سلامًا معلم الأجيال

القدوة فى المهنية والإدارة

جلال دويدار
جلال دويدار

رحم الله الأستاذ جلال دويدار، صاحب الأيادى البيضاء على الكثيرين من أبناء  «الأخبار».. كان الراحل يتمتَّع بصفاتٍ افتقدناها كثيرًا هذه الأيام.. كنت وأبناء جيلى نخشى أن نراه فى أى مكان بالجريدة؛ لأنه دائمًا كان يسأل كل مَنْ يراه عن الانفرادات الصحفية، ويُتابع كل صغيرة وكبيرة ويعرف جيدًا مَنْ يعمل ومَنْ لا يعمل.. كنا نطلق عليه لقب المرعب؛ لأنه كان يتمتع بشخصية قوية جدًا تُجبرك على الخوف منه واحترامه وحُبه فى نفس الوقت.. كان الراحل  صاحب شخصية قوية تتمتع بحُسن الإدارة والحسم والعدل.. أتذكر مواقف عديدة مع الراحل وأنا فى بداية رحلة العمل فى الصحافة.. عندما أجبرنى على العودة من رحلة عمل بالخليج، ورفض تجديد الإجازة السنوية؛ سألته عن سبب الرفض، وكان الرد أن بلدك أولى بمجهودك.. وبعد مرور سنوات وأثناء حفل التكريم، عقب انتهاء مهمة عمله كرئيسٍ لتحرير « الأخبار»، ذهبت إليه وقبَّلت يده وشكرته على أنه كان سببًا مباشرًا فى تغيير مسار حياتى.. وردَّ، رحمه الله، بكلمةٍ ما زلت أتذكَّرها جيدًا؛ وهى أنه لو لم تكن لديك الإرادة فى تغيير مسار حياتك، فلا يستطيع أحدٌ أن يُغيِّر مسار حياتك، ولا يُمكن أن تُحقِّق أى نجاحات.
 آخر حديث دار بينى وبين الأستاذ جلال، رحمه الله، منذ عدة أيام، وعقب نشر مقالى عن تجاوزات شركات الاتصالات، ووقتها اتصل بى على غير العادة، وأشاد بالمقال، وطلب منى مواصلة فضح ألاعيب هذه الشركات؛ لأنها تخدع المستهلك.. الأستاذ جلال دويدار كان لو وجد مُحرِّرًا بعد العاشرة صباحًا يجلس على مكتبه، كان يعتبره فاشلًا؛ لأن دور الصحفى هو البحث عن الحقائق من موقع الأحداث، وليس الاعتماد على الفاكس أو التليفون.. تعلَّمنا منه الكثير، وسيبقى رمزًا للمهنية والإدارة الناجحة المصحوبة بالحسم والعدل.. رحم الله الأستاذ جلال دويدار الأب والمعلم والقدوة فى المهنية والإدارة.
 وليد عبد العزيز