تتجه أنظار العالم الآن، إلى معبد ابو سمبل في أسوان لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني، وسط احتفالية بتلك الظاهرة الفريدة نظمتها وزارة السياحة والاثار بتعاون مع وزارة الثقافة.
وشهد، مساء أمس الإثنين، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان، العرض الفني الذي تم تنظيمه من قبل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة، من أمام معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، بمناسبة الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بأبو سمبل والتي سيشهدها المعبد فجر غد، ويعد تاريخ هذا التعامد تاريخاً استثنائياً مميزاً ولن يتكرر فهو يوافق 22/02/2022.
حضر العرض الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ولمياء كامل مساعد وزير السياحة والآثار للترويج، والمخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من أعضاء مجلس النواب بمحافظة أسوان، وقيادات الوزارتين والمحافظة، وجانب من الحضور من المصريين والأجانب.
وتناول محتوي العرض الفني باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والمتطورة، قصة اكتشاف معبد الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل، وعملية إنقاذه وتفكيك أحجاره ونقلها وإعادة تركيبها في موقعه الجديد أمام بحيرة ناصر في ستينيات القرن الماضي.
كما سلط العرض الضوء على قصة حياة الملك رمسيس الثاني، ومعركة قادش وأول معاهدة سلام تم ابرامها في العالم والمدونة على جدران معبده، بالإضافة إلى أنه تم إطلاق العديد من البالونات الطائرة المضيئة لتزيين وتجميل إضاءة سماء أبو سمبل ليلاً في رسالة حب وسلام للعالم أجمع من أبو سمبل في هذا اليوم المميز.
وأعقب العرض الفني الذي تم تنظيمه بمناسبة تعامد الشمس، قيام وزارة الثقافة بحفل ختام لفعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون والذي تشارك في رعايته وزارة السياحة والآثار، قدمت خلاله عرضاً فنياً ثقافياً مميزاً تحت عنوان "موال الشمس" والذي يعرض عروض استعراضية من الفلكلور الشعبي لكل المحافظات المصرية، وشارك فيه 350 فناناً من مصر وعدد من دول العالم وقدم باللغتين العربية والإنجليزية، وشارك في هذا العرض ١٨ فرقة من ٨ دول عربية وأجنبية، إلى جانب الفرق المصرية "أسوان، سوهاج، المنيا، بورسعيد، العريش، الشرقية، الحرية بالإسكندرية، مطروح" للفنون الشعبية، وفرقتى "توشكى، وشلاتين" التلقائيتين، بالإضافة إلى المشاركة الأولى لفرقتي رضا للفنون الشعبية والفرقة القومية للفنون الشعبية التابعتين للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية.
جدير بالذكر أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث مرتين كل عام إحداهما يوم 22 أكتوبر والأخرى في 22 فبراير من كل عام.
معلومات عن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني في ابو سمبل
- تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر. - تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس.
- يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتعامد الشمستمثال رابع للإله بتاح. الطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام.
- تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم. - هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هي أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، والرواية الثانية: هي أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش.
- تعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالي للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالي وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية بتكلفة 40 مليون دولار.
نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها في موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية.
- معابد أبو سمبل تم اكتشافها في الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالي جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب.
- ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".
- شيد الملك رمسيس الثانى معبده الكبير فى أبو سمبل، وشيد بجواره معبداً لمحبوبته زوجته الملكة نفارتارى.
- لكن تبقى المعجزة فى أن يومي تعامد الشمس مختاراين ومحددين عمداً قبل عملية النحت، مع ما يستلزمه ذلك من معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر.