سلامًا معلم الأجيال

رحلة كفاح طويلة

جلال دويدار
جلال دويدار

حياته كانت رحلة صحفية طويلة ملأ صفحاتها بالعمل الدؤوب والجهد الكبير طوال عمره.. إنه الأستاذ جلال دويدار الذى لقب بحضرة صاحب المؤسسة لما له من أيادٍ مهنية عالية الكفاءة وصداقات متزنة مع أقرانه من جيله ونصائح غالية للشباب فى منتصف عمره وحتى آخر لحظة فى حياته.


سجل على صفحات «الأخبار» عشقه فى رحلة الحياة كل الأحداث التى كان يغطيها فى رحلات الرئاسة بأمانة وانتماء وصحافة.. كان لا ينام حتى تنتهى الطبعة الثالثة من الأخبار وإذا جد جديد بعدها كان وهو يتقلب بضع ساعات يخلد فيها إلى النوم يقوم بينها ليتصل بالجريدة لمتابعة الأحداث وكيفية نشرها حسب أهميتها بالجريدة.


كانت حياته صحافة x صحافة تعلم من الأساتذة الكبار مصطفى أمين والتابعى ليس الصحافة فقط - فهو كان «صحفى شاطر» - وإنما عشق المهنة والحرص على ظهور الجريدة فى أبهى صورها صحفياً وإخراجياً بالتعاون مع عمالقة سكرتيرى التحرير.


 كانت مقالاته عنواناً لما تمر به مصر من أحداث برؤية وتحليل وتقديم الرأى من أجل النهوض ببلدنا.. حتى رحلته السياحية التى استمرت فترة طويلة أسبوعياً.. كان ينقل لنا مميزات كل دولة زارها وما بها من أحداث تسهم فى تقدم وطننا وإظهار عيوب ما رآه فى رحلته السياحية.


وها نحن نفتقد هذه الرحلة منذ زمن رغم أن السياحة مورد من موارد الدولة فى العملة الصعبة.. الأستاذ جلال دويدار رغم ما يبدو عليه من شدة فى التعامل المهنى إلا أن هذا كان من أجل الصالح العام وصالح العمل وكان على المستوى الانسانى يقدر الزملاء بلا فرق بين كبير وصغير ويقدم خدماته الإنسانية لأى مطلب مع مصدر خارج العمل.


كان قريباً من الصحفيين لا يبخل عليهم بنصائح قيمة تفيد العمل والصحفى على السواء خاصة فى بداية عمله وكان لى حظ كبير بأنى عملت معه فى بداية رحلة عملى بسكرتارية التحرير وكان يتابع دون أن يفصح أدائى ومدى كفاءتى فى العمل حتى انه هو الذى كتب ورقة تعيينى للأستاذ الراحل موسى صبرى دون ان يخبرنى وزادت ثقته فىَّ لدرجة أنه عندما يكون عنده ظرف طارئ يترك لى تليفونه لأخبره بالأخبار ومواد الطبعة الثالثة واتلقى التعليمات منه.. ان جلال دويدار الأخ الأكبر والزميل كما كان يعرفنا بالناس فى اللقاءات العامة بأننا زملاؤه فى العمل.


وداعاً صاحب رحلة الكفاح الطويلة المثمرة صحفياً وسياحياً وإنسانياً.. ربنا يرحمك ويدخلك فسيح جناته.