بقلم مصرى

حديقة المعهد

صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

برحيل المخرج الكبير جلال الشرقاوى أسدل الستار على مسرح الفن الذى أقامه الراحل على حديقة معهد الموسيقى العربية .. هذا المسرح كان مثار خلاف ونزاعات قضائية بين الراحل ومحافظة القاهرة .. البعض أرجعها الى أسباب رقابية والبعض الآخر إلى أسباب أمنية لعدم توافر اشتراطات السلامة المطلوبة .. ومن يومها توقفت العروض وأصبح المسرح بلا جمهور !!
والسؤال هل سيظل هكذا مجرد أطلال بعد رحيل صاحبه الذى ترك بصمة واضحة فى تاريخ المسرح السياسى أم ستعود ملكيته من جديد إلى معهد الموسيقى العربية ؟!
لاشك أن هذا المعهد الذى يتميز بطرازه المعمارى الفريد من نوعه ويعود تأسيسه إلى عهد الملك فؤاد قد فقد الكثير من رونقه بعد انتزاع حديقته التى كانت بمثابة مزار يرتاده كبار المؤلفين والملحنين والمطربين والمطربات لمناقشة قضايا وأحوال الموسيقى بعد انتهاء البروفات التى كانت تقام داخل قاعات جدرانه .. كان المعهد أول مقر لنقابة الموسيقيين بعد تأسيسها برئاسة أم كلثوم وضمت فى عضويتها  كبار الملحنين محمد القصبجى والشيخ زكريا أحمد ومحمود الشريف وغيرهم من قمم الموسيقى .. ومن خلاله خرجت أروع الألحان التى استمدت أصالتها من عبق المكان .. قبل أن يقتصر دور المعهد على إقامة حفلات الموسيقى العربية فقط كما هو حادث الآن !!
وأعتقد أن عودة المعهد إلى دوره الريادى الذى كان عليه من قبل يقع على عاتق وزارة الثقافة والوزيرة النشطة إيناس عبدالدايم .. فقد آن الأوان أن يستعيد المعهد دوره وأيضا حديقته بكل رحيق أزهارها!!.