العبقري المصري لـ بوابة أخبار اليوم: مقارنتي بـ محمد صلاح مفاجأة

الطيار وليد مراد الملقب بالعبقري المصري
الطيار وليد مراد الملقب بالعبقري المصري


انتصرت على الطبيعة الغاضبة .. وأبلغت الجميع بقراري بالهبوط 

لم أجد صعوبة في الهبوط  .. وهدفي السلامة الجوية  

الركاب كانوا على علم بالعاصفة وصفقوا بحفاوة فور الوصول
 
الركاب لم يشعروا بالخطر .. نحن مدربون ونعمل في الحدود المسموحة باحترافية

لو شعرت بتأثر السلامة الجوية لما اتخذت القرار  

الفضل لشركتنا الوطنية وكل زملائي يتمتعون بكفاءة عالية


 

الطيار وليد مراد الملقب "بالعبقري المصري " بعد الإنجاز الذي حققه بالهبوط بطائرة مصر للطيران رحلة  رقم MS777 من طراز البوينج B787-9Dreamliner  
 في مطار هيثرو بلندن قاهرا العاصفة الشديدة " يونيس" التي أجبرت معظم الطائرات من كل دول العالم لتغيير مسارها 
واستطاع لفت أنظار العالم وهم يتابعون ويرصدون هبوط الطائرة بسلام واتزان لم يره الجميع من قبل ليتحدث الجميع عن أبناء مصر المتميزين فى كافة المجالات.

وليد مراد كان رئيساً لرابطة الخطوط الجوية المصرية ورئيس إدارة مصر للطيران للشحن الجوي كما تقلد من قبل رئاسة نادي آيروسبورت التابع لوزارة الطيران ورئيس نادي الطيران ومؤسس نادي الطيران بالتجمع الخامس ومدرب بسلطة الطيران المدني فكان لـ " بوابة أخبار اليوم " معه هذا الحوار للوقوف على أسرار عاصفة " يونيس " وما حدث بمطار هيثرو ..


هل كنت تعلم أن الأحوال الجوية كانت مضطربة وهناك صعوبة شديدة فى الهبوط بسبب العاصفة " يونيس " ؟

كنت على علم كامل بسوء الأحوال الجوية فى مطار الوصول قبل إقلاع الرحلة من مطار القاهرة وقمت بالدراسة والاطلاع على المعلومات الجوية وهى خريطة دائمه للطيار عند استعداده للإقلاع بالرحلة، وأعلم المطار البديل لو حدث صعوبة في الهبوط  لأتجه إليه في حال الفشل من المرة الأولى، كنت سأخطط للهبوط في مطار فرانكفورت بألمانيا وكان قراري عندما أقلعت بالطائرة إلى لندن هو عدم الاستسلام .

وماذا كان قرارك فور وصولك لمطار هيثرو ؟


أنا لم أجد صعوبة فعلية نهائياً  في الهبوط  بمطار هيثرو، ومن المستحيل أن أعرض السلامة الجوية للخطر لذلك قررت الهبوط بالمطار لعلمي الكامل أنني أستطيع ذلك وهدفي الأول والأخير في تلك اللحظة هي السلامة الجوية ولو شعرت أنها ستتأثر أو تقل عن معدلها لما اتخذت قرار الهبوط .

لكنك بالفعل  كنت تعلم أن المطار يواجه عاصفة شديدة هل هذا يؤثر على قرارك خاصة أنك ذكرت ضرورة السلامة الجوية ؟

نحن نعمل في الحدود المسموحة باحترافية وهذا ما تدربنا عليه داخل شركة مصر للطيران ولو مطار لندن كان يستحيل الهبوط على أرضه كانت السلطات المختصة هناك اتخذت قرارا بغلقه واستبداله بمطار آخر، ولكن هذا لم يحدث والطائرات بالفعل حاولت الهبوط ومنها من نجح بعد محاولات ومنها من غير المسار ولكن في النهاية المطار لم يتم إغلاقه ومسموح للطائرات من مختلف دول العالم بالهبوط على أرضه رغم وجود العاصفة ولكن إمكانيات الطيارين هى الفيصل الوحيد في تلك القرارات.

هل شعرت بخطورة الوضع أثناء الهبوط ؟

الأمر لا يتعلق بالمشاعر ولم أشعر بأي قلق لأنه إذا انتابني القلق كنت سأذهب للمطار البديل فوراً لأنني مسئول عن سلامة وأرواح الركاب وأحمل علم بلدي مصر  وهنا تكمن خبرة الطيار والتدريب المستمر وهو ما تتميز به شركتنا الوطنية، وأنا أكثر من يراعي السلامة الجوية لأنني عملت كمدرب ومفتش في سلطة الطيران المدني لمدة 10 سنوات .

هل ركاب الطائرة كانوا يعلمون بصعوبة الأمر وقرار هبوط الطائرة بأرض المطار رغم ذلك ؟

بالتأكيد كانوا على علم مسبق بأن المطار يتعرض لعاصفة شديدة لأن هواتفهم المحمولة بها خدمة الإنترنت وأجهزة الطائرة تسمح بذلك وجميع الركاب تم إبلاغهم بواسطة ذويهم بصعوبة الأمر، بالإضافة إلى أنني بالفعل أبلغتهم قبل الهبوط بالآتي : " نظراً لسوء الأحوال الجوية هناك محاولة للهبوط لمرة واحدة  فقط وإذا فشلت سيتم الاتجاه إلى المطار البديل" .

وما شعور الركاب بعد هبوط الطائرة ؟


سمعت أصوات التصفيق بحرارة شديدة وهم في قمة السعادة لعدم إحساسهم داخل الطائرة بأي خطر أثناء الهبوط وحدوث العاصفة وأبلغوني بذلك فعلاً ووجدت منهم حفاوة واستقبال رائع وتهنئة على مهارة الطيار المصري عالمياً، وتلك الإشادة لن أنساها فهي رفعت اسم مصر للطيران في العالم بأكمله، ليعلم الجميع أن طيارين الشركة الوطنية يتمتعون بكفاءة عالية ومدربين بشكل احترافي  ويتميزون بالحكمة في أخذ أي قرار ويلتزمون بالسلامة الجوية .

هل كنت تعلم أن هناك من يؤرخ ويصور تلك الحدث على أرض المطار ؟

لم أعلم نهائياً أن هناك من يقوم بتصوير هبوط الطائرات على أرض المطار ولكن علمت بالمصادفة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التي تناولت الحدث بالصوت والصورة، وسط تعليقات حارة جدا وإشادة من مختلف دول العالم وشعرت وقتها بسعادة هائلة وكان الجميع يردد  "نجحت طائرة مصر للطيران في الهبوط بثبات واحترافيه واتزان " جعلني في قمة السعادة وتلك الكلمات ترن في أذني حتى الآن .

هل تجد نفسك مميزا وتتمتع بإمكانيات منفردة أو موهبة لا يمتلكها الآخرون ؟

نهائياً لم أشعر بذلك لأن زملائي الطيارين بشركتي الوطنية يعملون بنفس الأداء والكفاءة ولو تعرضوا لهذا الموقف لاتخذوا نفس القرار وأبهروا العالم وتلك الشهادة أعلنها وأنا على ثقة من ذلك لأننا جميعا على نفس الكفاءة و نتمتع بمهارات عالية و مدربين على ذلك .

ما شكل التدريب المستمر الذي يجعل الطيار المصري يتخذ قرارا هاما في مثل تلك الأوقات ؟

عمل الطيار الحقيقي ووظيفته الأساسية هي الهبوط بالطائرة بسلام والتأكد من تطبيق السلامة الجوية باحترافية والرحلة العادية ليست هى وظيفتنا ولكن الطوارئ والظروف المفاجئة وتحقيق السلامة الجوية خلالها هو ما تدربنا عليه وهى وظيفتنا الحقيقية وليست الرحلات المعتادة التي يقوم بها الجميع  . 

من قام بابلاغك بأن العالم كله يتحدث عنك ؟


أول من أبلغني هو ابني الطيار سيف مراد الذي كان يتابع الرحلة منذ بدايتها وزميلي على الرحلة الطيار المساعد محمد الشكشكي أول من أرسل لي التعليقات والفيديوهات والمواقع العالمية التي أشادت بالرحلة بعد هبوطها والتي تشيد بثبات واحترافية وكيف أصبحت حديث العالم .

ماذا عن تهنئة وزير الطيران الطيار محمد منار ؟

سعدت جدا بتهنئة وزير الطيران الطيار محمد منار عنبه ورؤساء الشركات وزملائي العاملين بالشركة الوطنية مصر للطيران وأسرة العاملين فالجميع في سعادة لرفع اسم مصر للطيران عالمياً فنحن جميعا أسرة واحدة وأجمل ما فيها روح الحب والانتماء لشركتنا الوطنية.

ما شعورك فور علمك بأن الصحف البريطانية وصفتك بالعبقري المصري وهي صحف لا تجامل أحد ؟


أشكر العالم كله على التعليقات والحفاوة التي وجدتها ولم تكن في حساباتي فأنا أؤدي عملي على أكمل وجه بعيداً عن الأضواء والفضل يعود لشركتي الوطنية التي تحرص على لتدريبنا المستمر كل ستة أشهر وما تعلمته في القوات الجوية المصرية حيث تم تدريبنا على الطيران بشكل سليم وكيفية اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب .

هناك تعليق على بعض المواقع  الإنجليزية يشبهك بالبطل المصري محمد صلاح، كيف استقبلت ذلك التعليق ؟

 أنا فوجئت بالفعل بهذا التعليق الناري وقمت بالرد عليه مؤكدا أننا جميعا أبطال نمثل مصرنا الحبيبة ولكن كل في مجاله فلاعب الكرة محمد صلاح بطل عالمي في مجال الرياضة والدكتور مجدي يعقوب في مجال الطب والعالم أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في مجال الكيمياء وهم اعتبروني بطل في الطيران من وجهة نظرهم وكلنا نشرف وطننا الحبيب ونرفع علم مصر واسمها في جميع أنحاء العالم وهذا ما جعلني أشعر بالسعادة فمصر تلد الأبطال في كل المجالات.

نصيحة توجهها لشباب الطيارين ؟

أهم شئ حب العمل والإخلاص فيه والانتماء الوطني لمصرنا الحبيبة وشركتنا مصر للطيران وهذا هو أساس التميز والتدريب المستمر لشبابها طيارة المستقبل لرفع اسم شركتنا .