تحياتي

«ميتافيرس» والحياة الافتراضية «١-٥»

د. حسن عماد مكاوي
د. حسن عماد مكاوي

إن الخيال هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع، فكل ما حققته البشرية من إنجازات واختراعات كانت خيالا ثم صارت حقائق ملموسة بفضل العلماء والمبتكرين والخيال الذى لا ينضب. إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعى لا يستطيع العيش بمفرده، كما أن الخبرة البشرية هى حصيلة التواصل بين الناس، وقديما كانت وسائل وأساليب التعبير عن الذات والتواصل الإنسانى قد ظهرت عبر القصص القديمة المرسومة على جدران الكهوف، ثم تطورت قدرة الإنسان على الكلام فظهرت الرواية الشفاهية، ثم زاد الأمر بظهور الطباعة وتطورها، حيث تحول الكلام العابر غير المرتب إلى سرديات منظمة مكتوبة ثم مطبوعة، ومع ذلك ظلت الرواية الشفاهية للقصص والأحداث والمواقف والمشاعر وسيلة مهمة وأساسية جنبا إلى جنب مع روايتها بالوسائل التكنولوجية الحديثة مطبوعة ومسموعة ومرئية.

لقد تطور الاتصال من الطباعة إلى الإذاعة والتليفزيون وأدوات التصوير المختلفة ومسجلات الصوت والفيديو وغيرها مما نطلق عليه الآن «الإعلام التقليدي» إلى أن جاء التطور الهائل بدمج هذه الوسائل بعد ظهور الإنترنت وتطور الوسائط المتعددة التى جمعت النص والصوت والصورة فى منصة واحدة، وأصبح التطور أكثر قوة بظهور تقنيات التفاعلية التى باتت تحقق للناس مجالا اتصاليا متعدد الاتجاهات، إلى حدوث النقلة الرقمية الذكية الجارية فى وقتنا الراهن والتى تجمع بين كل ما تقدم فى منصات مفتوحة، بل تضيف إليها نوعا اتصاليا جديدا من خلال تطبيقات الواقع الافتراضى والواقع المعزز.
وللحديث بقية