الخائنة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها

أب قتيل وأم ينتظرها عشماوي وطفلة تواجه المجهول

المجنى عليه وطفلته
المجنى عليه وطفلته

أبو المعارف الحفناوي

جريمة بشعة، خارج عادات وتقاليد أهل الصعيد، ارتكبتها زوجة وعشيقها وصديقه، الثلاثة قتلوا الزوج، بتحريض من الزوجة، في جريمة هزت الرأي العام في قنا، وتمكنت الأجهزة الأمنية من كشف غموضها، بعد بضع ساعات من ارتكابها، بعد ضبط المتهم الرئيسي أثناء بكائه على جثة المجني عليه، عقب العثور على جثته وسط زراعات البرسيم بمركز فرشوط شمالي قنا.
 

لم يكن يعلم كريم حامد عبد الراضي، البالغ من العمر 28 عامًا، عامل بوفيه لدى أحد أعضاء البرلمان بمركز فرشوط شمالي محافظة قنا، أن نهايته سوف تكون على يد صديق عمره، الذي قتله مرتين؛ ففي المرة الأولى قتله بخيانته مع زوجته، وممارستهما لعلاقة آثمة، والمرة الثانية عندما طعنه بطعنات الغدر من سلاح أبيض، بتحريض من الزوجة ما أدى إلى مقتله في الحال، ابن مركز ومدينة فرشوط شمالي محافظة قنا، كان يداوم على العمل ليرزق بالحلال، فيخرج من منزله في الساعات الأولى من صباح كل يوم، ليعود نهاية كل يوم محملا بالمأكولات والمشروبات والرزق الحلال لزوجته وطفلته الصغيرة.


كان الشاب المكافح يكدح ليل نهار، لتوفير حياة كريمة لزوجته وطفلته البالغ عمرها 3 سنوات، كل أمله أن يرسم حياة سعيدة خالية من المشاكل لها، تلك المشاكل التي كانت تفتعلها الزوجة في كل وقت، خاصة في الآونة الأخيرة، فكانت باستمرار تغضب وتذهب إلى منزل والدها تسبقها دموع التماسيح، ويتدخل أهل الخير لإعادتها لزوجها، ومع زيادة المشاكل، رفعت عدة شكاوى ضده للحصول على نفقة وغيرها.

التخطيط للجريمة

لم يجد الزوج المكافح، سببًا فيما تفعله زوجته، حاول أكثر من مرة إقناعها بأن تستمر حياتهما، للحفاظ على طفلتهما، ولكن كانت ترفض باستمرار، وفي المرة الأخيرة، ذهبت إلى منزل والدها، ثم عادت إلى منزل زوجها، قبل 10 أيام من ارتكاب الجريمة، بعد تدخل المقربين كعادتهم كل مرة، إلا أن هذه المرة كانت تخطط للتخلص من زوجها، بمساعدة عشيقها الذي يقطن في الطابق الرابع من المنزل الذي تسكن فيه الزوجة وزوجها في الطابق الثاني منه.


كريم عبدالراضي، الذي انتهت حياته على يد صديق عمره، والذي كان يوما يعتبره الصديق الوفي، بعدما بدأت علاقته مع الزوجة، تدخل في أزمة مستمرة، وتوترت العلاقة بشكل كبير بين الزوجين، على الرغم من أنهما أنجبا طفلة صغيرة، وبعد توتر العلاقة منذ شهور، مابين كريم وزوجته، اتجهت في سرد تلك المشكلات لصديق الزوج، الذي فتح قلبه للزوجة الخائنة، واستقبل كل المشكلات والشكاوى من زوجها بصدر رحب، ليبدأ معها في سرد خيط الخيانة.

ظل الصديق الخائن، يستمع لغضب الزوجة التي توترت العلاقة بينها والزوج لشهور قليلة، محاولا إقناعها بأنه يسعى لحل مشكلات الأسرة، لكنه كشف لها المستور، حيث أظهر اعجابه بها، محاولا إقناعها بالدخول في علاقة عاطفية، وبالفعل بدأت الحكاية من جديد بين الزوجة الخائنة والقاتل، قصة القاتل والزوجة تحولت من علاقة عاطفية لعلاقة آثمة، بعدما تناست المشكلات التي تنشب بينها والزوج بين الحين والآخر، لتبدأ الزوجة في التحريض ضد الزوج، بعدما قررت التخلص منه، وحاولت اقناع الصديق الخائن بالتخلص من الزوج.


العلاقة الآثمة بين الزوجة الخائنة والصديق، كانت كلمة السر في موافقة الصديق على التخلص من الزوج بمنتهى السهولة، فحينما كان يستقل القاتل دراجة بخارية، شاهد الزوج عائدًا من عمله، أثناء استقلال صديق آخر لهما للدراجة البخارية، ليعرضا على المجني عليه استقلال الدراجة البخارية معهما، ليوافق الضحية على أن يركب معهما.

جثة بين الزراعات

أثناء استقلال القاتل وصديقه والضحية للدراجة البخارية، عرضا عليه الدخول للزراعات في الطريق الذي يربط بين قريتي الدهسة والعركي، ويدخلان به الى الأرض الزراعية بحجة فارغة لشراء شيء ما، ويبدأ القاتلان في طعن المجني عليه بطعنات من سلاح أبيض في رقبته، حاول المجني عليه في البداية المقاومة، لكنه لم يستطع أن يفلت من غدر الصحاب.


انتهت مهمة القاتل وصديقه الذي ساعده في ارتكاب الجريمة، وفرا هاربين من مسرح الجريمة، ليعثر الأهالي والأجهزة الامنية بمركز فرشوط على جثة الشاب الصغير الذي لم يكمل عقده الثالث حتى الآن، وتبدأ أجهزة الأمن في التحرى حول الواقعة، بعدما عثر على جثته مذبوحا بطعنات من سلاح أبيض في أنحاء متفرقة بالرقبة والجسد.


وبعد ساعات من الجريمة، عثرت أجهزة الأمن على الجثة، ويظن القاتلان انهما فرا هاربين من القانون، ليحاولان إيهام الاجهزة الأمنية بحزنهما الشديد، بعد العثور على الجثة، ليدخل المتهم الرئيسي في نوبة من البكاء والصراخ والنواح حزنًا على فراق صديقه الذي شاهد جثته ملقاة في الأرض الزراعية، حيث حاول إقناع أجهزة الامن أنه كان صديقا وفيًا للمجني عليه، من خلال حزنه وبكائه عليه.


لكن القدر كان له الكلمة الأخيرة والعليا في كشف الجريمة الغامضة، حيث أن ذكاء أجهزة الأمن كان حاضرا في الجريمة التي هزت الرأي العام بمحافظة قنا، لتظهر بعض الجروح «الخربشات» في رقبة القاتل أثناء تواجده بجوار الجثة، لتبدأ أجهزة الأمن في استجوابه بعدما شعر أفراد الشرطة بأن ذلك قد يكون الخيط الأول للوصول إلى مرتكب الجريمة.


أنكر القاتل في البداية، وحاول التمويه بعد استجواب ضباط المباحث له، حيث أقر في البداية أن حادث سير كان هو السبب وراء هذه الجروح، لكن تحريات أجهزة الامن، والاستجواب المستمر كشف التفاصيل الأليمة، لتكتب الجريمة فصلها الأخير، بعدما اعترف المتهم عن نيته التخلص من الزوج وإنهاء حياته بمساعد أحد الأصدقاء بتحريض من الزوجة.


أجهزة الأمن أسدلت الستار عن الجريمة، باعتراف المتهم الأول وشريكه في ارتكابها، وباعتراف الزوجة التي تم ضبطها بعد التوصل لحقيقة الجريمة التي هي حديث الأهالي هنا، ليتم تحرير محضر بالواقعة واخطار النيابة العامة، تولى التحقيق احمد عبدالعظيم وكيل النائب العام ، ومحمد فرج خليفة وكيل النائب العام وعمرو أبوشنيف وكيل النائب العام، تحت اشراف المستشار أنور البطش رئيس نيابة فرشوط الجزئية، بمعاونة كل من رئيس القلم الجنائي هاني شنوده فهمي وسكرتير اول تحقيق حازم نورالدين وجابر الشيخ، التحقيق ظل مع المتهمين لمدة تقارب من الـ15 ساعة متواصل، بعدها قررت حبس المتهمين، وعرض المتهمة زوجة المجني عليه، على الطبيبة في مستشفى فرشوط  وذلك لبيان ما اذا كانت الزوجة تحمل جنينا في بطنها من القاتل جراء العلاقة الآثمة التي نشبت بينهما من عدمه.