سلامًا معلم الأجيال

آخر الحراس الكبار

جلال دويدار
جلال دويدار

«سعادة صاحب المؤسسة بيه»!
بهذه الجملة استقبل المرحوم فاروق الشاذلى القادم من بعيد، من أول صالة تحرير الأخبار، الممتدة نحو 15 متراً، وكان القادم هو الأستاذ جلال دويدار.


كان ذلك المشهد فى منتصف العام 1980، لكنه لم يغب عن ذاكرتى كل هذه السنوات.
استوقفنى النداء، وأثار دهشتى اللقب، لكن بمرور الأيام تكشف لى أن الرجل يتعامل مع «أخبار اليوم» باعتبارها بيته الأول، بكل ما تعنيه الكلمة من معان.


مهما حضرت مبكراً كان سابقاً فى التواجد، ومهما غادرت متأخراً كان رابضاً فى المكان.. وبمرور أسابيع قليلة لمست كم كان ملتصقاً بالمكان، وكأنه بالفعل صاحبه.


ثم تأكدت أنه الأول بين أقرانه، وكان من الشجاعة بحيث لم يسع لإخفاء طموحه، وكان يرى أنه «الوريث الشرعى» الأجدر بقيادة العمل، بعد جيل أساتذته، وثمة نوع من الرضا أو ربما التسليم بذلك من المنافسين المحتملين.
كان الأكثر دأباً، وتحملاً، وقدرة على العمل المتواصل دون أن يبدو عليه أى ملل أو كلل، بل ربما كان العكس، فكلما طالت فترة عمله كان يتألق اكثر.


ثم تحققت النبوءة/ الطموح، نبوءة الشاذلى، وطموح دويدار فجلس فى مقعد رئيس تحرير الأخبار، وأمضى فيه فترة ربما لم يضارعه فيها أحد.
ولم ينس أبداً أنه «ريبورتر»، أينما كان الخبر تجده، مخبراً صحفياً ٢٤ ساعة فى اليوم، ينافس الجميع فى موقع الحدث من أول جيله، وحتى أصغر صحفى!


ومهما اختلفت مع الأستاذ جلال، أو كانت درجة اتفاقك معه، فلا نستطيع إلا الاعتراف بأنه كان ناجحاً بامتياز فى فرض أسلوبه فى العمل، وأن يكون حديث الجميع عنه برضا أو غضب.. واليوم وهو يغادر عالمنا إلى دار الحق، من الغبن ألا يعترف الجميع بأن من غادرنا هو آخر الحراس الكبار فى «أخبار اليوم».


هذه السطور من أحد من كانوا يختلفون كثيراً مع الراحل الكبير، من ثم فإنها تأتى إنصافاً للواقع والحقيقة، وهى حق للرجل على من عرفه عن قرب لأكثر من أربعة عقود حافلة بالأحداث والوقائع والمواقف.
وداعاً يا آخر الحراس الكبار حقاً.


 علاء عبدالوهاب«سعادة صاحب المؤسسة بيه»!
بهذه الجملة استقبل المرحوم فاروق الشاذلى القادم من بعيد، من أول صالة تحرير الأخبار، الممتدة نحو 15 متراً، وكان القادم هو الأستاذ جلال دويدار.


كان ذلك المشهد فى منتصف العام 1980، لكنه لم يغب عن ذاكرتى كل هذه السنوات.
استوقفنى النداء، وأثار دهشتى اللقب، لكن بمرور الأيام تكشف لى أن الرجل يتعامل مع «أخبار اليوم» باعتبارها بيته الأول، بكل ما تعنيه الكلمة من معان.


مهما حضرت مبكراً كان سابقاً فى التواجد، ومهما غادرت متأخراً كان رابضاً فى المكان.. وبمرور أسابيع قليلة لمست كم كان ملتصقاً بالمكان، وكأنه بالفعل صاحبه.
ثم تأكدت أنه الأول بين أقرانه، وكان من الشجاعة بحيث لم يسع لإخفاء طموحه، وكان يرى أنه «الوريث الشرعى» الأجدر بقيادة العمل، بعد جيل أساتذته، وثمة نوع من الرضا أو ربما التسليم بذلك من المنافسين المحتملين.
كان الأكثر دأباً، وتحملاً، وقدرة على العمل المتواصل دون أن يبدو عليه أى ملل أو كلل، بل ربما كان العكس، فكلما طالت فترة عمله كان يتألق اكثر.


ثم تحققت النبوءة/ الطموح، نبوءة الشاذلى، وطموح دويدار فجلس فى مقعد رئيس تحرير الأخبار، وأمضى فيه فترة ربما لم يضارعه فيها أحد.


ولم ينس أبداً أنه «ريبورتر»، أينما كان الخبر تجده، مخبراً صحفياً ٢٤ ساعة فى اليوم، ينافس الجميع فى موقع الحدث من أول جيله، وحتى أصغر صحفى!


ومهما اختلفت مع الأستاذ جلال، أو كانت درجة اتفاقك معه، فلا نستطيع إلا الاعتراف بأنه كان ناجحاً بامتياز فى فرض أسلوبه فى العمل، وأن يكون حديث الجميع عنه برضا أو غضب.. واليوم وهو يغادر عالمنا إلى دار الحق، من الغبن ألا يعترف الجميع بأن من غادرنا هو آخر الحراس الكبار فى «أخبار اليوم».


هذه السطور من أحد من كانوا يختلفون كثيراً مع الراحل الكبير، من ثم فإنها تأتى إنصافاً للواقع والحقيقة، وهى حق للرجل على من عرفه عن قرب لأكثر من أربعة عقود حافلة بالأحداث والوقائع والمواقف.
وداعاً يا آخر الحراس الكبار حقاً.