القرية المصرية هزمت البطالة.. القراموص وسماكين قرى شرقاوية ذات شهرة عالمية

رنجة الشرقية شهرة عالمية بالخارج
رنجة الشرقية شهرة عالمية بالخارج

تحظى محافظة الشرقية بعدد من القرى النموذجية التى استطاعت أن تهزم البطالة وتكتسب شهرة عالمية بفضل سواعد أبنائها وإبداعاتهم الخلاقة والذين أيقنوا منذ سنوات بعيدة أن التنمية الشاملة لن تتحقق إلا بسواعدهم وأن عليهم ممارسة العمل الحر وعدم انتظار الوظيفة الميرى لتحقيق ذاتهم والخروج من لائحة القرى الأكثر فقرا.


حيث تحولت تلك القرى إلى خلايا نحل منتجة ولا يوجد بها عاطل وبدأت تغزو الأسواق العربية والأوروبية بمنتجاتها وتحقق المنافسة المطلوبة.
وخلال السطور القادمة نقدم نماذج من تلك القرى التى يحتذى بها لتحقيق التنمية المستدامة.
قرية قراموص هى إحدى قرى الوحدة المحلية للرحمانية بمركز أبو كبير ويبلغ عدد سكانها ٢٠ألف نسمة ومساحتها الكلية ١٧٤٥فدانا تتم زراعة ١٤٧٩فدانا منها بنسبة ٨٥٪ من المساحة الكلية.


تشتهر قرية (القراموص) بمحافظة الشرقية بزراعة وصناعة ورق البردى وقد ذاع صيتها منذ سنوات بعيدة بجميع أرجاء العالم، حيث نجح أهلها بجميع أعمارهم وأطيافهم فى تدوين اسمها بحروف من ذهب على الخريطة السياحية لمصر لكونها القرية الوحيدة التى تصنع ورق البردى وتصدره لجميع الدول العربية والأوروبية.


وقد تحول أطفال القرية ونساؤها ورجالها لأشبه بالفنانين التشكيليين حيث أجادوا الرسم بكل أنواعه على ورق البردى الذى أصبح المصدر الرئيسى لدخولهم.
كما قرر جهاز المشروعات والمجلس القومى للمرأة وجمعية الأورمان الخيرية تقديم قروض ميسرة للعاملين فى زراعة وصناعة البردى للحفاظ على هوية هذا النبات الذى يرتبط بالفراعنة وعدم اندثاره.
ويقول وجيه عمارة ٥١ عاما ابن القرية إن نبات البردى غير مجهد للتربة بل يساعد على خصوبتها وأنه يزرع مرة واحدة كل ١٠سنوات.
حيث تتم تسوية الأرض وغمرها بالماء وزراعة الشتلات التى يصل طول الشتلة الواحدة حوالى متر فى فصل الصيف على أن تبعد الشتلة عن الأخرى بمسافة متر وذلك لتمدد النبات وارتفاع أطواله إلى حوالى ٦ أمتار ويتم حصاده أول مرة بعد ٦ أشهر ثم كل ثلاثة أشهر بعد ذلك.
ويقول الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية إن المحافظة تسابق الزمن للحفاظ على صناعة البردى من الاندثار حيث تم الاتفاق مع منظمة اليونسكو على إدراج صناعة ورق البردى ضمن قائمة التراث اللامادى لتوضيح القيمة العالمية للتراث المصرى بين دول العالم وأنه تم تشكيل لجنة قومية لإعداد ملف الصون العاجل لصناعة البردى.


كما تم إعداد خطة لتنمية صناعة البردى بالتنسيق مع فريق عمل من دولة إيطاليا ووزارتى الآثار والسياحة للحفاظ على تلك الصناعة التى تمثل قيمة فنية وأثرية وترويجها سياحيا فى المعارض الدولية.
كما تم الاتفاق مع الدكتور خالد العنانى على عرض منتجات ورق البردى بجميع المواقع الأثرية وإنشاء معامل وورش ومركز تدريب لترميم البرديات وتحسين جودة المنتج.
ومن القرى النموذجية التى ذاع صيتها فى دول العالم هى (قرية سماكين الشرق) وهى إحدى قرى الوحدة المحلية بالأخيوة بمركز الحسينية.. وتبلغ مساحتها ١٩٤٢فدانا تتم زراعة ١٥٠٠ فدان منها والباقى منشآت ويبلغ عدد سكانها ٢٠ ألف نسمة وهى تشتهر بزراعة نباتات الزينة والفول السودانى وتصديرها للخارج.
وقصة زراعة نباتات الزينة بقرية سماكين الشرق يرويها لنا المهندس هانى الشاذلى مدير مزرعة عامر للإنتاج الزراعى يقول: لقد بدأت زراعة نباتات الزينة بالقرية عام ١٩٨٧عقب عودة ابن القرية أحمد عامر من عمله بدولة ألمانيا وبحوزته كمية من شتلات نباتات الزينة وتمت زراعتها فى تربة صناعية على مساحة ٤أفدنة داخل صوب زراعية مزودة بتقنيات حديثة للتحكم فى درجات الحرارة ونسب الرطوبة والإضاءة وتم تصدير شتلات تلك النباتات للعديد من الدول العربية والأوروبية قرية سماكين الغرب هى إحدى قرى مركز الحسينية وتضم ٢٣تابعا وعدد سكانها ١٦ ألفا و٧٨٤نسمة ومساحتها الكلية ٤٥٠٠ فدان وقد ذاع صيتها بصناعة الرنجة التى يتزايد الإقبال عليها فى عيد الربيع والفطر المبارك وتضم القرية ٧ مصانع للأسماك المدخنة وتصدر إنتاجها للدول الأوروبية والعربية.


وعن طريقة تصنيع الرنجة يقول المحاسب شوقى البحراوى صاحب أحد مصانع الرنجة بالقرية إن صناعة الأسماك المدخنة تعتمد على أساليب بسيطة وغير معقدة وهى من المشاريع المناسبة للشباب الذين لا يملكون رأس مال كبيرا،  حيث إنها قليلة التكاليف وجميع متطلباتها متوافرة فى السوق المحلى علاوة على تحقيقها عائدا مجزيا ويستطرد قائلا: لقد اكتسبت مهارة وخبرات صناعة الرنجة من أحد المصانع الشهيرة بالقاهرة الكبرى والتى يمتلكها أحد أقاربى ولذا قررت إنشاء مشروع لصناعة الرنجة فى قريتى (سماكين الغرب ) بالتعاون مع أشقائى وأولاد عمى.. وتمت إقامة مصنع على مساحة 1200متر عام ١٩٩٧ مكون من طابق واحد وعقب الانتهاء من إصدار تراخيص التشغيل واستيفاء اشتراطات السلامة والصحة المهنية بادرنا باستيراد أسماك (الهارنج) المخصصة لتلك الصناعة من دول هولندا والنرويج واسكتلندا وحفظها فى ثلاجات ليتم تصنيعها على مدار العام.