ثائرة الشعر، لها حاجبين كثيفين، وعينين سوداوين، وجبهة عالية مقطبة، تتسم بالعناد، والكبر الصارخ، ترفع رأسها وسوت بيدها خصلات شعرها المتمرد.
وقفت داخل محكمة الأسرة بشمال القاهرة، تروي ماساتها، وتطلب الطلاق من زوجها الثري، حيث قالت وبصوت مخنوق.
لقد اكرهتني أسرتي على الزواج من زوجي التاجر الثري، الذي يكبرني بأربعين عاما، حيث كنت طالبة بكلية الآداب بالسنة الثانية، وباركت اسرتي هذا الزواج غير المتكافئ، فهو لا يفك الخط وفي يوم زفافي أحسست إنني بهيمة تساق إلى المذبح، وتوسلت إليه أن أكمل دراستي لأحصل على شهادتي، لكنه سخر مني، وثار في وجهي وهو يصرخ قائلا: "ماعندناش نسوان تروح للعلام، وتقعد جنب الجدعان، ناقصك ايه. انتي وش فقر، لبستك ذهب، وحرير عايزة الشهادة تعملي بيها ايه".
وتستكمل: وإذا وجد في يدي جريدة أو مجلة انتزعها ومزقها، وكنت لاأملك غير دموعي، وضعفي، تحملت أسلوبه وتصرفاته وجهله لكن فاض بي الكيل، حيث اتخذ إحدى حجرات المنزل "قعدة مزاج"، يستقبل فيها أصدقاء السوء، يتبادلون أنفاس الحشيش إلى ساعات متأخرة من الليل، ويوقظني لأقوم على خدمة القعدة، دون أن يراعي مشاعري، وكلما ضقت بحياتي معه وذهبت إلى أسرتي، تجبرني على العودة إليه مكسورة الجناح.
وبدموع تنهي حديثها بطلب الطلاق منه لأنها لم تعد تحتمل الحياة معه، وتوضح بألا يكفي لخلاصها منه ماتحمله له من كراهية، وتحملها للعشرة معه لعشر سنوات.
ورفضت محكمة أول درجة دعوى الطلاق، بعدما عجزت الزوجة عن إثبات دعواها، وما إن علم الزوج قيامها برفع دعوى طلاق، لم يتردد ولو للحظة وأرسل إليها قسيمة طلاقها بعد أن طلقها غيابيا، وأثار بأنها كانت قد تم القبض عليها في قضية منافية للآداب!
فما كان منها إلا أن تقدمت برفع دعوى تطالب فيها بنفقة متعة أمام محكمة الاستئناف برئاسة المستشار، أحمد عبد الجليل، وأمانة سر حسن حميدة، وحكمت لها المحكمة بنفقة متعة قدرها ٣٠ الف جنيه، وجاء في حيثيات الحكم، إنه لا يعيب المطلقة ولا يسقط حقها قي نفقة المتعة، ماأثاره مطلقها عن ضبطها في قضية منافية للآداب، فقد عاشرها لمدة ١٠ سنوات، وهي كافية لمحو أثار الاتهام، وكانت قد حصلت على حكم البراءة من هذه القضية.
اقرا ايضا / المشدد 10 سنوات لفتاة وشقيقها استدرجا شاب لسرقته
