إبراهيم الخليلى.. فنان الشواكيش الأصيل

إبراهيم الخليلى
إبراهيم الخليلى

شوقى حامد

منذ نعومة أظافره كانت لمساته ساحرة.. ومهاراته باهرة.. وتحركاته ماهرة.. كان من الفصيل الذى يلعب الكرة بالإفهام وليس الأقدام.. يسيطر عليها بعقله.. ويخضعها لفكره.. ويديرها بلبه.. كل من شاهده تنبأ له بالتعملق وتوقع له التألق.. لفت إليه الأنظار.. وخطف نحوه الأبصار.. لم يمارسها كبقية الرفاق فى الشوارع والطرقات.. وإنما زاولها فى الملاعب والساحات.. فهو من أسرة ميسورة وهو من عائلة قادرة وفاعلة.. أسعدتنى أقدارى أن أزامل الكابتن إبراهيم الخليلى طيلة فترة التعليم الإعدادى بمدرسة الأورمان النموذجية المواجهة للمتحف الزراعى بالدقى.. وكانت موهبته مضرب الأمثال.. كان مدرسو التربية الرياضية يتابعون الخليلى بالملعب الصغير بفناء المدرسة وكأنهم يقبلون على تناول وجبة فنية دسمة مليئة بالمهارات حاشدة بالقدرات زاخرة بالإمكانات.

 

 وكان هو يلعب لإشباع هوايته المحبوبة وقضاء أوقاته الميسورة.. وقبل أن يتجاوز الخليلى مرحلة المراهقة قاده أحد المدرسين إلى معقل الشواكيش العريق ولينضم إلى الزمرة الفذة الموهوبة التى ضمت إلى جواره بعض الخالدين أمثال حسن الشاذلى ومصطفى رياض وحرب الدهشورى وأشرف الألفى ومحمود حسين وفؤاد جودة والشغبى وبهاء وحمدى عبدالفتاح وتحت القيادة الفنية لشيخ المدربين عم الشيوى الكبير ومساعده حمزة عبدالمولى..

 

كان الخليلي هو المخ المفكر والعقل المدبر والقائد المحرك لهؤلاء النجوم والمشاهير فصنع من الشاذلى الهداف التاريخى بتمريراته المتقنة ومن رياض الجناح الطائر ببيناته الدقيقة وكان هو بمثابة قائد الأوركسترا الذى أسهم فى حصول الترسانة على البطولات وتحقيقها للمفاجآت وحصدها للانتصارات للدرجة التى أرهبت الأندية الكبرى كالأهلى والزمالك ودفعت الترسانة للفوز على الأهلى بنتائج قياسية وفى فترات وجيزة جعلت الجمهور الأحمر المليونى يخشى من مواجهة الشواكيش لأن تلك المواجهات ترسخ العقدة النفسية التى طالما وقعت فى الملاعب وتسببت فى المواجهة العنيفة التى جرت بين الكبيرين صالح سليم وميمى عبدالحميد وتمكن الترسانة يومها من الفوز بخماسية مقابل هدف وحيد للأهلى..

لم يجد الخليلى مشقة فى ارتداء الشارة الدولية والانضمام للمنتخبات الوطنية.. اقتنع بقدراته كل مدربى مصر وكذلك الأجانب.. غير أن حياته على الأبسطة الخضراء لاعبا فذا وفنانا مبدعا لم تدم طويلا حيث اختطفه الموت مبكرا وهو لايزال فى أوج عطائه وفى ذروة أدائه.. وهكذا خسرت الملاعب أحد الأساطير الفنية التى كان وجوده فى أى فريق كفيلا بترجيح كفته وتعلية قدرته والارتقاء بمكانته.. أما أنا فقد خسرت رفيق الدرب وحبيب القلب.