تفاصيل فيلم « ‏Moonfall » الفوضى الممتعة !

فيلم «Moonfall»
فيلم «Moonfall»

إنچى ماجد

لا يعد المخرج رولاند إيميريش غريبا عن سينما أفلام الكوارث، فهو صاحب عدد من أشهر أفلام ذلك اللون السينمائي، مثل «يوم الاستقلال» و«اليوم بعد الغد» و«2012»، وعلى خطى الفيلم الأخير، يقوم آخر أعماله السينمائية «Moonfall» على فكرة نظرية المؤامرة، لكن حقيقة ما يحدث في الحبكة الدرامية للفيلم هو في الواقع أمر شديد الغرابة، وهي القصة التي شارك في كتابتها إيميريش مع كلا من هارالد كلوسر وسبنسر كوين، حيث ينقسم الفيلم ما بين جانب لكارثة تطيح بالأرض، وجانب آخر للخيال العلمي الزائد عن حده، والذي قد يكون مثيرا في بعض الأحيان،  لكنه يصبح أكثر سخافة وفوضى كلما طال زمن الفيلم.


يقوم ببطولة الفيلم النجمة هالي بيري ومعها النجم باتريك ويلسون، ويجسدان شخصيتي رائدى فضاء، وتبدأ الأحداث عام 2011، حيث تفشل مهمة فضائية بطلاها رائدى الفضاء من وكالة «ناسا»، «جوسيندا» و«بريان»، بعد أن تعرضت سفينتهما لهجوم من سرب فضائى غريب، أدى إلى تدمير عمل مركبتهما الفضائية، ليتم إلقاء اللوم على «بريان» بسبب فشل المهمة وموت زميل له، ويكون مصيره هو طرده من العمل من وكالة «ناسا»، ولأن لا أحد يصدق ما رأه في الفضاء خلال تلك المهمة، يقضي الـ10 سنوات التالية وهو مطاردا بالعار لتسببه في موت زميله، بعد تلك السنوات، يكتشف علماء «ناسا» أن القمر قد خرج من مداره بطريقة ما، وهو نفس الاكتشاف الذي كان على علم به أيضا عالم نظريات المؤامرة «كيه سي هاوسمان»، لكنه كافح كثيرا حتى يجعل الناس يستمعون إليه، وعندما يبدأ القمر في الإقتراب من الأرض، الأمر الذي ترتب عليه تدمير وإغراق مدن بأكملها، يعود «بريان» من جديد إلى مكانه في «ناسا»، ليبدأ مهمة جديدة مع زميلته السابقة «جوسيندا»، وينضم إليهما «هاوسمان» المكتشف الأول لخروج القمر من مداره، في مهمة هزيمة السرب الفضائي الغامض وإنقاذ العالم من الإبادة.


يتمتع «Moonfall» بلحظات من الترفيه الممتع، وعناصر بصرية مذهلة تجعل الكارثة - محور الفيلم - تبدو مرعبة ومثيرة وجاذبة للأعين، هذا إلى جانب أن العناصر الفضائية الغامضة بالفيلم، عززت فكرة أن البشر قد لا يعرفون الكثير بالفعل عن اتساع وتاريخ الفضاء كما يعتقدون، ومع ذلك، فإن التفسير المقدم لانتقال القمر في مداره وسقوطه لاحقا على الأرض، لا معنى له بشكل لا يصدق، وجعلنى أشعر أنه لا ينتمي إلى الفيلم على الإطلاق. 


يعتبر «Moonfall» ممتعا في بعض الأحيان، لكنه كان ليكون أفضل من ذلك بكثير، إذا لم يأخذ القصة على محمل الجد بهذا الشكل، فالحوار جاء ثقيلا وهو ما جعله من نقاط الضعف الرئيسية في الفيلم، أيضا من السقطات أنه على الرغم من أن الفرضية الرئيسية للفيلم بسيطة بما يكفي، إلا أن «Moonfall» جاء مليئا بالتفسيرات العلمية غير الضرورية التي جاءت على حساب عامل الإثارة بالفيلم.
في فيلم «يوم الاستقلال» كان الأبطال يمتلكون القليل جدا من المعلومات حول هجوم الفضائيين الغزاة، لكن «Moonfall» فعل العكس تماما، من خلال إعطاء الكثير من المعلومات حول القمر وسقوطه، كما لو كان هذا مقصودا لتبرير الحبكة، وتمهيد الطريق لجزء قادم من الفيلم، ومع ذلك، فإن الإفراط في شرح الخلفية العلمية للكارثة، جعل أحدث أفلام إيميريش يبدو وكأنه فيلمين مختلفين، أحدهما يلتزم بالمبادئ الأساسية لأفلام الكوارث، والآخر أقرب إلى فيلم خيال علمي مثير، يتطلع إلى التوسع في الألغاز المحيطة بالكون ومكان البشر الفعلي فيه.


ورغم كل ما قيل، فإن «Moonfall» ليس سيئا بشكل كامل، فالتصوير السينمائي لمدير التصوير روبي بومجارتنر رائع، ويكفيه تقديمه لمنظر الأرض من الفضاء وأيضا على الكوكب نفسه، فقد جاء مذهلا من الصعب وصفه، أيضا المؤثرات البصرية جاءت في مقدمة قوة عناصر الفيلم، ما بين مشاهد تدمير الجبل والزلازل التي تحطم الأرض، وهي المشاهد التي زادت من درجة الإثارة بالفيلم، وأمام هذا المجهود الكبير المبذول، كان تفسير الحبكة الدرامية المثير للسخرية، لدرجة أنه كان يبعث على الضحك في بعض الأحيان، ناهيك عن الحماسة الزائدة التي كان يضفيها الممثل جون برادلي على كل مشهد يظهر به، كل هذه التفاصيل جاءت بشكل سلبي على الفيلم، وأضاعت بالمجهود المبذول في العناصر الفنية الأخرى.


بالتأكيد يعرف رولاند إيميريش كيفية إحداث كارثة مرئية، مع توفير شعور بالأمل على الرغم من كل شيء سيئ يحدث، لكن هل نجح ذلك في إنقاذ «Moonfall» من الفوضى؟، للآسف لا، لكن من المؤكد أن البعض سيجده ممتع بغض النظرعن سلبياته المتناثرة.