سلامًا معلم الأجيال

كأنك كنت تودعنا

جلال دويدار
جلال دويدار

صباح الخميس الماضى فوجئت بمظروف على مكتبى.. أسرعت بفتح المظروف لأجد كتابًا عليه إهداء من أستاذ الأساتذة الكاتب الكبير المغفور له بإذن الله الأستاذ جلال دويدار يحكى فيه عن رحلته مع صاحبة الجلالة الصحافة.. كم سعدت وأنا أتصفح الكتاب الصادر عن سلسلة اقرأ بدار المعارف. الأستاذ جلال دويدار يحظى بمكانة خاصة وكبيرة فى قلوب جيلى وما سبقه من أجيال فلكل منا حكايات معه لا تنتهى فهو الأب والمعلم والقدوة والمهنية والطيبة والأخلاق الحميدة حتى وهو يقسو علينا أحياناً من أجل أن نتعلم وأن نبنى أنفسنا وننهض بـ«الأخبار» التى عشقها عشقاً بدون حدود وأخلص لها بما يفوق الوصف.. كنا نلمحه ونحن فى بداية خطواتنا لا يغادر صالة التحرير إلا بعد أن يطمئن على إصدار الطبعة الأولى.. كان حازماً بطيبة قلب لا يحمل عداء لأحد.


الأستاذ جلال دويدار طاقة كبيرة وتحمل الكثير منذ بدأ عمله الصحفى فى منتصف الخمسينيات عنوانه الإخلاص والشفافية والتفانى والبذل والعطاء والمصداقية وتقبل المعاناة والاجتهاد والانضباط والعدالة وحسن التعامل والانتماء والولاء لمهنة الصحافة ولأخبار اليوم .. تلك كانت وسيلته ليشق طريقه من محرر تحت التمرين حتى أصبح رئيساً للتحرير .


فى رحلته يحكى أنه التزم بالقيم الصحفية بعد تعيينه للقيام بمهام رئيس التحرير بالإنابة فى عهد المرحوم الأستاذ سعيد سنبل وكان هذا سبباً فى المعدلات العالية جدا التى وصل إليها توزيع « الأخبار» حيث تبنى العديد من الحملات الصحفية الناجحة عن الاحتكارات وانفلات أسعار حديد التسليح ومواد البناء وانعكاس ذلك على مواد البناء وكذلك حملات على الفساد وتعمير الساحل الشمالى والسياحة مما جعل من «الأخبار» الصحيفة الشعبية الأولى فى مصر والشرق الأوسط . لقد فقدنا برحيل الأستاذ جلال دويدار رجلاً من طراز نادر وأصيل.


خالص العزاء للجماعة الصحفية ولأسرة «أخبار اليوم» وللسيدة يسرية رجب الزوجة الوفية والسند ولنجله المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذى لمجموعة اتصالات الإمارتية وابنته السيدة حنان زوجة السفير عمرو جويلى سفير مصر السابق فى بلجراد .