تسيطر الأزمة الروسية الأوكرانية على كافة الأوساط العالمية، وتترقب القوى الدولية طبول الحرب التى تدق على الحدود، فى تحدى عنيف من الدب الروسي لتدخل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة وألمانيا ، وبدأت الاجراءات ضد التصعيد الروسي بعقوبات غربية ، بإيقاف عمليات تشغيل خط الغاز الروسي نورد ستريم ٢ ، المنتظر منه امداد المانيا ومن خلفها الدول الاوربية بالغاز الروسي ، بالتوازى مع خط الغاز الاول الذى يمر بالاراضي الاوكرانية، الامر الذى كان له تاثير كبير على اسعار الطاقة فى العالم والتى وصلت لارقام قياسية ، سواء لاسعار البترول او الغاز الطبيعى، الامر الذى وضع الدول المستهلكة للطاقة تحت مقصلة المناوشات الروسية على الحدود الروسية..
وحول تاثير النزاع الروسي الاوكرانى على اسعار الطاقة يقول المهندس مدحت يوسف الخبير فى شؤون البترول والغاز بالتأكيد الموضوع معقد للغاية من كافة النواحي، لاسباب كثيرة منها:
أولا أوربا لا تسطيع الاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي علي مستوي الوضع الحالي أو في المستقبل القريب فلا بدائل متاحة..
وثانيا واردات الغاز الطبيعي المسال خارج نطاق روسيا محدودة للغاية، فمثلا واردات الغاز المسال الأمريكي محدودة لارتباطها بقدرات محطات الاسالة بها علاوة علي بعد المسافة عن أوربا.
وكذلك واردات الغاز المسال القطري محدودة هي الاخري فهي تعمل بكامل طاقتها حاليا ولكن اتجاهها الرئيسي للصين واليابان وكوريا والقليل لأوربا.
ويضيف يوسف عن الموقف المصرى وهل هو أحد البدائل للغاز الروسي لأوروبا مؤكدا ان واردات الغاز المسال المصري محدودة بقدرات محطتي الاسالة بدمياط وادكو وحاليا تعمل بكامل طاقتها وستقل عند حلول الصيف نتيجة زيادة استهلاك الكهرباء.
مع ثبات او انخفاضها قليلا لواردات الغاز الجزائري والنرويجي لأوربا عبر خطوط الانابيب، كما ثبت مؤخرا بما لا يدع مجال للشك عدم قدرة الطاقة الجديدة والمتجددة لإحلالها محل الغاز الطبيعي الروسي لأوربا وفي ظل تحديات جديدة منها الاهتمام بتأثيرات المناخ والتوجة للغاز الطبيعي بديلا للفحم في العديد من محطات الفحم العاملة بأوربا حاليا والا فإن تأجيل النظر في تحديات كوب ٢٧ ستصبح في خبر كان.
ما زلت عند راي الخاص بضرورة اتخاذ خطوة لتشغيل خط الغاز نوردستريم٢ قريبا كنوع من المصالحة الودية.
ويجب ألا ننسي أن روسيا حققت في الفترة الأخيرة مكاسب مالية ضخمة نتيجة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لأوربا بما يفوق ٣٠٠٪ ليبلغ حاليا ما يفوق ٢٧ دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية وبمعني أنها استردت ما يفوق ما أنفقته في إنشاء نوردستريم٢ ومحققه مكاسب ضخمة.
وأكد المهندس مدحت يوسف الخبير البترولى ان النتيجة القاطعة أن أمريكا وأوروبا بما يملكون من تكنولوجيا بدائل الطاقة الاحفورية لم يصلوا لحلول واقعية للاستغناء عن الطاقة الاحفورية أو بمعني أدق الاعتماد علي مصادر اخري خلاف الروسية لتوفير مصادرها من الطاقة اللازمة لاحتياجاتها، لذلك توج الغاز الطبيعي مؤخرا ملكا علي عرش الطاقة في العالم .
اقرأ أيضا|الدب الروسي يشهر «سلاح الغاز» فى وجه الغرب.. وألمانيا توقف خط غاز «نورد ستريم 2»
