«منتدى الإسلام الفرنسي» .. هل يتوقف التمويل الخارجي للمساجد والأئمة؟

صوره موضوعيه
صوره موضوعيه

غالب بن شيخ ؛": المجلس الفرنسي لم يعد مجد في بقائه
حسن شلغومي : المجلس السابق به اخوان ويخدم طاوق رمضان
طارق أوبرو : فرنسا تقطع الطريق على التدخلات الخارجية … ولدينا فقه عصري

أعلنت الجمهورية الفرنسية عن إجراء اجتماع يوم السبت الخامس من فبراير الجاري لعدد من المؤسسات والجمعيات العاملة في حقل الاهتمام بالاسلام والمسلمين على التراب الفرنسي ، كذا بعض الأئمة ، لوضع نهاية للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية CFSM الذي وجهت له اتهامات على خلفية عمله وأهدافه والانتماءات التي تتعلق بالأشخاص المنضمين له ، فضلاً عن توجهات وزارة الداخلية الفرنسية لضبط ايقاع للخطاب الديني ، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية في توجيه وتدريب الأئمة ودعمهم المادي والفكري القادم من خارج الحدود .
حاولت " بوابة أخبار اليوم " معرفة الغرض من الاعلان عن المنتدى في هذا التوقيت الذي يتواكب مع قرب الانتخابات الرئاسية ، وماإلى كلن هذا الطارق يطل دائماً على كل حملة انتخابية للرئاسة في فرنسا بالنظر لما حدث في الرئاسات السابقة ، ودور المنتدى - إذا خرج للنور - وبدأ عمله ، والطموحات المعلقة عليه ، والدور الذي سيلعبه بديلاً عن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، وأسئلة آخرى كثيرة طرحناها عبر متخصصن لمعرفة الحقيقة .

" غير مجد "
الدكتور غالب بن شيخ رئيس مؤسسة الاسلام الفرنسي islam de France يذهب إلى رأي البعض بأن الاعلان عن المنتدى جاء مواز للحملة الانتخابية قبيل الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستنطلق يومرالعاشر من ابريل المقبل ، وثمة رأس آخر يرى في خروجه الان من ناحية التوقيت ، أن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية بجموده ومشاكله الداخلية غير مجد أن يبقى ، وبالتالي جاء منتدى الاسلام الفرنسي .
ويشير " بن شيخ " إلى أن نوعين من الجمعيات تأسست في فرنسا ، الأولى وفقاً لقانون عام ١٩٠١ وهذا يعطي لها صلاحيات كبرى وحريات أيضاً في التمويل والتجمع ، والنوع الثاني من الجمعيات يخضع لقانون عام ١٩٠٥ ، ويدير الهيئات الدينية ، والتي عليها ان تشهر تمويلها ، ووفقاً اه جاء المنتدى بقرار من وزارة الداخلية لأن كل مساجد فرنسا تتبع القانون الأخير ، يجب أن يكون وفقاً له التمويل بكل شفافية ، وما يتماشى معها بصفة أخلاقية مؤتمنة ، لأن التمويل أحياناً يأتي بطريقة غير شرعية .

اقرأ أيضا| أوكرانيا تتسلم ثلاث مروحيات فرنسية بموجب اتفاقية بين حكومة البلدين

" أربعة محاور "
وعن المنتدى ومكوناته ، يؤكد الدكتور " غالب بن شيخ " أنه يتكون من أربعة محاور ، الأول خاص بسلك الأئمة ورجال الدين يرعى حقوقهم وواجباتهم ، من رواتب وضمانات صحية كأي موظف ، زيادة على تكوينه الديني والعلمي واللاهوتي وهو المحور الثاني الذي يهتم فيما يخص بتكوين الأئمة علمياً في كل الديانات والتيارات الفكرية في أوروبا وفرنسا والعلمانية أيضاً يجب أن يكونوا متبخترين فيها لأن النحور الديني وحده لا يكفي .
أما المحور الثالث بالمنتدى فهو يهتم - بحسب " بن شيخ - بكل الأعمال المضادة للاسلام والمسلمين في فرنسا ، بحيث سيتشكل منه هيئة أو وكالة ترصد هذه الأعمال ومناهضتها ، بينما المحور الرابع والأخير يهتم بتطبيق الشعائر الدينية أو النسك ، من حج وعمرة والصدقات والمؤسسات الثقافية .
وحول ما اذا كان منتدى الاسلام الفرنسي سيزيل التخوفات والريبة بين الاسلام والمسلمين من ناحية والجمهورية الفرنسية من ناحية آخرى ، أو بينهم وبين المجتمع الفرنسي ، ويحقق الاندماج ، ذهب المفكر الدكتور " غالب بن شيخ " إلى أنه يفترض لهذا المنتدى أن يقوم بهذا العمل ، لكن حتى الآن لم ينبثق عنه هيئة احب محل المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، فهو حتى هذه اللحظة منتدى للحوار والدراسات ربما في الشهور القادمة سواء عبر انتخابات من طرف المسلمين تأتي هيئة تعوض مكان المجلي الفرنسي بيقدم خطاب حول الاسلام والمسلمين عقلاني تطمئن له الأنفس من المسلمين وغيرهم يتجاوز حالة القلق الحاصلة على التراب الفرنسي .

" الانتخابات الرئاسية "
أمام الشيخ " حسن شلغومي "- رئيس منتدى أئمة فرنسا - فيقول :" هي مرحلة ضرورية ربما تنعقد قبل شهرين من إجراء الانتخابات الرئاسية ، بينما كان من الأولى أن تنعقد قبل عامين، و وتنعقد أيضاً مع نهاية كل فترة رئاسية سواء مع " ساركوزي" أو " هولاند " ، حيث أنهم يتحققون بأنه لا جدوي لهذا المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية CFCM ، الذي لا يمثل اكثر من ٢٠-٣٪؜ من الإسلام في فرنسا ، ويمثل التدخل التركي القطري الواضح في الاسلام داخل فرنسا ، تعمل معه قطر ويدعمه الاتراك ، وقطر تدعم منظمة مسلمي فرنسا ، كذا الجزائر والمغرب ، وعليه يعمل هذا المجلس بين الإسلام السياسي والتجاذبات السياسية القادمة من الخارج .

" طارق رمضان والاسلام السياسي "
وبحسب- " شلغومي " فإن المجلس وجد من أجل أجندات أجنبية ليعطي الفسحة للاخوان والإسلام السياسي ، وطارق رمضان وشقيقه هاني أحفاد الينا الذين يقودون هذا التيار في فرنسا ، وكانت النتيجة لسيطرة هؤلاء ووجود هذا المجلس ٥ الاف فيش إس و٣٠٠ قتيل على الاراضي الفرنسية ، وصعود اليمين المتطرف نتيجة التخوف من الاسلام .

وحول ماذا كان منتدى الإسلام الفرنسي سيحقق المرجو منه أم لا ؟ ذهب الشيخ " حسن شلغومي " إلى أن المنتدى عقد اجتماعه السبت ، وهو عبارة عن دائرة حوار ، طالبنا بمجالس للقوميات ، ومعناه أن كل والي ومعني هو ممثل بوزير الداخلية ، وهو المسئول عن مكتب الديانات الإسلام والمسيحية واليهودية ، والاخوان ومن يعاونهم في فرنسا ايديهم ملطخة بالدماء لا يمكن أن يكون لهم مكان على مائدة الحوار ، وفي هذه المرحلة الاولى للحوار يجب أن نكون حذرين ولا نشرك أشخاص ايديهم ملطخة بالاسلام السياسي ولديهم الاجندة الخارجية التي تعلو على مصلحة الوطن والمواطن .
يقول " شلغومي " إن منتدى الإسلام الفرنسي يدعوا للعدالة وقيمة المراة والتعليم والانفتاح ورعاية الطفل ، والرئيس " ماكرون " برهن حقيقة أنه كان شجاعاً وصريحاً وواضحاً في مواجهة الاسلام السياسي والتطرف قبل عامين .

" الاندماج والانفصالية "
يقول " شلغومي " أما عن الاندماج قانون الانفصالية ، فنحن ندعمه واي انحراف لهذا المجلس واجبنا ان نندد بذلك وننصح وزارة الداخلية لتجنب هولاء الاشخاص
كنا في الاستشارة مع الرئاسة ومكتب الوزير وولاة الأمن ، هذا مشروعنا هو تحرير وتخريج الائمة وخطاب الائمة وجعلها تحت اطار وطني انساني يتقيد بقيم الجمهورية الانسانية والمواطنة ، شاركنا بالائمة واستمعنا لخطاب وزير الداخلية ونعطي ملاحظات ليكون محلي الجهوريات للأئمة وقريبا يكون مجلس للائمة .

" اختراق الإخوان "
وعن وجود الاخوان في المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، يقول " شلغومي " لاحظنا بوجود أفراد من الاخوان حتى الان اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية uoif التابع للتنظيم الدولي الاخوان ، وافراد قريبة منهم ، ولا اشك في صدق وزير الداخلية .

يرى " شلغومي " أن من مصلحة المسلمين جميعا ان يلتفوا حول هذا المشروع واي انسان يريد تشويه صورتهم يحاربوه ، مشيرا الى أن هناك عنصرية وقوانين تحرم العنصرية ولكن واجبنا كائمة ومواطنين محاربة هذا الفكر ، ونقول لا اله الا الله ، لابد ان ننفي خبث الاسلام السياسي والتكفير وجماعات التطرف ، تعاطفنا مع ريان والذين يشوهون الاسلام علينا مواجهتهم .

" التدخلات الخارجية "
ويرى " طارق أوبرو "- إمام مسجد بوردو الكبير "- أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية CFSMلم يؤدي المهمة المنوطةبه والذي تأسس لأجله ، وبالتالي فان السبب الاول والرئيسي لتدشين منتدى الاسلام الفرنسي هو ان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية يتكون من عدد اليات لها انتماءات سياسية وايديولوجية مرتبطة بالبلدان الاصلية مثل المغرب والجزائر وتركيا ما جعل هذا المجلس محل تدخلات .

" الأسباب "
ويشير " أوبرو " إلى سبب الاعلان عن المنتدى الحديد بقوله :" ارادت الحكومة أن تستبدل المجلس بالمنتدى مكون من لاعلاقة لهم بالخارج من الناحية المادية والايدلوجية السياسية ، فضلاً عن أنها أرادت أن يعمل المنتدى الجديد على التفكير في عدة قضايا ، منها التكوين الشرعي للأئمة ، وعدم استيراد أئمة من الخارج ليكون الخطاب مناسباً للوضع الفرنسي ، فهناك عدة لجان في المنتدى منها لجنة السجون والجيش والمؤسسات الحكومية ، ولجنة تبحث في تطبيق احترام قانون مبادىء الجمهورية الفرنسية ، لجنة للدفاع عن حقوق المسلمين ضد اعمال العنف التي تقع على المساجد ، وعلى هذا الخط يستمر الحوار. في المناطق ، وهذه انطلاقة جديدة لموسسة جديدة .
أشار " أوبرو " إلى أن الجمهورية الفرنسية لا تتدخل في المحتوى الديني ، لكن تواكب المسلمين في أن ينظموا شئونهم بحكم العلمانية ولا تتدخل في الائمة ، لكن أراء الأزهر والزيتونة والقرويين معروفة في المسائل الفقيهة ، ونحن ننطلق من خصوصية العرب الفرنسي لننتج فقها يناسب مجتمعنا وينسجم مع السياق الغربي ، فنحن نعيش في بلد علماني .

" تكوين الأئمة "
وعن تكوين الأئمة وتدريبهم والفقه الذي يستمد المنتدى منه منابعه ، يقول " أوبرو " : أنا ضد أن تأخذ من الفقه الشافعي أو الحنبلي أو المالكي ، أو الحنفي ، فالمذهب ليس دينا ، لدينا فقه جديد نعمل عليه وأنا اشتغل على مذهب جديد ، لكن لن ننطلق من الصفر ، بحيث يتناسب مذهبنا الفقهي للشريعة مع العلمانية ، يتساءل " أوبرو " لماذا نلزم أنفسنا بمذهب معين ؟ نحن نقدم فقها في سياق الحضارة الغربية والقانون الفرنسي والقرآن هو المصدر الأول بتفاسيره .
يشير أوبرو إلى أن هذا المتدى لا يمثل المسلمين في فرنسا لأن لهم ممثلون في البلديات والبرلمان ، لكنه يعني بإدارة النسك الاسلامي لمن أراد أن يلتزم بها من المسلمين ، ونقدم الاسلام هنا على أنه ثقافة وليس حضارة ، لأنه من الخطأ أن نقدمه كحضارة داخل الحضارة الغربية لأن الاسلام لم يأت لبناء نظام سياسي وانما جاء بعقائد وأخلاق ونحتاج لاهوت غير نقد الغير لكي نعيش مع الآخر ، ونحتاج لتجديد الخطاب الديني ، لنعرف ما مكانة غير المسلم في المنظومة العقائدية الاسلامية .
وحول أعضاء المنتدى ، يقول " أوبرو " إنهم معروفون باستقلالهم الايدلوجي ، مؤكداً أن النساء يعملن في السجون كمرشدات وواعظات ، والنبي صلى الاله عليه وسلم عين " أم ورقة " لتؤم الرجال لأنها كانت أحفظ للقرآن ، ومن هنا لا مانع أن تكون عالمة .
يقول " أوبرو " هذا المنتدى ليس هدفه التفريط في الاسلام ولا عقائده ، لكن أي قراءة دينية لا تخدم الدستور ولا القانون الفرنسي تقع تحت طائلة القانون الذي يحكم المسلمين والمسيحيين واليهود على التراب الفرنسي .