سلامًا معلم الأجيال

محظوظ من كان جلال دويدار قائده

جلال دويدار
جلال دويدار

سيظل الأستاذ جلال دويدار باقياً فى حياة تلاميذه ومحبيه شامخاً فى نفوسنا مرشداً ومعلماً ومرجعاً كما عاش فينا سنداً عظيماً فقد تعلمنا منه الكثير وهو يواصل الليل بالنهار وليس له هم إلا الجورنال، كان مثالا يحتذى به وكنت أندهش وانا أرى مسئول تنفيذ الطبعة الثانية من الجورنال وهو يتصل بالأستاذ فى أى وقت من السهرة يسأله فى كل كبيرة وصغيرة فيجيبه الأستاذ وكأنه لا يعرف النوم.. نذر حياته للأخبار فلم يكن له هدف فى حياته إلا عمله وفى عصر توليه رئاسة تحرير الجريدة تحقق لها أعلى معدلات التوزيع.. كل ما كان يهمه هو التفرد فى العمل والانفراد بالخبر ومتابعته ويا ويل من يقصر أو يفوته خبر وكان اجتماع مجلس التحرير صبيحة كل يوم سبت حازما إلى أقصى درجة فى نفس الوقت الذى كان يكافئ المتفوق والمنفرد وصاحب السبق.


ورغم تعامله الشديد مع أى مقصر إلا أنه كان السند لنا أمام أى مسئول مهما كبر واذكر أنه فى بداية التسعينيات كنا قد انفردنا فى الاخبار بتحقيق بعنوان «القصب يموت واقفا فى الصعيد»ذكرنا فيه ظهور حشرة قشرية تتغذى على المادة السكرية فى عود القصب مما تسبب فى هلاك المحصول.. يومها قامت الدنيا ولم تقعد وتلقى الراحل العظيم ردا من الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة -وما أدراك من هو يوسف والى وقتها- ينفى ما جاء فى التحقيق ويفند ما انفردنا به بعبارات مغلوطة وأرسل أحد كبار معاونيه بالرد.


وبمجرد دخول مبنى الجريدة علمت أن الأستاذ يطلبنى فأسرعت إليه وأخشى ما أخشاه فقد علمت من محمود طعيمة مدير مكتبه أن الدنيا مقلوبة وأنه أعطى الرد لنائب رئيس التحرير لتجهيزه للنشر على غير عادته حيث كان يحرص أن يعطيه لكاتب التحقيق أو الخبر ليرد على الرد وما إن دخلت مكتبه حتى قال: هناك رد على موضوعك.. فقلت: بيننا وبينهم الصور والصور لا تكذب أبدا فطلب إحضار الصور وبفحصها رفض أن ينشر رد الوزارة على أنه تكذيب أو رد وقال: يتم تناوله كـ «خبر».. خرجت من مكتبه مرفوع الرأس وأنا أقول: محظوظ من كان جلال دويدار قائده.
 محسن جود