آخر مواطن سوفيتى!

خالد حمزة
خالد حمزة

مع‭ ‬ذكريات‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬والأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬يتداول‭ ‬الروس‭ ‬الآن‭ ‬قصة‭ ‬عمرها‭ ‬30‭ ‬عاما،‭ ‬فمع‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬دولة‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬قيل‭ ‬لـرائد‭ ‬الفضاء‭ ‬سيرجى‭ ‬كريكاليف،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬لأن‭ ‬البلد‭ ‬الذى‭ ‬وعده‭ ‬بإعادته‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬موجودًا،‭ ‬فبقى‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬350‭ ‬ميلا‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬311‭ ‬يومًا،‭ ‬وهى‭ ‬ضعف‭ ‬مدة‭ ‬رحلته،‭ ‬قالوا‭ ‬له‭: ‬اصبر‭ ‬حتى‭ ‬ندبر‭ ‬المال‭ ‬لعودتك‭ ‬للأرض،‭ ‬باعت‭ ‬روسيا‭ ‬مقاعدها‭ ‬فى‭ ‬صاروخ‭ ‬سويوز‭ ‬المتجه‭ ‬لمحطة‭ ‬الفضاء‭ ‬مير،‭ ‬واشترت‭ ‬النمسا‭ ‬مقعدًا‭ ‬مقابل‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬دولار،‭ ‬بينما‭ ‬اشترت‭ ‬اليابان‭ ‬مقعدًا‭ ‬مقابل‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لإرسال‭ ‬مراسل‭ ‬تلفزيونى‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬وفى‭ ‬انتظار‭ ‬العودة‭ ‬دار‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬5000‭ ‬مرة،‭ ‬عاد‭ ‬كريكاليف‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬فى‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬1992،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دفعت‭ ‬ألمانيا‭ ‬24‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لشراء‭ ‬تذكرة‭ ‬لاستبداله‭ ‬برائد‭ ‬فضاء‭ ‬ألمانى،‭ ‬وعند‭ ‬هبوطه‭ ‬سالما،‭ ‬ظهر‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها،‭ ‬فقد‭ ‬قضى‭ ‬مغامرته‭ ‬يقتات‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬المتبقى،‭ ‬مقاوما‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬والتعرض‭ ‬للإشعاع‭ ‬وضمور‭ ‬العضلات،‭ ‬كانت‭ ‬ضواحى‭ ‬أركاليخ‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬هبط‭ ‬فيها،‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬صفتها‭ ‬السوفيتية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬كازاخستان‭ ‬المستقلة،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬المدينة‭ ‬التى‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬تسمى‭ ‬لينينجراد،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬سان‭ ‬بطرسبرج،‭ ‬وتقلصت‭ ‬مساحة‭ ‬بلده‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭.  ‬

أصبح‭ ‬كريكاليف‭ ‬بطلًا‭ ‬قوميا،‭ ‬وبعد‭ ‬عامين‭ ‬انطلق‭ ‬فى‭ ‬مهمة‭ ‬فضاء‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬روسى،‭  ‬يسافر‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬مكوك‭ ‬تابع‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا‭ ‬الأمريكية‭ ‬للفضاء‭!  ‬ولكن‭ ‬راتبه‭ ‬الشهرى‭ ‬البالغ‭ ‬600‭ ‬روبل‭ ‬انخفضت‭ ‬قيمته،‭ ‬ليساوى‭ ‬نصف‭ ‬مرتب‭ ‬سائق‭ ‬أتوبيس‭!‬

[email protected]