فى معرضها الجديد بعنوان «تحوُّر»l أسماء سامى.. الجمال من خلف الأقنعة

الفنانة أسماء سامى
الفنانة أسماء سامى

هاجر علاء عبدالوهاب

لكل منا قناع يتوارى خلفه، يحاول أن يظهر بشكل مختلف عمّا يكون عليه، وقد أهدتنا الفنانة أسماء سامى أحد أقنعتها، التى أطلت بها من خلال معرضها الفنى، لتشاركنا صورة من عالمها، وليس بالضرورة أن يكون كل قناع خلفه شىء سيئ.

تحت شعار اليس كل من يحمل قناعا يخفى شيئا، وما تخفيه النفس ليس بالضرورة شراب، أقيم معرض للفنانة أسماء سامى، بعنوان اتحوُّرب، وهو يشير إلى التحول من السيئ إلى الأفضل والأعلى مكانة، وهو ما تحاول الفنانة أن تحاكيه فى إحدى لوحاتها من خلال مراحل تحول الدودة فى الشرنقة إلى أن تخرج فراشة جميلة الألوان.

وفى لوحاتها تهدينا الفنانة أحد أقنعتها، لنشارك صورة من عالمها، الذى تلعب فيه الصدفة دورًا مهمًا لينير لها الطريق، ويصبح نقطة التحول التى تظهر فى لوحاتها لاعتيادها استخدام الألوان المائية (الأكواريل)، التى تعطى رقة ونعومة، لاقترابها من تكوين الإنسان، ومن الصعب نقل الصورة الوحشية والانفعال الداخلى، لذلك اختارت ألوان الإكريليك ومزجها مع ألوان الأكواريل والباستيل، لتنجح فى توصيل الانفعالات الداخلية الظاهرة فى اللوحات، التى غلب عليها اللون الأحمر وضربات الفرشاة القوية التى تنتقل من لوحة لأخرى.

ويتضح من اللوحات أن الفنانة تستوحيها من الطبيعة والواقع برؤية وحشية  لانتمائها لمزيج من مدرستى الانطباعية والوحشية.

وفى لوحة أخرى، تظهر أوزة فى مظهر القوة، تفرد جناحيها كأنها ملكة، قادرة على التهديد والدفاع عن نفسها من الشخص الذى يظهر فى ثوب جزَّار، ممسكًا السكين كأنه يريد أن يقول: باستطاعتى أن أذبحكِ، وفى موقف القوة فى أسفل الصوره توجد أوزة أخرى تراقب وتستعد لتؤذى الجزَّار، وكل منهما يظن أنه مصدر القوة، وقادر على إيذاء الآخر، والواقع عكس ذلك، ففى قمة المنحنى نعجز عن رؤية الطريق، فلا بُد من تغيير المنطق الراسخ فى أذهاننا، لأنه لا يوجد كائنٌ على وجه الأرض دائم المحبة أو الكراهية على طول الخط، أو قادر على الأذى فى كل الأوقات، فلكل قناع ملامحه ووقته المناسب لاستخدامه.

وتظهر فى لوحاتها قناعتها الداخلية بأن كل إنسان يلقاك أو يتفاعل معك فى الحياة اليومية يترك فى نفسك أثرًا، ويترك لك قناعه، وتترك له قناعك، وتؤثر وتتأثر به بشكل ما، ومدى تأثيرك فيه وتأثره بك يرجع إلى مدى المحبة والكراهية، فعلينا أن نترك أقنعتنا لمَنْ حولنا لنرى أنفسنا فى كل المحيطين بنا، فلكل منا قناع مختلف فى أعين الآخرين.