء الأشباه قادرون على إثبات موهبتهم بعيدًا عن فكرة ربط الشبه بينهم وبين النجوم؟
من جانبه، اعتبر المؤلف مجدى صابر، الأمر ظاهرة تسبب فى تواجدها السوشيال ميديا خصوصًا فى الفترة الأخيرة، فنحن طوال الوقت كانت لدينا حكايات لأشباه النجوم سواء مطربين أو ممثلين أو لاعبى كرة، وهى مسألة متواجدة فى العالم كله، لكن ما جعلها تنتشر فى الوقت الراهن هو تفاعل الناس على السوشيال ميديا، مع صور وفيديوهات هؤلاء الأشخاص ممن هم أشباه النجوم لتحصد بالنهاية ملايين المشاهدات والمتابعات.
أضاف، هذا الشبيه لا يمكن أن يحل محل النجم الأصلى فى عمل ما، وأنا أعتبر تلك الضجة التى ظهرت لأشباه الفنانين مسالة وقت وستنتهى، ولعلنا نتذكر أن هناك أفلاما كثيرة عمل فيها أشباه النجوم ولم تنجح حتى لو كان بها الشبيه يقوم بقصة حياة النجم الأصلى فالمسألة لا تقتصر على الشبه الخارجى فقط وإنما تعتمد على ثقافة وخبرة وموهبة هذا الشبيه.
ويقول السيناريست وليد يوسف: إن أشباه النجوم سيدخلون لا محالة فى إطار الاعتماد على كونهم أشباه نجوم فقط، لأن الأصل دائما يغلب الصورة، وهى مجرد موضة لوقت ما ثم تنتهى وتحترق سريعًا ولا تستمر، ولم يحدث أبدًا أن أحدًا من هؤلاء استمر فى هذا الطريق، وأصبح نجمًا، ومن هنا لابد أن يكون لكل واحد شخصيته التى تمثله لأن الناس دائمًا تعود للأصل لأنه الأفضل.
المنتج ريمون مقار، يرى أن أى شخص إذا كان موهوبا فعلًا لن يقول عن نفسه أنه شبيه نجم آخر، بل كان سيهرب من فكرة ربط التشابه بينه وبين هذا النجم، ويقدم أدوارا شبه نفسه وليس شبه أى أحد آخر، فاستغلال هذه الفكرة من منطلق الاستهلاك اليومى على السوشيال ميديا أشبه بفقاعة مؤقتة ليس أكثر، فإذا تذكرنا سنجد أن طوال الوقت كان لدينا شبيه الفنان عادل إمام وشبيهة سعاد حسنى وشبيه الراحل أحمد زكى، لكن أين هم الآن؟!
الناقد طارق الشناوى، يقول إن هذه الظاهرة موجودة منذ زمن، وشاهدنا كثيرين مثل شبيه الفنان عادل إمام فهو كان ممثلا ولا يزال على قيد الحياة وتوقف عن التمثيل وانتهى فنيًا، فهى ظاهرة لاستهلاك هؤلاء الأشخاص لأنفسهم كأشباه الزعماء أنور السادات وجمال عبدالناصر، والفنان عبد الحليم حافظ، لكن الجديد هو حالة الحفاوة الزائدة بهؤلاء الأشخاص وكأنها انمرةب تقدم فى برامج التوك شو، وستأخذ فترة من الوقت كما تعودنا وفى النهاية تموت وتنتهى.
أضاف، الشبه لن يكون وسيلة لكى يتواجد الشخص، لكن هناك االروحب فمثلا عماد حمدى أو فريد شوقى يمتلكان نفس الروح كأنهما توائم ولكنهما ليسا شبه بعضهن صورة طبق الأصل، حتى التوءم بالمعنى المباشر البيولوجى لا يعنى أنك تحمل جينات أو قدرات فنية ربما قدرات شكلية، ومثلًا شبيه رشدى أباظه هناك فرق شاسع لأننى التقيت بالفنان الراحل رشدى أباظة فى إحدى المرات وكان يملك حالة من الإبهار طاغية مثل الضوء، وهى حالة يفتقدها بالتأكيد هذا الشبيه، وهذا يؤكد ان فكرة الجاذبية شيء أعمق بكثير من الشبه فى الملامح الشكلية.
هند العبد، شبيهة الفنانة عبلة كامل، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية وتعمل فى مجال الأفلام القصيرة، وتشارك فى أربعة عروض مسرحية، تقول: إن التشابه فى الشكل بينى وبين الفنانة عبلة كامل أمر يسعدنى كثيرا، وأنا أحب كل أدوارها سواء فى المسلسلات أو الأفلام وأحبها كإنسانة أيضا، وهذا الشبه لا يزعجنى على الإطلاق بالعكس أنا سعيدة وفخورة بهذا.
أضافت، أحيانًا تتسبب لى بعض التعليقات السلبية التى تقلل منى فى فكرة الشبه بينى وبينى الفنانة عبلة كامل فى حالة حزن، وكنت أبكى فى البداية، لكن الآن أصبحت أتعامل مع المسألة بصدر رحب وتحدٍ وثقة ودفعة للأمام بأن أحاول إثبات نفسى وشخصيتى كفنانة مستقلة، أكثر من كون كل مميزاتى هو التشابه مع نجمة.
وقالت هند: اقبل الشبه دخلت فى مجال الأفلام القصيرة كممثلة، وكل من شاهد أعمالى كممثلة أكد أن لى مستقبلا، بشهادة عدد من الفنانين الكبار فى المجال، وكلهم أعطونى طاقة لأستمر فى المجال بموهبتى وليس بفكرة أننى شبيهة للفنانة عبلة كاملب.
تابعت: اأنا لا أقلد النجمة عبلة كامل كمنولوجست وإن كنت أقلدها ببعض المشاهد لها من باب المحبة والاعتزاز بها ليس أكثرب.
عبدالله عبد السلام، الشهير بـاعبدالله كرارة نسبة للشبه بينه وبين النجم أمير كرارة من محافظة الإسكندرية، قال إنه اكتشف مسالة التشابه بينه وبين النجم أمير كرارة فى الشكل منذ عرض مسلسل اكلابشب، أضاف: ابصراحة كان هذا الموضوع يشرفنى فهو فنان ناجح ولديه قبول ومحبوب للجميع وشهرته واسعة، لكن فى نفس الوقت موضوع الشهرة بسبب التشابه على قدر ما هو يسعدنى لكن له تبعات ليست جيدة كون الكثير من صناع الأعمال فى المجال الفنى يتوخون الحذر من إسناد عمل لىب، مضيفًا أنه لم يلتق بأمير كرارة وجهًا لوجه حتى الآن، وأنه وجه الدعوة له أكثر من مرة ليُقابله ويستفيد من خبراته الكبيرة لكنه لم يرد على طلبه سواء بالقبول أو الرفض.
أضاف: اأنا لا أسعى طوال الوقت لكى أكون صورة طبق الأصل من النجم أمير كرارة، لأنه ربما نتشابه فى الشكل الخارجى لكن لكل واحد منا شخصيته التى تتعلق به سواء فى الواقع أو التمثيل، ومن هنا اشتغلت على نفسى وحصلت على أكثر من ورشة تمثيل وأنتهز الفرصة لمناشدة المهتمين فى المجال ليعطونى فرصة بأى دور سواء كبيرا أو صغيرا فأنا أرفض فكرة المشخصاتى أو النسخة الثانية من النجم أمير كرارةب.
تابع: اأنا بارع لأقصى حد فى تقديم الأدوار الصعيدية لأن أصلى وجذوري من الصعيد وحب الفن يجرى فى دمى، وانا أحب المجال الفنى كهاوٍ وليس مجال احتراف بشكل أساسى، ورغم الانتقادات التى أتلقاها إلا أن البعض اتهمنى بالغرور والتكبر وهو أمر على غير حقيقتى، فأنا أحترم كل الناسب.