وزير مالية السودان: الاقتصاد المصري يشهد نهضة.. ولدينا 60 مليون فدان للزراعة

وزير المالية السوداني مع محرر بوابة أخبار اليوم
وزير المالية السوداني مع محرر بوابة أخبار اليوم

أشاد د. جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، ببرنامج الاصلاح الاقتصادي المصري الذي تم تنفيذه على مدار الفترة الماضية.

وأشار د. جبريل إبراهيم إلى مصر حققت تنمية اقتصادية غير مسبوقة تحت القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى، إطلاق مبادرة عربية لمكافحة الجوع بالعالم العربي.

كما أشار خلال حواره مع بوابة أخبار اليوم إلى أن الحرب القادمة ستكون على المياه والغذاء، مشدداً على وفرة ملايين الأفدنة الزراعية بالسودان ومطالباً بالتكامل والشراكة العربية للاستفادة بالأراضي السودانية ورؤس الأموال العربية لتحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي، وإلى نص الحوار..

في البداية ما تقيمك للمؤتمر العربي الرابع للتنمية المستدامة الذى عقدته جامعة الدول العربية بالقاهرة مؤخراً؟

نود أولاً الإعراب عن شكرنا لجامعة الدول العربية على تنظيم المؤتمر الرابع للتنمية المستدامة ونشكر جمهورية مصر العربية على استضافة الاسبوع العربي للتنمية المستدامة، ونؤكد أن مبادرة التنمية المستدامة قضية إنسانية لأن هدفها تنمية الإنسان في المقام الأول في جميع الجوانب الحياتية والتنموية.

وتابع أنه لو لم ننقذ هذا الإنسان من الجوع فالنتيجة هي المرض والموت جوعاً، وبالتالي محاربة الجوع لكل الناس قضية فى غاية الأهمية ، لذلك أطلقت السودان مبادرة مكافحة الجوع بالعالم العربى خلال المؤتمر، فالإنسان يحتاج إلى التنمية البشرية بمثلثها التنموي " تعليم ، صحة ، غذاء".

وذلك فضلاً عن ضرورة التوزيع العادل للموارد الطبيعية المختلفة ومنها المياه ، لأن الصراع الحقيقي الآن حول قضية المياه  والحرب القادمة ستكون بسبب المياه ، كما تكمن أيضاً أهمية الغذاء بالنسبة  للبشرية ، فلابد من إيجاد التوافق بين الموارد الطبيعية والمياه والغذاء وبين نسب سكان العالم ، وبالتالي لابد من سبل جديدة لإنتاج الغذاء.

من المعروف أن السودان تعد رمانة الميزان لإنتاج الغذاء للعالم.. كيف يتم تفعيل ذلك؟ 

السودان بها المساحات الضخمة الصالحة للزراعة الوفيرة والتي تتعدى 60 مليون فدان وهى تكفى لأن تكون سلة الغذاء للعالمين العربي والعالمي ولذلك لابد من رفع الانتاجية وتطوير اساليب الزراعة مع امكانية التوسع الأفقي والرأسي للمساحات المزروعة.

والعالم العربي بحاجة إلى المزاوجة بين الإمكانيات الزراعية الضخمة في عدد من الدول وعلى رأسها السودان التي يسمونها رمانة الميزان وسلة غذاء العالم وبين رؤوس الأموال الكبيرة في العالم العربي مع استخدام التقنيات الحديثة للزراعة والانتاج بما يحقق الاكتفاء الغذائي.

كما أن العالم العربي يعانى من مساحات الصحراء الواسعة وتصحر الأراضي لكن يمكن تحويل هذه الصحارى إلى أحزمة خضراء بزراعة الاشجار الصحراوية الملائمة لطبيعة الصحراء وندرة المياه منها النخيل والصمغ العربي والنباتات العطرية والأعشاب الطبية للعمل على سد الفجوة الغذائية ومحاربة الجوع خاصةً في المناطق الرعوية والبدوية.

وبالتالي توطين الرعاة في هذه المناطق وتكثيف الصناعات البدوية فيها لدعم الاقتصاديات الوطنية والمشاركة الإيجابية بين الرعاة والمزارعين ومكافحة التصحر.

فالعالم العربي قادر على توفير الغذاء إذا أحسنا الزراعة وتكامل الامكانيات وبتكلفة أقل وفى هذه الحالة لن نكون محتاجين لاستيراد غذائنا من الخارج.

وأيضا البنية التحتية في الدول العربية تحتاج إلى تطوير ويمكن أن تكون فرص للاستثمار من خلال تحقيق شركات استراتيجية بدلاً من أن تكون البنية التحتية المتدهورة سبب أساسي في إعاقة التنمية.

كيف يمكن مواجهة أثار التغير المناخي لتحقيق التنمية المستدامة؟

تغير المناخ هو في الأساس قضية تنمية. فهو يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويضر بالنمو الاقتصادي. 

وفي الوقت ذاته، فإن كيفية نمو البلدان المختلفة وما تضخه من استثمارات لتلبية احتياجات مواطنيها من الطاقة والغذاء والمياه يسهم في إيجاد الحلول.

وهناك مجالات رئيسية خمسة حيث يمكن لسياسات وخيارات النمو أن تساعد في الحد من محركات تغير المناخ.

وتبدأ بخفض الانبعاثات الكربونية ببوادر واضحة في السياسات والإنهاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري لتثبط من نمو الانبعاثات الكربونية، وكذلك بناء المدن الحديثة منخفضة الانبعاثات الكربونية.

وأيضاً زيادة كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة. فضلاً عن تطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الزراعة وتشجير الغابات والصحراء، خاصةُ أن الغابات تعد خزانات مفيدة لامتصاص الكربون وتخزينه في التربة والأشجار والأوراق.

خاصة أن التغير المناخي يسبب معاناة لدول كثيرة منها الفيضانات والكوارث الطبيعية لذلك تحتاج الحكومات لإجراءات كثيرة لمواجهة أثار السيول ودعم المزارعين المتضررين.

والسودان تستعد للمشاركة بقمة المناخ كوب 27 التي ستعقد بمصر للخروج بتوصيات وحلول عالمية للحد من أزمة المناخ.

كيف ترى مبادرة التنمية المستدامة التي وضعتها جامعة الدول العربية؟ 

مبادرة التنمية المستدامة التي وضعتها جامعة الدول العربية للعالم العربي مهمة جداً ونحن في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بالسودان  نعمل على تكامل السياسات مع جميع الوزارات المعنية لتحقيق المبادرة على أرض الواقع  كما نرغب بالتعاون والشراكة والتكامل مع الدول العربية لتحقيق مبادرة التنمية المستدامة لخدمة الدول والشعوب العربية فى جميع المجالات والقطاعات.

ومهمة الدولة وضع السياسات وتسهيل الفرص للمستثمرين والقطاع الخاص لتحسين وزيادة الانتاجية في جميع القطاعات وتوفير الخدمات الاساسية  وتوفير فرص العمل وخفض البطالة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.

التقيت بالدكتور محمد معيط  وزير المالية المصري  مؤخراً فماذا دار باللقاء؟ 

لقائنا بالدكتور محمد معيط كان مثمر وبناء  بحضور السفير محمد إلياس محمد سفير السودان بالقاهرة، وسليمان عبد الله إسماعيل مدير مكتب وزير المالية بالسودان، و لقد اطلعنا على التجربة الاقتصادية المصرية وشاهدنا النهضة غير المسبوقة التي تشهدها مصر في شتى المجالات، وبعزيمة وحكمة القيادة السياسية المصرية التي تجلت في قيادة مسيرة الإصلاح الاقتصادي للرئيس السيسي  وفرحنا بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

وأعربنا عن التقدير البالغ، لنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وجهود رقمنة وتطوير المنظومات المالية، وأكدت أن مصر والسودان تربطهما أواصر أخوة تمتد عبر التاريخ، بما يدفعهما إلى تعزيز سبل التعاون بمختلف المجالات، خاصة الاستفادة مما تقوم به مصر في مجال الرقمنة، ونقل التجربة إلى السودان.

وقد وعدنا الدكتور محمد معيط بتقديم كل الدعم لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بالسودان ، وترسيخ التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية بين البلدين، ونقل التجربة المصرية في تطوير إدارة المالية العامة للدولة، وتحديث وميكنة المنظومة الضريبية، التي ارتكزت على إعادة هندسة الإجراءات وتبسيطها وميكنتها، لتعظيم جهود دمج الاقتصاد غير الرسمي، لتحقيق العدالة الضريبية. ونحن نقدر ذلك لترسيخ وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين.

ما أهمية مبادرة مكافحة الجوع بالنسبة لدولة السودان؟

السودان رمانة الميزان للأمن الغذائي في المنطقة العربية وهى الدولة  المحظية بأوسع مساحة زراعية خصبة وتتوفر فيها مياه الانهار والمياه الجوفية ومياه الأمطار بقدر كافي للزراعة ولديها ثروة حيوانية  ضخمة، فمن المؤكد أن السودان مؤهل بدرجة كبيرة جداً للتعاون مع الاشقاء العرب بشركات استراتيجية في العالم العربي لسد حاجة العالم العربي والعالم أجمع من الغذاء النباتي والحيواني.
 
ما النتائج المتوقعة لهذه المبادرة؟

 المبادرة تعنى التركيز على قضية مهمة جداً وهى التنمية البشرية كونها قضية إنسانية وقضية أخلاقية  ، فلابد من العالم العربى من توجيه الموارد وتوجيه العقول والامكانات  لمحاربة الجوع وتوفير الأمن الغذائى للجميع  وتأتى المبادرة فى مكانها وتوقيتها المناسب ولديها فرص نجاح كبيرة جداً