صديقة الثعابين.. باحثة مصرية في الخمسينيات 

الدكتورة زاكية رياض - أرشيف أخبار اليوم
الدكتورة زاكية رياض - أرشيف أخبار اليوم

عُرفت من صغرها بحب المخاطرة، وكانت تبحث عن كل ما يثير الانتباه حتى في ألعاب طفولتها، وشبت على هذه الهواية حتى نالت بكالوريوس العلوم في الحيوانات عام 1944، وحينئذ فكرت في موضوع رسالة الماجستير من هذا النوع الذي تعشقه، النوع الخطير المثير.

 

الحديث هنا الدكتورة زاكية رياض، التي وصلت إلى اكتشاف عجيب، وهو أن سم ثعبان الكوبرا لا يؤثر في المرأة، بينما يؤثر في دم الرجل خلال ساعة، ولا يظهر على المرأة إلا بعد 24 ساعة !

 

وهذا السم الشديد يفتت الكرات الحمراء الموجودة في جسم الرجل بسرعة عجيبة، لكنه لا يؤثر إطلاقا في الكرات الحمراء الموجودة في جسم المرأة، وأن بعض العلماء قالوا إن هذه النتيجة ليس لها تعليل مقبول من الناحية العلمية. 


بينما قالت بعض الألسنة الطويلة: إن ذلك يرجع إلى الارتباط المعروف من قديم بين الثعبان والمرأة، فقد ذكروا أن الأولى سمها في نابها، والثانية سمها في لسانها!

 

وكانت الدكتورة زاكية رياض هي السبب في تقريب هذا الشبه باكتشافها الأخير، والتي وجدت أن الحيوانات المصرية لم تحظ باهتمام الهيئات الطبية، وأن كل الحيوانات التي أجريت عليها الأبحاث كانت أجنبية بحتة، ومع ذلك يستعمل المصل الواقي منها بالنسبة للحيوانات المصرية.

 

أغلقت زاكية رياض على نفسها باب معملها 6 سنوات، وقد رأت أن سم ثعبان الكوبرا يختلف تأثيره في أنسجة الجسم ما بين منطقة وأخرى من المناطق التي يعيش فيها، فهو في بعض المناطق يؤدي إلى ارتفاع كبير في ضغط الدم، بينما البعض الآخر ينتج عنه تجلط في الدم، وفي إحدى المناطق الأخرى يسبب ميوعة، ومع هذا الاختلاف يستعملون في مصر المصل الدولي الذي تم تجهيزه بناء على أبحاث الكوبرا الأجنبية.

 

وكانت زاكية تقوم بشراء ثعابين الكوبرا من منطقة أبو رواش، وتعكف على بحثها لمدة 12 ساعة يوميا بغية الوصول إلى معرفة تأثير سم الكوبرا في أنسجة الجسم تمهيدا لوضع مصل مضاد لهذا السم.

 

وخرجت بعد هذه الفترة الطويلة وهي تحمل ماجستير ودكتوراه، بعدما كلفتها الرسالتين الكثير من مالها وأعصابها، غير استغلال المصدرين للثعابين، والذين ما إن عرفوا مدى شدة حاجتها له فباعوه لها بأضعاف ثمنه، وقد استهلكت في أبحاثها عشرات الثعابين، والتي كانت تخشى رؤيتها في أول الأمر، ثم ما لبثت أن ألفت الحياة معها وأصبح من المناظر المألوف لديها!

 

وفي نهاية حديثها لآخر ساعة عام 1955، قالت: إنها على ثقة بأن هذا النوع من الثعابين لن يؤذيها بعد عشرة دامت 6 سنوات!

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم