فى الحرب الجارية على الأراضى الأوكرانية الآن، هناك عدد من المواقف اصبحت واضحة ومحددة بصورة مؤكدة يصعب انكارها أو غض الطرف عنها،..، وهناك بجوارها عدد آخر من المواقف غائمة وغير مؤكدة بصورة واضحة، نتيجة ما يحيط بها ويلفها من غيامات وغموض كثيف تمنع الرؤية أو تحجبها إلى حين.
المؤكد فيما جرى ويجرى، هو أن القوات الروسية اجتاحت بالفعل الأراضى الأوكرانية، على عكس ما كانت تعلنه وتكرره روسيا من قبل، وطوال الأسابيع التى سبقت بدء انطلاق الغزو، من انها لا تنوى الاجتياح ولا تخطط للغزو.
والمؤكد كذلك أن ما جرى أثبت بشكل قاطع، وربما لأول مرة، صحة ما ذكرته المخابرات المركزية الأمريكية «السى آى إيه»، منذ عدة أسابيع، بأن روسيا قد اتخذت قرارها بالغزو ومن أجل ذلك حشدت القوات واستعدت بالفعل لما ستقوم به.
والمؤكد أيضاً.. أن كل التحذيرات الأمريكية والأوروبية، التى صدرت عن الولايات المتحدة والدول الغربية لروسيا طوال الأسابيع الماضية قبل الغزو، لم تفلح فى ردع موسكو، ولم تلق آذانا صاغية من بوتين ولم توقف الغزو والاجتياح.
وفى ذات السياق، بات مؤكداً تبخر جميع الوعود الأمريكية والغربية، بمساعدة ودعم أوكرانيا فى مواجهة الغزو والاجتياح، وسقوط وتبخر جميع الآمال التى كان يعلقها الرئيس الأوكرانى على الدعم الأوروبى والأمريكى،..، مما اضطره للصراخ عدة مرات بأن أحدا لا يساعده ولا يقف بجواره بصورة جدية ومؤثرة.
والمؤكد فى هذا الأمر أن الرئيس الأوكرانى لم يفهم بصورة صحيحة ولا جيدة، ما ذكره الرئيس الأمريكى عدة مرات وذكرته أيضاً الدول الأوروبية، بأنهم لن يتدخلوا عسكرياً بالجنود والجيوش لمنع الغزو أو مواجهة الاجتياح،..، ولكنهم فقط سيواجهون ذلك بالعقوبات الاقتصادية على روسيا.
هذه بعض المواقف المؤكدة حتى الآن،..، وهناك غيرها، وهناك أيضا ما هو غير مؤكد بخصوص الإجابة عن السؤال المطروح حول التطورات القادمة والخطوات الروسية الأخرى!
