تقرير| الحرب السيبرانية.. ما لا تفعله القذائف والطائرات تنجزه الحواسب

صورة موضوعية عن الحرب السيبرانية
صورة موضوعية عن الحرب السيبرانية

طلعات جوية وقصف مدفعي وصاروخي روسي، دكَّ العديد من المناطق الأوكرانية، سبقها شل حركة الاتصالات وتشويش الردارات لوقف قدرتها عن التعامل مع الهجوم الذي تنفذه القوات الروسية.

سُلبت كل سبل الدفاع من أوكرانيا، فلم تستطع الذود عن أرضها ومقدرات شعبها، فسارعت للارتماء في أحضان الغرب، طالبة الغوث منهم والدعم، فلم يعيروها اهتماما ولا انتباها خشية الدخول في معركة مع روسيا الكل فيها خاسر، وستلقي بتبعاتها على العالم بأثره.

وتحججت أمريكا ودول أوروبا الغربية، بأن كييف ليست عضوًا بحلف الناتو، ومن ثم فإنهم غير معنيين بالدفاع عنها، وكذلك هم في غنى عن الدخول في مواجهة مع الدب الروسي.

الأمر الذي حدا بخبراء عسكريين أمريكيين إلى التفكير في كيفية دعم أوكرانيا «سيبرانيًا»، في ظل الغزو الذي تتعرض له من قبل قوات بوتين، ما فتح مجالا للحديث، حول إمكانية تدخل خفي للغرب مع أوكرانيا لتخليصها من بين أنياب الدب الروسي.

اقرأ أيضًا| روسيا: جنودنا يبذلون قصارى جهدهم لمنع إصابة المدنيين بأوكرانيا

«بوابة أخبار اليوم»، تكشف في السطور التالية إمكانية تحقيق هذا التصور على أرض، وما تبعاته في حال حدوثه.

عجز الغرب

«بعد العيد مفيش كعك»، هكذا علق اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، على هذه الفكرة، مؤكدًا أن الحرب شبه انتهت، والدوب الروسي حقق أهدافه، بتحييد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية عن أوكرانيا، حينما وقفوا عاجزينن مديد العون لها.

وأضاف في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، أن القوات الروسية استخدمت الحرب السيبرانية قبل التقليدية، عندما عطلت أجهزة الدفاع الأوكرانية، وخرجت الردارات عن الخدمة، وشلت أنظمة الدفاع الأوكرانية عن التعامل في هذه الحرب.

ولفتت اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إلى أن الحرب الروسية لاقت ترحيبًا من بعض الأوكران خاصة في الجمهوريات التي اعترف بوتين باستقلالها عن كييف.

وأكد أن الحرب الروسية لا تسمى حربًا بالمعنى المتعارف عليه، حيث إنها لا تستهدف المدنين، ولا تسعى موسكو من ورائها لتدمير المنشآت والبنية التحتية في أوكرانيا، بدليل أن القوات الروسية أمنت محطة تشرنوبيل لعدم الإضرار بمواطني أوكرانيا، تسير وسط الأهالي في الشارع.

اقرأ أيضًا| حينما يفصل «الراء» بين الحاء والباء.. مأساة الحب في حرب أوكرانيا| صور

وأردف اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن روسيا حققت هدفها ونجحت في تعطيل المنشآت العسكرية التابعة للجيش الأوكراني.

فكرة غير واردة

ومن جانبه، قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن مجلس الأمن القومي الأمريكي اتخذ قرارًا بعدم الدخول في حرب أوكرانيا، وهذا يلغي تمامًا فكرة دعم أمريكا أو أي من الدول الأوروبية لأوكرانيا من أجل خوض حرب سيبرانية ضد روسيا وقطع الاتصالات عنها أو تعطيل المرافق الحيوية.

وأشار إلى أن روسيا قامت بحرب سيبرانية قبل الهجمة الصاروخية التي نفذتها، بمعنى أنها شلت أنظمة الردار والدفاع الأوكرانية، والتشويش على منظومة الصواريخ، وتحييدها عن القيام بمهامها وصد الهجمات الروسية.

 

 

 

شل حركة أوكرانيا

حول الجانب التكنولوجي وإمكانية تطبيق هذا على أرض الواقع، نفى الدكتور عمرو صبحي خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، حقيقة الفكرة الشائعة بتحكم الولايات المتحدة الأمريكية في شبكات الإنترنت العالمية، موضحًا أن هذا غير منطقي.

وأكد في تصريحه لبوابه أخبار اليوم، أن هناك ثغرات في بعض المؤسسات والهيئات الأوكرانية، أحسنت روسيا استغلالها، وشلت حركت أوكرانيا وسطت على بياناتها، فرجحت كفة موسكو في هذه الحرب.

ولفت الدكتور عمرو صبحي خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إلى أن روسيا وكوريا الشمالية والصين وإسرائيل عزلت نفسها عن شبكة الإنترنت التي تسيطر عليها أمريكا ولم تعد تحت إمرتها أو رحمتها، بل أن موسكو تملك برامج مضاد فيروسات يمكنه الهجوم على أمريكا ذاتها.

حرب غير عادلة

وأكد أن الحرب السيبرانية غير عادلة، بمعنى أنها تطال المدنين الذي لا يحملوا سلاحا، أو حتى لم يذهبوا لميادين القتال، حيث إن تلك الحرب الحديثة القائمة على التكنولوجيا يمكنها السيطرة على الخدمات الصحية وخروج الأجهزة الطبية عن الخدمة، وتوقف الحسابات البنكية وتحدث فيها تداخل.